المحرر موضوع: مسيحيوا الشرق ... الكل يخذلوكم – الجزء الثاني  (زيارة 962 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل متي اسو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 926
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
مسيحيوا الشرق ... الكل يخذلوكم – الجزء الثاني

ربما نستطيع ان نتفّهم لماذا يخذلكم الغرب وهو بعيد عنكم .. اننا نتفهّم طبيعة حياته وقوانينه وحريته التي تجعله عاجزا  ان يصدق من ان هناك مجاميع محسوبة على البشر تترصّد بمن يخالفها في الدين او المذهب او العقيدة كي تغدر بها وتقتلها و تهجّرها .. انه " اللامعقول " ،  وامر يصعب تصديقه في عرفه ، فكيف لا يصدق الاعلام المخترق الذي دأب على تزويده بصورة مغايرة ؟
أما الاعلام العربي والاسلامي ، فانه ليس ساكتا فقط عن نقل الحقيقة  ، بل يكون في معظم الاحيان محرّضا ...
والضحايا صامتة لا تملك إلا ان  ترفع وجوهها نحو ربها طالبة العون  ...
 أنشكر داعش الذي قذف بالحقيقة بوجه العالم اجمع ليريهم ما كان يخبّئه الارهاب الاسلامي ؟ .. ومن ثم ليفيق بعدها العالم ويرى بأم عينه ما لم يكن بوسعه ان يتصوّره قبل ذلك ؟ 
كل ذلك نستطيع ان نفهمه ، لكن ان يأتي الخذلان من المسيحيين انفسهم ... فهذا لا يمكن فهمه او تبريره ..
أولا - نفق الصراع القومي المسيحي :
يقولون ان الكنيسة هي جماعة المؤمنين وليست مجرد بناء ، وهذا صحيح ...وهكذا فان المسيحية في العراق مثلا ، هي جماعة المسيحيين ، وباجتثات هذه الجماعة وتهجيرها من العراق سيجعلنا نكفّ  الحديث عن  المسيحية والمسيحيين في العراق ، وبالتالي  سيكون الصراع بين الكلدانية والسريانية والاشورية  لغوا عبثيا مفضوحا  ... إما إذا كان قصد ابطال " الصراع القومي " هو نقل الصراع على الساحة في الخارج ...  فمن الافضل إذاً ان يوفّروا ثرثراتهم في هذه المواقع ونقلها من الآن الى وسائل اعلامية متداولة محليا في الخارج كي يُشبعوا " الادمان الطائفي " الذي يجري في دمائهم ، الادمان الذي يبدو انه يُشعرهم بالوجود المنتشي وبدونه سيكون الاحساس بذواتهم  لا شيء .
لأنهم ، بمهاتراتهم هذه ، يُجهزون على ما تبقى من المسيحيين في الداخل الذين هم بأمس الحاجة الآن الى تقديم صورة تكشف عن قوة وحدة الكلمة بغية التصدي لأصحاب " الاستحواذ المقدس " الذين يحاولون بلا كلل تهجيرهم ... كل ما يحتاجونه الان هو وحدة الكلمة ووحدة الصف في هذا الظرف العصيب ، عوض تشتيتهم وصرف الانظار عن المشكلة الرئيسية التي تمس وجودهم .
لكن " المدمن " ، والذي يعيش رغداً في الخارج ، سيجد التبريرات لإشباع ادمانه ولو ادّى ذلك الى إسقاط الهيكل فوق رأسه ورأس الجميع .
أعدكم بأن السرياني سيبقى سريانيا ، وكذلك الحال مع الكلداني ومع الاشوري ... وسيبقى ما تكتبونه مجرد ثرثرات فارغة لا تنفع ولا تفيد... لكنها مؤذية لمسيحيي الداخل في هذا الوقت العصيب...
الســـؤال هو : هل يتم قتل وتهجير المسيحيين لأنهم قوميات ؟ هل  يطال قومية دون اخرى ؟ ام ان القتل والتهجير في نظركم هو مسألة تافهة ليست على البال ولا تستحق الاهتمام  ؟
ثانيا- الصراعات التي تطال الشأن الكنسي :
لكن الطامة الكبرى لا تتوقف عند  حدود الصراع القومي .... هناك مجموعة اخرى " أدمنت " على مخدّر من نوع آخر ، وهو الهجوم والهجوم المضاد على الكنائس وعلى رجال الدين ...
والســـؤال هنا ايضا : هل يُهجّر المسيحيون لأن بعض كنائسهم وبعض قساوستهم مُتهمون بكذا وكذا ؟ او لأن الكنيسة الفلانية دكتاتورية وليست ديمقراطية ؟؟!!! ..
 وانت تقرأ ما يكتبونه بهذا الخصوص ، تحس بنتانة الحس الطائفي أو قذارة النزعة القومية جاثمة خلف ادعاءاتهم "  المغلّفة بحسن النية والبحث عن الحق " ... هذا يُهاجم كنيسة ما  بعد ان فتّش ونقل ما يحتاجه من الانترنيت ليضعه في مقال ما هو إلا تكرار وتضخيم  لما سمعناه ونسمعه جميعا من وسائل الاعلام .. وذاك يجيبه : لا بل " كل الكنائس " ... يا لقذارة الاتهام ويا لقذارة الدفاع ....
عنصريّون ، لم تسعفهم حظوظ مساحة " وعيهم " اكثر من دائرة ضيقة من الانغلاق الطائفي او القومي البغيض، ضاربين بعرض الحائط جميع الاخطار والتهديدات التي تلاحق جميع مسيحيي الداخل بمختلف طوائفهم وقومياتهم .
معظمكم يعيش في الخارج ... ناقشوا مثل هذه الامور في نواديكم وفي امسياتكم وداخل كنائسكم هناك ، وكفاكم بحثا عن البطولة الفارغة على صفحات مواقع يتصفحها حتما بعض من المترصّدين بمسيحيي الداخل .
اني لا اعرف اهدافكم ، إن كانت هناك اهدافا اصلا ، عدا إشباع " لذة الادمان على الغرور الفارغ  " ... لكني متأكد من ان ما تفعلونه هو تخريب في تخريب .

