المحرر موضوع: “الانتفاضة الشعبية العراقية وصناعة المستقبل المجهول"  (زيارة 624 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل د. عادل رضا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 153
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي

“الانتفاضة الشعبية العراقية وصناعة المستقبل المجهول"

نقطة للتاريخ قبل الدخول بتفاصيل الأمور وهي أن الامام الخميني رحمه الله ليس له علاقة بالواقع الحالي لحراك الجمهورية الإسلامية المقامة على أرض إيران وكنا قد ذكرنا سابقا بمواقع اعلامية وخبرية أن الجمهورية الإسلامية المقامة على أرض إيران تتحرك حاليا بمرحلة مختلفة عن مرحلة النقاء الاسلامي الثوري الإيديولوجي المتأسسة عليه الثورة الاسلامية الحقيقية ولمن يريد أن يراجع خطابات الامام الخميني بكتاب الكوثر او من يقرأ كتب الشهيد مرتضى مطهري وكتب د.علي شريعتي أو اقوال الشهيد د.مصطفى شمران أو كلمات الامام موسى الصدر يجد اختلاف وخلاف الواقع الحالي ناهيك عن المفارقة الكوميدية المضحكة اذا صح التعبير من انه اذا تحركت بالواقع الاعلامي والسياسي والثقافي بما كان يقوله الإمام الخميني او الشهيد مرتضي مطهري فأن يافطة "عدو" الثورة الاسلامية سيتم اتهامك بها !؟

هذه نقطة للتاريخ والحق والحقيقة احببت ان ابدأ بها قراءة حركية للواقع العراقي الحالي والذي هو حاليا واقع ثورة و حالة انتفاضة شعبية تريد الخلاص والحرية والديمقراطية الحقيقية وتسعى لأنتاج "دولة" عراقية بدلا من "مسخ" دولة الاحتلال الأمريكي للعراق الجريح.


شلة الجواسيس واللصوص وسياسيين الصدفة  الذين جائوا مع الاحتلال الأمريكي للعراق الجريح لا يمثلون لا دين ولا مذهب فقهي ولا يمثلون قومية أو فكر مهما قالوا او فعلوا أو رفعوا شعارات ومهما تحدثوا بالأعلام المرئي والمسموع والصحافة. 

الجاسوسية واللصوصية والانتهازية المصلحية الشخصية بأسم السياسة...إلخ تمثل خيانة وسقوط اخلاقي وانحدار معنوي وحالة من الشر والقذارة البشرية الساقطة في بئر خيانة الاسلام والقومية والانتماء الوطني. 

الشعب العربي في العراق الجريح يريد الحياة والحالة المجتمعية العراقية منذ مئات السنين لا تعيش الحالة الطائفية المذهبية أو الانقسام الديني بما يشكل عقدة نفسية أو تناقضات مجتمعية. 

الشخصية العراقية السوية الطبيعية بتصوري هي تاريخيا ليس لديها مشكل ديني أو عقد طائفية من الكراهية والعنف والتحريض ضد الآخرين واتصور ان تم ايجاد ذلك فهذا الأمر مستحدث جديد ضمن الحالة الاستخباراتية الخبيثة التي تتحرك بالمنطقة العربية ضمن مخططات ايتان شارون ومقررات مؤتمر هيرتزليا الصهيوني والذي تم تطبيقهم بالواقع العربي في العراق والسودان والصومال وجاري العمل على انجاحه في سوريا.

وايضا يتوافق مع ما قاله المجرم والقاتل الصهيوني شيمون بيريز المقبور الى لعنة الله.

قد تكون هناك حالة طائفية او مذهبية هي سيدة القرار والموقف في مناطق مختلفة من العالم العربي والاسلامي ولكن تاريخيا يتميز العراق بكونه موقع صناعة الجدليات والافكار والشخصية العراقية تاريخيا هي شخصية جدلية تسعى الى اكتساب المعرفة ونقضها ودراستها لذلك المجتمع العراقي الطبيعي يتحرك في خط الابداع الثقافي والانتاج المعرفي ويتحاور حول الفكرة والمبدأ والايديولوجية اذا صح التعبير. 

ما جاء مع الاحتلال الأمريكي للعراق الجريح هو شذوذ وانحراف عن قاعدة مجتمعية عراقية اصيلة عمرها مئات السنين تم محاولة تطبيع وتثبيت هذا الشذوذ بشكل متواصل مستمر من خلال صناعة طبقة مجتمعية عراقية منحرفة مرتبطة بشلة الجواسيس واللصوص وسياسيين الصدفة ليشكلوا طبقة خادمة لمصالح حلف الناتو بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية  و تطبق ما يريده الكيان الصهيوني.

