المحرر موضوع: جواب لسياسي مستغرب من تعامل الولايات المتحدة مع احزاب شعبنا  (زيارة 1498 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل زيا ميخائيل

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 26
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني


جواب لسياسي مستغرب من تعامل الولايات المتحدة مع احزاب شعبنا

استغرب احد قيادي احزابنا القومية الاشورية وممثل للشعب ومسؤول في مؤسسة تمثل اعلى سلطة في الدولة العراقية, ونشر استغرابه على صفحته الخاصة على موقع للتواصل الاجتماعي الفيس بوك. وتسائل عن سبب معاملة الامريكان لاحزابنا القومية بشكل مختلف عن باقي احزاب ومكونات الشعب العراقي, وخاصة بالتسمية المسيحية  بدل الاسم القومي. واثار هذا الاستغراب مجموعة ردود, منها واقعية واخرى تملق لهذا المسؤول وثالثة مسيئة له والاخيرة نرفضها وبشدة.
فبالرغم من ان لدينا قياديين ومسؤولين ومن المفروض انهم هم من يجيبوا على تسائلات الشعب والعامة, نجدهم يتسائلون عن سبب التصرفات السياسية من اطراف دولية او اقليمية او حتى الاحزاب الوطنية, وهنا يطرح العامة السؤال الوجيه, لماذا يستغرب هذا المسؤول ويتسائل عن سبب تعامل الغير من دول او احزاب, مع احزابنا القومية بهذا الشكل؟؟ وهل فعلا ان هذا المسؤول لا يعرف الاسباب؟؟ فاذا كان لا يعرف السبب فتلك مصيبة, واذا كان يعرف السبب ويتجاهله, فالمصيبة اعظم. لان طرح هكذا تسائل واستغرابات يعكس واقع سياسينا وعلمهم او جهلهم  بالسياسات الدولية وتعاملاتها مع الغير, او حتى الجهل بسياسات الاحزاب وعلاقاتها وكيفية بنائها واسس ومقومات تكوينها.
وهنا  سنتناول الاحتمال الاول, اي مصيبة ان هذا القيادي لا يعلم فعلا اسباب معاملة الامريكان او الاوربيين بشكل مختلف مع احزابنا القومية, من تهميشها الى تسميتها بالمسيحية وغيرها. ونبحثها في نقطتين مهمتين من مجموعة من النقاط التي تعتمد في العلاقات بين المؤسسات. وهما
1. المصلحة والمنفعة. فاي علاقة بين مؤسستين يرتكز على مدى استفادة احدى المؤسسات من الاخرى, وهنا ناخذ الولايات المتحدة كمثال وليس الحصر, ونتسائل ما هي مصلحة الامريكان من احزابنا القومية, باعتبار ان للامريكان مصالح واجندات في المنطقة وتريد ان تتعامل مع المجموعات التي تستطيع ان تمرر اجندتها, وماهي امكانية هذا الاحزاب القومية لتتبني النظرة الامريكية واجنداتها؟ وهل ستستفيد المؤسسات الامريكية من هذه الاحزاب؟ باعتبار ان امريكا دولة مؤسسات. وهل اثبتت هذه الاحزاب انها جديرة بهذه الثقة؟ اوان هذه الاحزاب لها قاعدة اقتصادية قوية ووجود  على الارض قوي يجبر المؤسسات الامريكية على التعامل معها؟ او هل تملك هذه الاحزاب قوة اعلامية تدعم التوجه  الديمقراطي ومباديء حقوق الانسان التي تؤمن بها هذه الدول وتحاول نشرها؟ وكلنا نعرف الجواب على هذه الاسئلة, كما اتوقع ان هذا المسؤول يعرفه ايضا.
2. التاثير السياسي. اذا لم تستطيع الاحزاب بناء علاقات مصالح ومنفعة, فيمكن ان تكون مؤثرة على هذه الدول, سياسيا بوجود قواعد تنظيمية وشعبية مثلا تؤثر بالموازين السياسية وذلك بواسطة اللعبة الديمقراطية والانتخابات, او عن طريق تشكيل لوبيات سياسية او اعلامية او حتى اقتصادية للوصول الى مطابخ السياسة والتاثير على الداخل في هذه الدول وبالتالي التاثير على السياسة الخارجية وتوجيه العلاقات بالشكل الذي ينفع هذه الاحزاب او الشعب الذي تنتمي له.
