ياعاشقة الليل ..
الدكتور أحمد سطام الجميلي
يا عاشقة الليل
يا صنو نجمة المساء القصية,
امنحيني من وقتك هدية؛ اتباهى بها:
امام امنيات المدن البهية.
فانا و الريح دوماً على سفر..
ما لنا من مستقر؛ سوى سمو عينيكِ,
و بعضاً من حُمرةِ خجلِ الخدين؛
و شيئاً من لونِ التفاح المسكونِ بعطرِ الشفتين.
لا تحدثيني عن الركون,
فانتا مرتحلٌ منذ سنين,
ادمنت الهجير و اقدام الحفاة اليائسين,
و المدن الثكلى التي لا شوق فيها,
و لا عاشقين.
من قال لك اني انا ما زلت انا؟
انا: لم اعد حالماً؛
غيرتني السنين.
يا راهبة العشق الصاعد من اعماق اشرعتي
السحيقة
يا رائحة المسك
و سمو تراتيل المعابد
و عظمة الملوك المبعدين الى المنافي.
انا و اشبيليا تقاذفنا الزمان و القدر
ليس لنا من مفر
سوى سمو قداسك البهي
و ارصفة الحنين
و الذكريات التي يذرفها
عبق التاريخ
و غدر السنين
انا و انت ما زلنا
تائهين...
لا يلوي علينا نهار
بل مازلنا ضائعين,
تتقاذفنا الاقدار.
******
الاستاذ ابو احمد:
قصيدتك رائعة بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى,
فيها من البوح و الصور و المجازات ما يجعلها اعذب
ما قرأت من مؤلفات خلال هذه الفترة.
قصيدتك ليست مجرد كلمات, و اسلوب, و فكرة.
قصيدتك تاريخ, و عبرات, وذكرى.
تنثر عبق العشق الغابر, و المجد الداثر,
و هموم الملوك الخاسرين
و مرارة, و قسوة السنين.
فلا تجد من مرفأ؛
سوى محراب الذكريات,
و قداسة الراهبات,
و علو النجوم السامقات,
و ترانيم الطيور المهاجرات,
و هي تجتر قساوة الرحيل.
بتكرار تراتيل اغانيها الحزينة,
التي تخلد جرحها الغائر
في ثنايا السنين
فنشجع اغاريدها
انا و انت عابثين.
لا ابالغ اذا قلت انني استطيع ان اكتب عن قصيدتك كتب عديدة
فهي و الله معلقة جديدة.. تبوح لنا بما تبوح,
و ترتق فينا الجروح,
و تجعلنا حالمين,
و تبعدنا عن وجع السنين..