المحرر موضوع: 2- جذور الرهبنة في تاريخ الآباء الأوائل  (زيارة 602 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل اولـيفر

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 546
    • مشاهدة الملف الشخصي
2- جذور الرهبنة في تاريخ الآباء الأوائل
Oliver كتبها
- سار إبرام مع الله أما لوط  فقال الوحي عنه أنه سار مع إبرام تك13 : 5.فرق كبير أن تسير مع الله و أن تسير حتي مع أعظم الآباء القديسين.لا يوجد بديل عن المسيح لتضع عليه قلبك.لهذا تورط لوط مع أنه إعتزل كأنه معتكف.تنازع لوط مع عمه إبرام مع أن الأرض متسعة من كل الجهات ذلك لأن تبعية الناس تجعل الفكر متضيق و القلب متضيق و العينين قصيرتا النظر كل هذا قاد لوط إلى سدوم حيث الغضب.إتبع المسيح فتتسع الرؤية حتي السماء .الرهبنة إتساع بلا نهاية في القلب و الفكر و الأشواق السمائية.لهذا بعدما إعتزل لوط قال الرب لإبرام إرفع عينيك و أنظر من الموضع الذى أنت فيه .كل الجهات لك.كل ما تصل إليه تطأه.تحت قدميك تكون أملاكك.السائر مع الله يرفع عينيه و أملاكه تحت قدميه مهما إتسع طولها و عرضها تك 13: 14-18
-كان إعتزال لوط فى سدوم شقاءاَ له.لأنه إعتزال مدفوع من شهوة مكسب.كمن يترهبن لأجل رتبة.فيتعذب كل يوم.تقف أعداءه علي باب قلايته تخطف منه بتوليته.يفقد صداقة السمائيين.يفقد حتي زوجته أي النفس التي عاش ليسعدها.صار لوط كراهب تائه مع أن نواياه بارة. تلعثم الضميرقدام الأشرار حتي أنه ضحي ببتولية بناته ليسكتوا عنه.رخصت البتولية عنده و عند بناته مقابل الكرامة. حتي إضطجعوا معه بجهالة .لأنه بدلاً من الإحتراس لحياته أراد حماية الملائكة؟هذا الإرتباك يحدث لكل من يظن في نفسه شيئاً مع أن الرهبنة إماتة للذات. لولا أن الرب يحبه لصار لوط محترقاً أو عمود ملح كإمرأته.فالإعتزال  و لو في مغارة فوق الجبل من غير مشورة فساد في القلب.و الرهبنة من غير إرشاد كالركض نحو سدوم المحترقة. تك19: 30.
- ثم أراد الله أن يمتحن إبراهيم تك22.أتحبني؟ إذبح لي؟إذبح ذاتك أو شهواتك أو أملاكك أو كل ما هو ثمين عندك حتي نفسك.إذبح إبنك أي كل فكر .ضعه علي مذبحي.هذه هي الرهبنة.مذبح جاهز و ذبيحة إنسكاب لا تتوقف.الموت من أجل الرب مجد.نموت كل يوم.في حياة كل إنسان إسحق  رمزاً لكل غال عنده.الرب يأمر أن تذبحه له.فقط أظهر للرب أنك تحبه أكثر من كل الأشخاص و كل الأشياء وقتها تسمع وعد الله لك بالبركة التي بلا حدود.أي بالمسيح يسكن حياتك فهو بديل إسحق الذى صار ذبيحة بالنية دون الفعل.يا أبي الراهب هل ما زال إسحق الرمز يحمل عنك الحطب أم أنك أرقدته ذبيحة ليحل المسيح عوضاً عنه يملأ كيانك.