نعم ، اني مع انتقاد رجال الدين  لدى تصريحاتهم التي تمس الوجود المسيحي في الشرق الاسلامي " فقــــط "..  يجب ان نوضح  ونطلب منهم ان يكفّوا عن التصريحات التي تضر بالمسيحيين وباقي الاقليات في الداخل والتي لا تعكس الواقع ابدا ،

فمثلا انتقدتُ بشدة ما صرح به قداسة  البابا فرنسيس في تصريحات صحفية على متن الطائرة التي عادت به من بولندا ‏ رافضا الربط بين الإسلام والعنف، مؤكدا أنه يمكن للكاثوليك أيضا أن يكونوا عنيفين ... وتابع يقول : " كل يوم حين أقرأ الصحف أجد أعمال عنف في إيطاليا، أحدهم يقتل صديقته، آخر يقتل حماته، وهؤلاء كاثوليك معمدون !!! " ( الرابط في اسفل المقال )
إنتقدتُ ما قاله في حينه ،لاني كنتُ حائرا كيف وأين سيجد قداسته السلّة التي تقبل ان تحوي الارهاب الاسلامي مع جرائم عادية التي مارسها الانسان منذ ان قتل قابيل اخيه هابيل ؟!!
أليست هذه رسالة غير مباشرة تقول للارهاب : " ان جرائمكم عادية ونحن ايضا نفعلها " ؟ ألآ يؤثّر ذلك على مسيحيي الداخل ؟
 .  كان بإمكان قداسته ان يجيب ببساطة : " السؤال يُوجه الى الازهر والى المراجع الاسلامية لتفتي وتبرهن بأن الاسلام بريء مما يحدث " ... او يمتنع عن الاجابة ..
ثالثا - ظاهرة السيد " ليون برخو " :
كل ما ذكرناه في جانب ، وظاهرة " السيد ليون برخو " في جانب آخر ... قبل سنوات قادتني صدفة الى مقالات يكتبها في صحيفة سعودية يهاجم فيها المسيحية ويتلقى الاستحسان في التعليقات الخليجية الذين قالوا له " لا ينقصك غير الهداية " ... اقسم باني حاولت ليومين العثور على اية طريقة للاتصال بالرجل لكني فشلت ، وبقي ما كتبه على البال الى ان عثرت على كتاباته هنا .... لو  كان قد كتب تلك المقالات على صفحات " ايلاف " مثلا  ، وهي صحيفة يمتلكها سعودي ايضا لكان الامر مختلفا تماما ، واعتقد انه يعرف ما اعنيه  ... شعرتُ معها بالحزن على ما يجري في الغرب من قدرة الاموال الخليجية على  إغواء اكاديميين للتودّد أو لنشر ما خطّطت له الوهابية السعودية ولحقت بها بعد ذلك  اختها الوهابية الخمينية . ..
لكني ، وعلى مضض ، قد اعذر الاكاديمي الغربي الذي يستطيع إقناع نفسه او خداعها بحلو الكلام وبريق الدولار و " براءة القصد" لجهله بخطورة واقع الحال .... لكن ان يحدث ذلك من اكاديمي عراقي ، يعرف مع سبق الاصرار والترصّد ، نوايا البائع ، نوايا بائع الوهابية المقيتة أتجاه المسيحيين ،  لهو امر يصيبني ببالغ الاسى .


