المحرر موضوع: رئيس الأنبياء و تلميذه و دروس في الرهبنة  (زيارة 714 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل اولـيفر

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 546
    • مشاهدة الملف الشخصي
رئيس الأنبياء و تلميذه و دروس في الرهبنة
Oliver كتبها
المسيح له المجد ملأ فكر الأنبياء بالروح القدس لكي بهم يعلمنا حياة البر و القداسة بما يناسب الجميع مبتدئين و كاملين.خداماً و كهنة.مكرسين و بتوليين و رهباناً.فإن أخذنا من الأنبياء شيئاً من عشرتهم مع المسيح فنحن نأخذ المسيح منهم أيضاً.لأن حياتهم كانت تبعية للمسيح و لو كان للبعض غير مرئي لكنه لنا الآن في كمال إعلانه.
-في سلسلة تتبع جذور و أصول الرهبنة نتبع الدروس التي وضعت للرهبنة أساساتها و جمعت لها من خبرة الروح القدس بناءاً عميقاً يفيض دسماً.فلنتتبع هؤلاء الذين خرجوا ليس هرباً من إضطهاد كما يدعون و لا تنصلاً من مسئولية بل تنفيذاً لأمر إلهي لكل من يريد أن يكون كاملاً أن يبيع كل شيئ و يتبع المسيح و ها نحن نراقب حياة أولئك الذين باعوا كل شيء و تبعوه لنتمثل بإيمانهم و نتعلم من سيرتهم.التبعية للمسيح متاحة للجميع دون قيد أو شرط.
- دروس رهبانية من حياة موسي النبي:كانت المقدمات لحياة موسي لا توحي بنهايته,عاش في بيت فرعون بيت خصم الله و قاهر شعبه.ليس لكل القديسين مقدمة توحي بما سيكونوا عليه.فلا ننظر إلي بداياتهم بل نهاياتهم. لقد إرتضي موسي أن يسكن مع فرعون.ثم لما تزوج بنت رعوئيل كاهن مديان الوثني إرتضي أن يسكن مع الرجل خر2: 22.كان الشعب يئن في مصر و كان موسي آمناً في مديان.سمع الرب أنين شعبه فإختار موسي ليذل مع شعبه.عاش موسى يرعي غنماً حيوانياً غريباً بينما الله يعده ليقود غنم رعيته البشري روحياً.لم يولد موسي ناسكاً و لا عاش زاهداً.لم يدرك الفقر في بداياته بل إختاره بنفسه في نهاياته.حينما مال ليري العليقة مال الرب و ناداه.إختلفت الميول تلك اللحظة.خر3:3.ظهرت ميول روحية عميقة لم تكن لها بوادر سابقة.فلا تظن أن الأشقياء سيبقون أشقياء و المعاندين سيبقون معاندين.سيأتي يوم و تميل النفس لله و يميل إليها و يغير الميول و تظهر في حياة البعض عليقة كما لموسى النبي. يتغير وجه الصحراء قدامهم.تصبح صحراء الله و ليست صحراء الغنم. تتغير التوجهات و تبدأ الدروس العميقة.المقابلة مع  الله هي مصدر طاقة الحب و حافز التكريس الأعظم.لهذا بدأ موسي يتحدث عن أهيه  المهوب قائلاً ( أرسلني إليكم- ظهر لي-الرب إله العبرانيين إلتقانا خر3) بداية تكريس موسي لحياته إنطلقت من لقاء شخصي مباشر بالله.