هذا كله يتم تثبيته ضمن دستور الاحتلال الأمريكي للعراق الجريح. 

الان العراقيون الحقيقيون يتحركون بالثورة الشعبية المتواصلة منذ اكثر من شهرين الان لأسقاط كل هذا الشذوذ والانحراف والفشل المتواصل لكل ما صنعه الامريكان والصهاينة في العراق الجريح. 

واضح ان هناك تشابك مصالح دول اخري تمثل حالات إمبراطورية اقليمية تريد أن تمتد إلى داخل العراق الجريح لتحقيق خططها الاستراتيجية ومنها الجمهورية الإسلامية المقامة على أرض إيران وايضا الجمهورية التركية وغيرها. 

إذن هناك تداخل عوامل خارجية وداخلية وتناقضات محلية كلها تتفاعل على ارض الواقع العراقي الجريح و واضح ان الامر سيستمر ولن يصح الا الصحيح بسقوط شلة الجواسيس واللصوص وسياسيين الصدفة  الذين جائوا مع الاحتلال الأميركي. 

الامريكان في هذه الحالة واضح انهم يتحركون بالعراق كما قاموا تاريخيا بعمله في كوبا ما قبل ثورة كاسترو وايضا ما قاموا به بالفلبين.

من صناعة حالة قانونية من حرية حركتهم العسكرية والاستخباراتية والامنية داخل هذه البلدان السالفة الذكر أعلاه ويمكن ايضا بلدان أخرى غيرها من دون اذن الحكومات المحلية.

اذن الولايات المتحدة الأمريكية في العراق الجريح وقعت مع شلة جواسيسها وسقط المتاع البشري الذين تم فرضهم على الواقع المجتمعي العراقي ، نقول ان الولايات المتحدة الأمريكية وقعت مع مسخ دولة الاحتلال الأمريكي للعراق الجريح نفس المواثيق القانونية التي تتيح لها التدخل العسكري والامني والاستخباراتي المباشر داخل العراق الجريح كما فعلت تاريخيا مع بلدان اخرى بالعالم. 

إذن عند حدوث ذلك السؤال الاهم الى اين يذهب العراق المجتمع والفرد؟ في ظل ثورة وانتفاضة شعبية كهذه؟

الإجابة لا أعرف

ولكن واضح ان لا حل قانوني واضح الان الا تدخل الامم المتحدة كمراقب وطرف بالمشهد العراقي كحالة انتقالية ليصبح الحكم بعدها لشعبنا العربي في العراق الجريح ضمن دستور توافقي شعبي بسلطات منفصلة وحريات حقيقية وتداول سلطة ليكون الحكم للصندوق الانتخابي وليس للحالة الغرائبية العجائبية المستندة على دستور الاحتلال الامريكي والذي اثبت تكرارا ومرارا فشله المتواصل والذي صنع مأساة العراق المتواصلة وفجر الانتفاضة الشعبية العراقية الحالية. 

هذا السيناريو سيضرب مصالح كل الأطراف الأخرى الإمبراطورية الأمريكية العالمية و من يسعون لصناعة  امبراطورياتهم الإقليمية  كالجمهورية الاسلامية المقامة على أرض إيران وايضا الجمهورية التركية ناهيك عن سرطان المنطقة العربية الكيان الصهيونى.

العراق الجريح الى أين؟

الإجابة لا أعرف.

ولكن واضح ان استمرار الواقع العراقي الحالي سيضر البلدان العربية المحيطة بالعراق وحل العراق وازماته هو بالديمقراطية الحقيقية وحدوث ذلك ايضا سيؤثر ايجابيا على الواقع العربي بالمجمل ولكن المتضرر الاكبر من الديمقراطية لن يقبل ذلك؟

ولكن من لن يقبل الديمقراطية سيأتيه طوفان تدمير الدول العربية بمشاريع ايتان شارون ومقررات مؤتمر هيرتزليا وخطط الثورات الناعمة التي تريد خلق واقع عربي ضعيف ودولة صهيونية سيدة وقوية. 

إذن الافضل ان يقبل الجميع اللعبة الديمقراطية الحقيقية قبل أن يأتي الطوفان.

د.عادل رضا