المحرر موضوع: مسيحيوا الشرق ... الكل يخذلوكم – الجزء الاول  (زيارة 1020 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل متي اسو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 926
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
مسيحيوا الشرق ... الكل يخذلوكم – الجزء الاول

ان ما يحدث في الغرب الآن ، وما سيحدث في الشرق العربي والاسلامي في قابل الايام هو الذي سيحدّد مصير وجوكم على ارض اجدادكم .
نحن في انتظار معجزة ليس من المستحيل حدوثها ... نحن نأمل  ان ينتصر اليمين في الغرب ... وان ينتصر اليسار او اية قوة علمانية اخرى في الشرق العربي والاسلامي ...
ليس مطلبا متناقضا ... انما التناقض الهائل بين انظمة الحكم والحراك الشعبي بين الشرق والغرب يتطلّب حلولا متناقضة .
الحكومات الليبرالية والديمقراطية واليسارية في امريكا والغرب أصابها النخر والفساد بعد ان سمحت للاسلام السياسي التغلغل في مفاصلها واختطاف إعلامها وشراء ذمم الاكادميين في جامعاتها....الخ ، لقد أعمتها مصالحها واللهاث نحو ضمان اصوات الناخبين  وتأثير العلاقات الشخصية مع دول الخليج ... فمثلا  ، ادارت سفن فرنسا الحربية والمتواجدة في البحر المتوسط  نظرها نحو الجهة الاخرى عندما اجتاحت سوريا الاسد لبنان عام 1976 ارضاءَ للسعودية ... وحدث ما حدث للمسيحيين هناك .... وكان موقف امريكا والغرب سلبيا اتجاه ما يحدث للأقباط وللمسيحيين عموما في الشرق العربي والاسلامي ، لكنه كان عنيفا ونارياً وهم يقصفون صربيا من اجل مسلمي بوسنيا ( في عهد كلينتون ) ، ولم يفعلوا الشيء نفسه لمسيحيي تيمور الشرقية الذين يمثلون الغالبية العظمى من السكان  والذين تعرّضوا لنفس الابادة وفي نفس الوقت تقريبا على يد المليشيات الاسلامية المدعومة من الحكومة  الأندنوسية  !!!... شكرا للحكومة الاسترالية التي انفردت بالوعيد .
 الدول راعية الارهاب ، ومعها العالم الاسلامي حثّوا بإلحاح " امريكا كلينتون " والغرب  للتدخل العسكري من اجل مسلمي بوسنيا ... لكن العالم الاسلامي اجمع حرّم على المسيحيين حتى في عرض شكواهم لما كانوا يتعرّضون  له ، مهدّدين اياهم بالسلاح التقليدي السيء الصيت وهو  " الخيانة والاستقواء بالخارج " !!! .
واستطاع " الخوف المرعب " الذي لا يجيد العالم الاسلامي غيره  في فرضه على الاقليات ان يُفشل المسيحيون انفسهم ، كنائسا واحزابا وافرادا ، في عرض الاضطهادات التي كانوا يتعرضون لها... حتى الى وقت قريب ( عدا الارمن ) .
 لقد آثر المسيحيون العراقيون الصمت وهم يعاينون إطفاء اراضيهم وتوزيعها على المسلمين ، بل ان بعضهم برّر ذلك نفاقا وخوفا ودون اية ذرّة من  الخجل ...وتغاقمت المشاكل يوما بعد آخر في البلدات المسيحية  ، ولم يعد امام الشباب المنهك من الحرب العراقية الايرانية والذي يحاول عبثا بناء مستقبله مع عدم الشعور بالامان في بلدته التي ستؤول الى الغرباء آجلا ام عاجلا  سوى التفكير بالهجرة . نعم ، التفكير بالهجرة  بدأ منذ ذلك الحين ، ولم تكن داعش سوى القشّة التي قصمت ظهر البعير .. وعوضا ان تقوم الحكومات الشيعية التي جاءت بعد سقوط المقبور بإزالة التغيير الديمغرافي في البلدات المسيحية  حسب الدستور الجديد ( كما حدث في كركوك ) ، أمعنت في المضي على نحو اسرع باجتثاث الوجود المسيحي . .... ولم يكن حال الاخوة الصابئة والايزيديين بالافضل .