- رهبنة يوسف الصديق مختلفة.كان الصمت يلفها.الصبر يجملها.لا شيء من الإنتقام يدنو منها.رهبنة تري كل الأشياء تعمل معاً للخير.رهبنة من غير هموم.فالراهب الذى يحمل الهموم لا يصلح أن يكون مبتدئاً.كان يوسف باراً من غير رتبة.فلما صار علي العرش كان البر عرشه و سنده.لم يختلف في محبته لله.في البئر عطشان إلي المسيح.في بيت فوطيفار يري المسيح قدامه.في السجن لا يشكو و قدام الملك لا يتغير.يأخذوا قميصه لا يشكو يأخذوا سمعته إلي الظلم لا يفضحهم.يكذبوا و يتآمروا فلا يشير إليهم يبيعونه فيصبح في الحب أعظم؟ ما هذا الراهب إلا الذى يختاره الرب من محبسه ليسكنه علي كرسي و سلطان. يحتفظ بالبر لينجح في كل ما تمتد إليه يده. يتقن الصمت مثلما يوسف و لا يستخدم السلطان لنفسه أبداً.هو موجود ليشبع الناس من روح الحكمة فيه.فليحتفظ في قلبه أن لا ينتقم بل يصفح.ليسرع للوحدة بين اشقاءه لأنه لأجل هذا منحه الرب كرسيه.فليجمع الأسباط حتي لو باعوه قبلاً أو خانوه أو حاولوا قتله.ما أحوجنا إلي هذا البار الذى لا يعاقب التاريخ بل يصنع تاريخاً جديداً بالنعمة و الصفح.لهذا يصير ثانياً في المملكة.لأن المسيح هو الأول.لا يأخذ مكان المسيح لكنه يأخذ مثال المسيح و يحكم.فلنترهبن كلنا رهبنة يوسف الصديق.
-هذه هي جذور الرهبنة في سلوك الآباء البطاركة الأولون.كانت رهبنة القلب لا الزي.لم يغلبها تيار العالم السائد وقتها بل كانت بنعمة الروح تصنع تياراً مضاداً يغلب العالم و يحفر في الصخر جذور الرهبنة كي يتبعها من شاء أن يتعلم.ليست الرهبنة بهذه الرؤية عملاً للمتبتلين وحدهم بل لكل من يشتاق للكمال.لا يوجد فيها مكسب إلا الميراث في المسيح و مع المسيح له المجد.
- الرهبنة كما نتتبعها هنا ليست سوي الجذور التي تصلح للمتزوجين و المتبتلين ليتملكوا في المسيح يسوع.هذه الأصول الروحية بدأت مع خلقة الإنسان.هذه الجذور ليست تأريخاً للرهبنة الحديثة بل تأصيلاً للمبادئ الروحية التي يجب أن تتوفر في جميع من يتبعوا الرب يسوع تاركين شباكهم.ليست مقالات ضد سر الزيجة أو تختلف معه أو تفضل عليه أو تقلل منه.أنها حديث آخر في مجال مختلف.أما الزيجة فلها كرامة ممن صنع أول معجزاته في عرس قانا الجليل فلا مجال للمقارنة هنا بين الرهبنة و الزيجة.
- كان سفر التكوين تكويناً لكل ما هو جديد في الوجود.فكانت الرهبنة في ضمير آباءنا و سلوكياتهم .لم تكن فكراً غريباً بل حباً فريداً.لم تكن إستثناءاً قي حياة الأبرار بل شغلهم الشاغل ليستثمروا حبهم لكل الأجيال.لهذا سنجد في أسفار الأنبياء من عاشوا رهباناً بصورة أكثر وضوحاً.واضعين في الإعتبار شكل الزمن .لهذا ليست هذه المقالات فقط لكي نتعرف علي جذور الرهبنة في فكر البطاركة الأوائل فحسب  بل أيضاً  رداً أيضاً علي من يظنون الرهبنة إبتكاراً بشرياً أو بدعة يجب دحضها.الحديث عن عمق الجذور يكشف لنا وهن الأغصان و دواء أمراضها.فالخمر الذى تعتق ليس كالماء الذى نشربه الآن. للموضوع بقية إن شاء الرب و عشنا.