المحرر موضوع: علي ع إرث إنساني(لاعلاقة للمسلمين عامة والشيعة خاصة بعلي ع)....٢  (زيارة 930 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل صادق الهاشمي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 803
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
علي ع إرث إنساني(لاعلاقة للمسلمين عامة والشيعة خاصة بعلي ع)....٢
بقلم:صادق الهاشمي
العبقرية/والإنسانية...هناك حقيقتين هامتين الاولى إن( علي ع) عبقري ومن اشهر العظماء في عصره ومن خلال كتاباته وخطبه اصبح الان وبدون جدال يحتل مكانة كواحد من أشهر عظماء التأريخ والان اصبحت حقيقة مؤكدة...أما الحقيقة الثانية إن (علي ع) لم يتشكك في قيمة النظرية الانسانية بل كان يعتبرها الطريقة العلمية الوحيدة لتغيير الظروف الاجتماعية لصالح الطبقات الفقيرة وتحقيق مجتمع الرخاء اللاطبقي آنذاك ...ومن ثم كافح عليآ طويلا ليجعل حياته وسيلة لخدمة الانسانية التي هي فوق الدين ودائما مايعمد الى إثارة المواقف الانسانية ولكن لم ينجح لان عديد الناس وقف بعناد ضده عند حد التأثر بعاملي السلطة والمال…أما سر نجاحه في حياته الخاصة(فزت ورب الكعبة)...راجع الى قوة الإلهام والبلاغة وإمتلاء قلبه بالحكمة وجادة الصواب لديه ...اي إن وعيه الباطن أو قوة الإلهام والايحاء هذه كانت تأتي غالبآ بعكس ما كان يهدف اليه( علي ع)... ومن اللذين تعلقوا (بعلي ع) انذاك ثلة وذلك لامتلاكه لغة السحر الفني والجمالي بل ان اللذين اقبلوا عليه من اجل القيمة البلاغية وفِي نفس الوقت كانوا يكرهون اهدافه السياسية...اما اللذين كانوا يحبون مراميه السياسية وهم قلة جدا كان يهاجمون ماتحتويه من قيم اخلاقية وانسانية وجمالية وفنية ويعتبرونه من دعاة الشكل فقط...ولهذا أشير الى ان مسالة الالتزام الايديولجي تضع قيود عديدة على حرية العبقري فعلى الرغم من اخلاص (علي ع) الى رسالة( النبي ص)  وآيديولوجيته ورغبته الصادقة في خدمتها فقد واجه الكثير من الصعوبات والعراقيل التي كانت تضعها البيروقراطية الجاهلية في طريقه...كان (علي ع )مدركآ لمخاطر البيروقراطية فسارع على طلاق الدنيا(يادنيا غري غيري طلقتك بالثلاث) كل ذلك ليضمن لنفسه حرية الحركة ولم يدفعه الإدراك الى ترك مكة او الجزيرة ليتخذ الكوفة عاصمة له حيث الرعب والفزع والقهر الذي فرضته عليه الظروف السياسية آنذاك وتأثيرها على ضمائر المفكرين والعباقرة والفلاسفة والانبياء والرسل كما ذكرها الكتاب التاريخي( القرآن) ...وقد زاد هذا من همه ومن اقتناعه بإفلاس المجتمع المسلم الذي كان اصلا متردد في إسلامه وإيمانه بالاضافة الى احتقاره للقيم الانسانية...هذا ماجعلني ان اكون (علويآ) وشديد الإعجاب (بعلي ع) لانه شخص واقعي يتمتع بدهاء شديد جعله يسير وفق سياسة( ذاتية الاهتمام) مستنيرة...ولم أكن في ذلك اعني ان اعمال ومعتقدات ونظريات علي ع العلمية والاجتماعية والاقتصادية وحتى العقائدية كانت موضع ترحيب العالم الاسلامي فقد هوجم من الكثير الذين كانوا يعتبرونه مساوٍ لهم كعامة الناس وقد حاولوا ان يفرضوا عليه اُسلوب ماسبقه من خلفاء عصره كطريقة رسمية لإدارة دفة الحكم والحياة العامة...حيث كان (علي ع) يعتبر هذا الاسلوب نقيض تمامآ لما ينبغي ان يكون عليه المسرح العلمي الانساني الحياتي (لعلي ع) لهذا لم تجد نظرياته طريقها ولحد هذه اللحظة الى مسرح الحياة على الرغم من كونها روائع لأعظم عبقري عرفته البشرية…………..