https://www.skynewsarabia.com/world/862214-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8%D8%A7-%D9%8A%D8%B1%D9%81%D8%B6-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A8%D8%B7-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%95%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%86%D9%81





غير متصل نيسان سمو الهوزي

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3606
    • مشاهدة الملف الشخصي
السيد متي : هناك الكثير والكثير من الأمور والحالات التي تؤثر في هذا الشأن ولا يمكن حصرها هنا ولكن سنحاول ان نعدد البعض منها :
اولا هناك من باع ضميره وبالتالي لا يعنيه لا المسيحية ولا اختها !
هناك من المتعصبيين القوميين الجهلة المتخلفين ولا يهمهم المسيحية بقدر  اسم شيخ عشيرتهم !
هناك من رجال الدين والذين لا دين لهم بل دينهم هو جيبهم والكرسي فهولاء أيضا لا تهمهم المسيحية إلا عندما يرغبوا ان يركبوا ظهر المسيحي للوصول الى الطرف الثاني !
هناك الشعب الغربي الذي لا يستوعب الاسلام ومصيبته فهو متخلف بشكل كبير في هذا الشأن فلا يصدق او يستوعب حتى ما يراه بعينه !
وأخيرا هناك الاعلام الراسمالي الذي يحرف كل القضايا ويرغب حتى ان يبيع زوجته وبناته من اجل حقارة من الدولارات !
هذا هو العالم الذي يقودنا وهذا هو العالم الذي نتصور او نعتقد بانه انساني حقيقي !
فكيف نتوقع ماهو خير المصلحة الانسانية والمسيحي الشرقية من هؤلاء الاطغات والمجرمين !
تحية وتقدير

غير متصل متي اسو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 926
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
اخي نيسان المحترم

اؤيدك في كل ما ذكرته
كل قصدي كان ، ان نبتعد عن المهاترات السخيفة في الوقت الحالي ونحصر كل جهدنا واهتمامنا بإخواننا الذين لا يزالون في الداخل ، ولك ان تتصوّر الخطط التي تحيط بهم لغرض استهدافهم عاجلا ام اجلا  .
لا يحمل العبأ إلا اهله .... أليس جديرا بنا ان نبدأ بأنفسنا ؟
اليهود هم طوائف أيضا ... ورغم انهم لا يعرفون " المحبة التي زرعها المسيح " ، لكنهم يعيشوها ويمارسونها بينهم ، وهذا دليل على وعيهم وعلى ثقافتهم .
الارمن طوائف أيضا ، لكن المحبة تجمعهم  ,
ان التخلّف هو الذي يزرع الطائفية ، والمتخلّف يبحث عنها في اية زاوية مظلمة ، فإن لم يجدها في القومية ، يجدها في المذهبية او المناطقية .
للأسف الشديد ، يبدو ان معظم الذين يعيشون في الخارج ( انا ايضا اعيش في الخارج ) لا يهمهم امر اخوانهم في الداخل ، انهم يمارسون الصراع القومي او الطائفي ربما للتسلية وقتل الوقت ، او لإرضاء الـ " أنا المرضية " ليقول للناس : انني افضل من غيري  ولقد اصبحت " شيئا ما " .
الغربي ، مهما كان جشعا ، فإنه لا يبيع زوجته وبناته من اجل الدولارات ... لأن المرأة هناك سيدة نفسها ، لا يستطيع ابوها او اخوها او زوجها بيعها .... لكننا نسمع عن بيع القاصرات لكبار السن في اوطاننا التي تتصّف بالعدل وبالشهامة .
تحياتي الخاصة .