وهنا نسأل هذا القيادي اي من هذه النقطتين تملكون ولم تنفع من التاثير على الامريكان او على الدول العاملة في المنطقة. واذا كنتم تظنون ان هذا الدول هي مؤسسات خيرية, جائت من خلف المحيطات  وقطعت الاف الاميال وصرفت المليارات وعرضت جنودها للقتل لتقدم عمل خيري او لنصرة المظلوم, فانصحكم سيدي باعتزال  السياسة, كما انصح  كل سياسي يظن ذلك, بايجاد عمل اخر لنفسه غير السياسة.
بل السؤال يجب ان يكون لماذا ليس لهذه الاحزاب (القومية) تاثير على الاحزاب الوطنية, بل اليوم ليس لها تاثير حتى في بيتها القومي, لانها تسبح تارة في شعارات قومية وتارة دينية او مذهبية وتارة اخرى تسبح في منافع انتخابية ومناصب وعلاقات مشبوهة مع اعداء شعوبها, وبين هذا وذاك فقدت جمهورها ثم قل شانها لتنازلها عن مبادئها, وفقدت احترام الاخرين لهذه الاحزاب, لانها ساومت على ما ليس لها وتجاوزت الخطوط الحمراء لشعوبها من اجل المنافع الشخصية. بالاضافة الى تضائل الكوادر التي تحمل الشهادات والمراكز العلمية المرموقة في قيادة هذه الاحزاب لتضع استراتيجيات الاحزاب السياسية وبناء تنظيمات رصينة داخليا وخارجيا.
اما موضوع التسمية المسيحية, فهي كما هو الحال دائما من التسميات الطائفية التي اطلقت في الماضي على شعبنا, وكلها كانت تسميات مستوردة من خارج البيت القومي, قبلها البعض وانتفع منها يوما, ورفضها البعض الاخر, ولا زال يرفضها الكثير ليومنا هذا. والمنتفعون من هذه التسميات استخدموا هذه الاسماء  وتبنوها في عملهم القومي للمتاجرة بها سياسيا وانتخابيا وكرسوها اكثر في عقول ابناء شعبنا واصبحت اليوم اسماء شرعية  لشعبنا.
ولا ادري لماذا الاستغراب من تسمية احزابنا بالمسيحية, اذا كانت هذه الاحزاب تقبل وتتبنى هذه التسمية, وذلك بالتصارع على مقاعد الكوتا للمسيحيين, فاذا كانت هذه الاحزاب رافضة للتسمية الدينية لماذا تشترك بل تتقاتل للحصول على مقعد مخصص لمكون ديني, وماذا عن التسمية الكردستانية؟ هل تريدون مقعدا في البرلمان الكردستاني وترفضون ان يطلقون عليكم اسم احزاب كردستانية؟
اما اذا كنتم تريدون ان تلقوا اللوم  بالتسمية  المسيحية على الامريكان وتتنصلون من المسؤولية بعد نتائج الانتخابات ونقد الشارع الاشوري, فهذا الباب ضيق لا انصحكم بدخوله, لانه لا يقنع حتى من يجاملكم سيدي الكريم, فمثلما قبل البعض في الماضي وعبر التاريخ بالتسميات الطائفية بدوافع المنافع الشخصية لرجال دين او لقيادات عشائرية واصبحت هذه التسميات اليوم واقع لكم, تتبون انتم اليوم هذه الاسماء وتطلقوها على شعبكم وتربطون اسماء طائفية وقومية باسم مركب دون خجل, هكذا ستركبون الاسم المسيحي اليوم ليلتحق مستقبلا بقطارالتسميات السخيف لاسم شعب عريق قدم اكبر التضحيات للحفاظ على اسمه وتاريخه, وكما رفضت الاسماء الطائفية سابقا, يرفض الكثير من ابناء شعبنا هذا الاسم الديني, رغم اعتزازنا ومحبتنا  لديننا وايماننا, ونرفض اقحامه  في غير مكانه, ولكن للاسف احزابنا القومية او المسيحية (كما يعلنها قادة هذه الاحزاب في الاعلام علنا) هي من تمثل المكون المسيحي, ولا شان للشعب بهم, ولا الامريكان, لان اذا كنت اعتز باسمي (زيا) كانسان, فكل العالم لا يستطيع جعله جيمي (مع احترامي للاسم جيمي) اذا لم تكن بارادتي.
واذا كنتم تريدون ان تعاملكم الدول باحترام,  فابدؤ اولا انتم باحترام شعبكم واحترام تاريخه العريق واسمه المقدس, واتركوا المزايدات  الرخيصة والمساومات على مالاتملكون, ليحترمكم شعبكم اولا ويلتف حولكم ليعطيكم القوة ويجبر الاخرين على احترامكم. لان من لا يكون قويا في بيته لا يحترمه الجيران.
زيا ميخائي