علي ع إرث إنساني(لاعلاقة للمسلمين عامة والشيعة خاصة بعلي ع)...٣
بقلم:صادق الهاشميحياته...إذن استطاع علي ع بدهائه وبعد نظره أن يوفق بين رغباته ومطالب النبي ص المبكره منذ الصغر وبالصورة التي تسمح له بالاستمرار بالعمل والإنتاج وتجريب الاساليب الفنية والقتالية دون ان يحيد عن إيمانه قيد أنمله وحسب ادراكه كوسيلة لتغيير المجتمعات وبناء الحياة الافضل. وبالرغم من عنف مشاعره ولتفاهة وغباء البيروقراطية للمجتمع الجاهلي بقي (علي ع) مقتنعا بأن لايوجد في نظرية الرسالة اي تناقض وعليه التسليم هو ومن امثاله...وقد نجح( علي ع)الى حد بعيد واستطاع بفكره وعبقريته ان يحرك ويغير بافكار العديد من المجتمع الجاهلي وأحتل مكانة راسخة لدى( النبي ص) كواحد من اعظم الشخصيات التي جسدت الأيديولوجية المحمدية في القرن الاول وكان محمد ص لديه شي هام يجب ان يقوله عندما قال في احدى المعارك(برز الإيمان كله الى الشرك كله) ولهذا وجب (على علي ع) ان يعمل كل ما في وسعه ليبقى حيآ في زمنه المضطرب دون ان يتورط في حركات بطولية جوفاء...وكان محمد ص لم يكف ابدآ عن إسداء المديح والثناء للأبطال الاخرين أمثال عمار بن ياسر ومالك الأشتر والاسود وجعفر وعبدالله وزيد وغيرهم هولاء اللذين حققوا ماكانوا يسعون اليه عن طريق الظهور احيانا بصورة اقل شجاعة وأقل فضيلة وأقل صدقآ...ولعل هذا هو نظام الاخلاق الذي كان يبشر به( محمد ص ووزيره علي ع )ايضا مع أصحابهم ...اذن (علي ع) يحمل العلم والمعرفة ومن يحمل المعرفة عليه حمل الحقيقة في داخله فقد كان (علي ع) يرى في نفسه حاملا لحقيقة هامه...حيث ارى ان الدوافع التي أدت( بعلي ع) الى اعتناق الفكر الانساني قبل الاسلامي في النظرية المحمدية ذاتها سوى في النظرية او التطبيق إنما هي في نفس( علي ع)وفِي اوضاع المجتمع الجاهلي آنذاك فوجب علي ان أنقب في حياة علي ع وفِي اوضاع المجتمع الجاهلي والاسلامي من بعد سنين لخلافته حتى استخرج الاحداث ذات الدلالة النفسية والاجتماعية التي ساهمت في تكوينه الفكري والعقائدي وحتى الفني. فالظروف التي مر بها( علي ع) بالاضافة الى مكره الموروث وفضاعة الحروب وغزواتها دخلها صغيرآ كان لها تأثير قوي في تشكيل نفسيته الشديدة التعقيد ان( عليآ ع ) كان انعزاليآ ويكره المجتمع البرجوازي ويحتقر طريقة حياة البرجوازية.فهذا المجتمع الذي كان يسبغ هالة الاحترام على طبقة قادة القبائل والصعاليك وكبار رجال المال والتجار وعلى التقاليد البالية لم يكن في نظر( علي ع )إلا مجتمعآ غبيآ منافقآ يخلو تمامآ من الرشاقة واللياقة والجمال وبدا له جافآ وقبيحآ بل عاجزآ ومفلسآ ...وإقترن إحتقار (علي ع) لجيله في مجتمعه انذاك برفض مطلق لكل مستوياته المقبولة وجوانبة المتعددة الاخرى……………