- يتراكم الحب حتي يبلغ منتهاه .تنسلخ النفس من العتيق و تتحد بالجديد فالرهبنة إنسلاخ و إتحاد.إنسلخ موسي من حياته بكل متعلقاتها و تكرس للجديد هذه هي البداية فقط.ثم أخذه الرب إلي فرعون ليس حليفاً و لا إبناُ لإبنته.بل خصماً يقاومه.يستخدمه الرب للغلبة.عشر ضربات يتجلي فيها الرب في حياة موسي النبي و شعبه.حتي يخرج بهم جميعاً إلي البرية.حياة البرية ليست حياة المهزومين بل الغالبين.إغلب العالم و فرعونه لكي تتأهل للخروج.لا تخرج منه عبداً بل سيداً حتي لفرعون.هنا تتملك في المسيح و لا تغلبك تجارب البرية.يشق لك طريقاً لا يعبره إلا الغالبون.هذا إنتقاء لحياة الرهبنة.أغلِب و كن سيداً علي العالم ثم غادره بمقتنياتك الروحية هذه التي جمعها لك الروح القدس من خبرة الحرب الإلهية ضد فرعون.تخرج حاملاً أعاجيب  الضربات العشر.في البرية تتبع الله في السحابة و عمود النار لا مكان للظلمة في السحابة و لا للخمول و النار الإلهية تلهبك لرهبنة منتصرة.إذا شعرت أنك ما زلت تترنح بين السقوط و القيام فلا تبرح مكانك حتي تغلب.فالرهبنة ليست بداية حياة بل ثمر حياة.
-موسي أوصل إليشع إلي حدود نهر الأردن.الآباء بسيرتهم يأخذوننا فنقتفي آثار الغنم.جلس إليشع عند نهر المعمودية.ينتظر عمقاً جديداً و خبرة مختلفة.فالحياة مع المسيح لا تخلق نسخاً متطابقة.هذا قديس متزوج و ذاك قديس راهب.هذا إستخدمه الله لحرب فرعون و ذاك إستخدمه الرب لحروب مختلفة لكن الطريق واحد إلي أرض الموعد للمتزوجين و المتبتلين.كان موسي حليماً و كان يشوع متشدداً.الحروب الكثيرة يلزمها اليقظة التامة.التشدد لا يعني التزمت و التطرف بل عدم التهاون والتمسك بالقوة الإلهية فنتشدد بها.يش1: 6.لذا تختلف الشخصيات في الرهبنة حسب المهام التي يضعها الرب علي عاتق كل واحد كصليب يتبع به المسيح.واحد حليماً جداً كموسى يجد البشاشة و الفرح منهج الروح معه و آخر لا يفرط في صغيرة أو كبيرة و يتشدد مع نفسه كي لا يستبيح كعيسو فيكون للرب كيشوع النبي البار.كان وعد الرب بيشوع أنه سيريح شعبه.فالرهبنة بذل و تعب لكي ترتاح الكنيسة.بقدر ما يتعب الحراس علي أسوار أورشليم و يسهرون بقدر ما تتحصن الكنيسة بالصلاة و الإنسحاق. الطاعة حول أسوار أريحا أسقطتها و لم يتكلف الشعب خسارة اي نفس. حضور الرب في التابوت مطمئن و غالب. أما إذا تهاون الحراس نسقط حتي قدام عاى القرية المغمورة و يذوب شعب الله خوفاً من الصغار لا الكبار ,يش7: 3.لكن النهاية ليست الهزيمة بل إكتساح عاي بالقداسة.
- تحدث الهزيمة فيأمر الرب أن نعود للقداسة.قدس الشعب و قل تقدسوا للغد.تقدسوا لأبديتكم فهي الغد الذى لأجله نتقدس.عاي خبرة عابرة و ستزول.نسقط علي وجوهنا و نقوم بأمر الرب.إستبعد ما هو حرام في وسطك يا إسرائيل.عخان هناك حيث أعجبته المقتنيات.يسرق التمائم و يدس في جيبه الذهب و يظن أن لا شيئ سينكشف.لكن هزيمة الشعب كشفته و الرب لم يصمت.نقاوة الرهبنة من الدخلاء درس من الله علي حدود  قرية عاى.إكتشاف عخان يحتاج إلي روح الرب في يشوع.وقتها لا يمكن للدخلاء خداع أحد.الدخلاء لا تشغلهم القداسة بل الغنائم المهملة عمداً من إبليس كي يغري بها  أمثال عخان  بن كرمي فيسقط إسرائيل و يتعثر شعب الله و ينوح.لكن الرب يأمر بالقصاص ليرجع عن حمو غضبه.يش7: .20تظهر فضيلة التشدد للحفاظ علي الكنيسة.و تبقي عاى درس لا يختفي من ذاكرتها.الرهبنة الحية هي التي تنغمس في الصلاة و السهر فتصنع سوراً ملتهباً من عمل الله فيهم فلا يجد إبليس ثغرة للوصول إلي قلب الكنيسة.
و للموضوع بقية.