علي ع إرث إنساني(لا علاقة للمسلمين عامة والشيعة خاصة بعلي ع ).....٦
بقلم:صادق الهاشمياللغة والبلاغة
ان لغة علي ع في مقالاته وخطبه الى الخاصة والعامة يمكن مناقشتها ومحاكاتها كأمثلة لنوع جديد من البناء اللغوي البلاغي العربي المسجع وكإنه الاسلوب القرآني وبالرغم من ذلك فقد تكمن أهميتها وحلاوتها الرئيسيّة في القيمة البلاغية والشعرية …ككتابة (النهج البلاغي) يمتد استمرار حياته الى الآن حيآ وقبل كل شيء من رشاقة اللغة ومن الرؤية البلاغية التي تعرض للعالم مباشرة قبل ١٤٠٠عام او الان …ان علي (ع) ذو خطابة وادب وفلسفة وعبقرة قبل كل شيء …فقوة مفرداته اللغوية تكمن الى حد ما في بساطته ولغته المباشرة في الاستعمال الجريء للكلمات او المفردات التي نراها اليوم غريبة على لغتنا في سياق غير عامي… وربما من الصعب ان اتحدث ككاتب عن جمال الاسلوب الخطابي في لغة اخرى غير لغة علي (ع) نفسة ولهذا اكتفي بتتبع المصادر والمؤثرات التي صنعت هذة اللغة … ان اللغة العربية المكتوبة في القرآن وكتاب نهج البلاغة تختلف عن اللغة المتداولة في كتابة المقالات او الشعر او الأدب حيث أراها لغة صناعية ميته خالية من الروح وتعيش على الورق فقط...فالناس في البلاد العربية حتى اعظم المتعلمين منهم لايتكلمون اللغة الرسمية وانما يستخدمون او أصح يستعملون لهجة اقليمية واضحة متميزة الكلمات لهذا يصعب ان أجد في البلاد العربية ولغتها حوارآ إدراميآ يشبة اللغة الواقعية ويخلو في نفس الوقت من نغمات اللهجة وقيودها . الا ان (علي ع )في راوئع اللغة العربية ينطق بلهجة واسعة حيث بلغ درجة لن تدانى في خلق لغة خطابية وشعرية خاصة به كما هو في خصوصية القرآن…توحي بإيقاع خاص للغة واقعية وتعطي إحساسها ويطرق جرسها دون ان ترتبط بلهجة اقليمية محددة وهي لغة ليست منطوقه من أي انسان في الواقع ما عدا علي ع نفسة انها تجميع لمفردات لغوية قوية أصيلة لعدد من التقاليد ذات الجذور العميقة التي تخلق الإيهام باللغة الواقعية … وهذه هي اللغة التي استولت على عقول السامعين قبل ١٤٠٠ عام والقارئين الان حتى في حديثه العادي الذي لم ينقل بعد … ومع ذلك فان لغة علي (ع) تستمد اساسها الراسخ من المنبع الرئيسي للغة القرآن وهي لغة الأوائل في الجزيرة العربية قبل الاسلام أمثال اللغة الشعرية لشعراء المعلقات السبعة وأشهرهم الشاعر (امرىء القيس )وقد سئل علي (ع) عن اقوى المؤثرات البلاغية واللغوية والأدبية والشعرية في حياته فاجاب (انه القرآن) ان لغة القرآن هي السائدة في خطابات علي (ع) وفِي نهج البلاغة … فقد استعمل علي (ع) التركيبات اللغوية للقرآن استعمالآ رائعآ فنجد (السجع -المقابلة جنبآ الى جنب -أنصاف الجمل المتعارضة -وكذالك الطباق والتشبية والتكرار والتضاد وغيرها).........…………….
