المحرر موضوع: لماذا لا تحترق العليقة  (زيارة 446 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل اولـيفر

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 546
    • مشاهدة الملف الشخصي
لماذا لا تحترق العليقة
« في: 18:21 10/09/2018 »
لماذا لا تحترق العليقة
Oliver كتبها
- كان موسي النبي في أرض مديان هاربا من فرعون.يرعي غنم حماه يثرون.فنظر المنظر العجيب و رأي عليقة خضراء و النار تشتملها و تحيطها من كل جانب و من أسفل و من أعلي لكنها لا تحترق فسأل سؤالاً يستحق التأمل –لماذا لا تحترق العليقة ؟
- ببساطة لأن هذه لم تكن نار حارقة بل نار إلهية من طبيعته النارية التي تنقي و لا تبيد.مثل نار الذهب التي تجعله نقي من الشوائب و أكثر قيمة بقدر ما عملت فيه النار .لا يستخدم الصائغ النار ليبيد الذهب بل ليخلصه مما يشوبه.
- لم تحترق العليقة لأن هذا درس العهدين.سيحل الروح القدس علينا.ستتضع النار الإلهية و تسكننا.نصبح مسكن النار الإلهية الروح القدس و لا نحترق.حل الروح القدس علي العذراء و لم تحترق.لأنها نار حنونة.ليست مثل نار الأرض.هي نار الحب الإلهي و الخلاص.هي المحبة التي تلتهب في قلب الله كالنار لأنها في طبيعته.لذلك لم تحترق العذراء بحلول الروح القدس النارى و لم يحترق التلاميذ بحلول الروح القدس مثل ألسنة نار.و لا نحترق نحن الذين يسكننا روح الله الناري.كان درس العليقة يطمئن كل من يسكنه الروح القدس أنه لن يحترق به بل سيتنقي.هكذا جسد و دم المسيح هذا الجمر الإلهي المأخوذ من مذبح السماء نأكله غير مرتعدين من الإحتراق منه بل مشتاقين إليه لأننا نحتاج الإتحاد بالنار الممحصة دون أن نحترق منها.لذا لم تحترق العليقة.
- يكثر هذه الأيام الحديث عن التأله البشري,كأن المسيح سيجعلنا آلهة في السماء بينما كقوله الحق لا يوجد إلهاً غيره.أما قوله أنا جعلتكم آلهة (هو فعل ماضي) أي أنه حدث بالفعل أننا صرنا كآلهة مخيفة للشياطين مثل المسيح لأننا صورة الله و مثاله سر حمايتنا.لم يقل سأجعلكم بل قال ألستم ألهة كأنه أمر واقع و حادث الآن و ليس منتظراً للأبدية لكي يؤلهنا كما يحسب البعض.لن نصبح آلهة في الثالوث لكننا سنكون واحداً مع الآب نحن مباركي الآب . طريقة البركة في السماء هي الإتحاد لأن كل العطايا تسري دون ضجيج كالنار من الله إلي أجسادنا الممجدة في الملكوت.كل العطايا في الأبدية بالإتحاد و من الإتحاد لأن هذا شكل المحبة الأسمي.بالإتحاد تتحقق طلبة الإبن في البستان الذى لم يُصلِ لكي نصبح آلهة بل لكي نتحد بالآب كما هو متحد به.فالعليقة مع أنها متحدة بالنار إلا إن النار ظلت نارا كما هي و العليقة ظلت عليقة كما هى لم يختلطا كما لن يختلط البشر مع اللاهوت في الأبدية.لكن المنظر عجيب ليس كما نعلمه.هكذا سيحدث بيننا و بين الثالوث الأقدس إتحاد لكن يبقي اللاهوت كما هو بلاهوته غير منقوص .لن نأخذ منه لاهوته بل نبق نحن في المجد متحدين بمجد الله جالسين علي عرشه دون أن يترك لنا عرشه و يمضي.هذا قمة ما نشتاق إليه أي الإتحاد بالنار التي لا تحرقنا بل تنيرنا و تسكب علينا المجد.فمن يدعي أننا سنصبح آلهة نقول له يكفينا بالأولي أن نصبح بشراً علي صورة الله و مثاله من غير تشامخ الروح.و نغلب في صراعنا في العالم لنحتفظ بصورة الله و مثاله  فتنغلب الشياطيم كم صورة المسيح فينا .يكفينا أن نبقي عليقة تحويها النار الإلهية أي اللاهوت لكن لا تختلط الطبيعتان يبقي الثالوث الأقدس منفرداً بلاهوته و نتشرف نحن بالإتحاد بمجده و محبته و ليس بلاهوته.
- لن تحترق العليقة لأنها ليست مخلوقة لتحترق بل ليظهر عجب الله فيها.نحن العليقة.كل إنسان كالعليقة مخلوق ليحيا إلي الأبد لا ليذهب إلي النار.النار المعدة لإبليس و ليس للإنسان الذى أنقذه الرب يسوع من النار بالخلاص.لماذا إذن لا تحترق العليقة ؟ لأن كل النار التي يجب أن تخرقنا قد أحرقت المسيح بدلاً منا علي الصليب.نار الألم قد جازت علي الخروف المذبوح لفصحنا فما عاد علينا حكم النار.الملاك حامل السيف من اللهيب المتقلب قد غادر شجرة الحياة الآن و لم تعد ممنوعة علينا.النار الحارقة إنسحبت و ها نحن نتناول الجسد الناري و دم المسيح الناري في مفعوله و ليس في مادته.صرنا نتجرأ و نتقدم لشجرة الحياة دون عائق.زال سيف اللهيب فلم تعد العليقة تحترق.لأن إقتراب النار الإلهية منا هي لخلاصنا و ليست لإفناءنا.فلا يفقد أحد رجاءه في الأبدية.هوذا النار ستحرق ما هو قش فينا أو خشب و ستنقي ما هو فينا من فضة أو ذهب فلن نحترق بل ستحترق خطايانا وحدها و نتبرأ بدم المسيح بشرط أن نحيا معه حسب الوصية.
- السؤل لماذا لا تحترق العليقة هو سؤال من لم تسكنه النار الإلهية بعد.يستغرب كيف يأخذ اللاهوت الناري جسداً ترابياً و يتحد بالعليقة .ثم يستغرب كيف نأخذ نحن الترابيون روحاً نارياً يسكننا و نتحد به .هذا التبادل بالإتحاد صعب لمن يريدون أن يفهموا لماذا لا تحترق العليقة دون أن يميلوا كما مال موسي النبى لينظروا بقلوبهم فيجتذبهم صوت الرب إلي الأرض المقدسة.ستبق العليقة في الأرض تحترق و عمل الروح القدس في الأرض لا ينقطع فيها منذ أن كانت خربة و خالية إلي أن تزول محترقة بالنار.و سيبق السؤال مستعصياً علي من لا يتضع ليفهم و سيبق المشهد عجيباً و سر خلاص لمن يجتذبه عمل الروح القدس حتي يعبر به من أرض العبودية إلي أرض الموعد الأبدية.و يصبح سؤال لماذا لا تحترق العلية مثل تسبحة في أفواه العابرين.