خلاصة الكلام ، ان العلاقات الحميمة بين الحكومات الليبرالية واليسارية في الغرب مع الدول العربية والاسلامية ومع احزاب الاسلام السياسي الذي يصفونها زورا  بـ " الوسطية " كانت وستضل ضوءاً اخضراً للمضي في اضطهاد المسيحيين في المشرق العربي والاسلامي .
اليمين الغربي بدأ يُلملم صفوفه من الجماهير التي ضاقت ذرعا بالارهاب الاسلامي وتسونامي الهجرة ( الغزو ) الغير شرعية ، وهو عازم على لجم الاسلام السياسي حتى في عقر داره ... وسيكون هذا في صالح الاقليات العرقية والدينية التي لا تبغي سوى العيش بسلام على ارضها .
ان الحملات الاعلامية التي تشنها وسائل الاعلام الغربية " المخترقة " متل " بي بي سي و سي ان ان " على اليمين لا تهدأ ليل نهار وهي تردد بلا كلل : عنصريون ، يكرهون المهاجرين ، يكرهون الاسلام ، نازيون ، صهاينة ، كارهون لمثيلي الجنس ، يريدون تقويض الديمقراطية والعلمانية والعودة الى المسيحية ... الى ما أنزل الله من نعوت ....
هناك في الغرب منظمة محسوبة على اليسار  اسمها " انتيفا " ،.. تدعي الحركة بأن لها اهداف سامية مثل مقاومة النازية ، مقاومة اليمين المتطرّف  ، الحفاظ على الروح الديمقراطية ،  "افتح ذهنك وافتح حدودك للهجرة الغير المشروطة " ، دعم المهاجرين ... الى آخر القوانة التي يجيدها الليبراليون واليسار في الغرب ... لكننا رأيناهم على ارض الواقع ، ملثّمون ومسلّحون بالهراوات والسكاكين ، يحرقون ويكسّرون ويهاجمون ويمنعون تجمعات  مناوئيهم ... يا للديقراطية ويا للوداعة ويا للانسانية التي تنساب من اعمالهم !!! ( كيف نصف النازية ؟ ) .
لكن ، ان استطاعت النازية الوصول فعلا الى سدة الحكم في بلد ما ، لا سمح الله ، فالفضل سيكون للاسلام السياسي واعماله الاجرامية ، وسيكون الفضل أيضا للحكومات الليبرالية واليسارية الفاسدة التي لم تلجم الارهاب الاسلامي ... قبل اسبوع خرجت مظاهرات في المانيا ضد وجود المهاجرين بعد ان قُتل شاب الماني في الواحدة والثلاثين من عمره عندما حاول الدفاع عن زوجته من تحرشاتهم .
أما ما يحتاجه الشرق فهو اليسارية والعلمانية ... ولا أظن ان في الامر طلسم يحتاج الى شرح ... بعكس الغرب تماما ... فإن القبضة الدينية الحديدية والعشائرية هي السائدة في الشرق الاسلامي ، وان كل الصراعات الدموية ناشئة منها ، سواء كانت سياسية او طائفية ، وكل الفساد المالي والاداري يحدث تحت عبائتها ...
مخطيء من يظن بأن أية دولة غير دينية يمكن وصفها بالعلمانية ... فالدكتاتورية على نقيض تام من مباديء العلمانية ، ومخطيء أيضا من يظن ان الديمقراطية تستطيع أن تعمل وسط هذه التربة الفاسدة التي تعجّ بالاحزاب الطائفية . مهما كانت التحالفات ، فلن تكون سوى اتفاقيات آنية تربطها مصالح ذاتية لا تلبث ان تعود الى المربع الاول في " جهادها الدموي " ... لم تشهد البلدان العربية حكما علمانيا إلا في لبنان قبل ان يختطفه " حزب الله " .
ان اليساري او العلماني لا يمكن ان يكون طائفيا ...وانتصارهم يعني ان  معظم مشكلة العراق مع الطائفية قد انتهت ... اليساري والعلماني اكثر ثقافة وتفتحا ونزاهة ، وهذا يعزز وجود الاكفاء في مفاصل الدولة ونجاح إدائها وانعكاس ذلك سيكون على الشعب عموما  .
هناك بوادر امل مع نهوض الفئة الناشئة من الشباب الذين اخذوا يتمرّدون على الاحزاب الدينية الجشعة ، ويسعون للإفلات من القبضة الدينية والعشائرية التي تتحكم برقابهم . ويلعب الانترنيت دورا في وعي الناس .
انتهى الجزء الاول ...