المحرر موضوع: لكي لا ننسى عيد الصليب وما رافقه من احداث  (زيارة 725 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Husam Sami

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1077
  • الجنس: ذكر
  • ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

لكي لا ننسى عيد الصليب وما رافقه من احداث
تمر علينا اليوم ذكرى عزيزة على قلوبنا وهي ذكرى عيد الصليب ... عيد الصليب الذي نحتفل به اليوم يشكّل انعطافه تاريخية رائعة في الحياة المسيحية حملت إيجابيات رافقتها سلبيات كانت مفترق طريق لا يمكن ان نتغاضى عنها ويجب ان نستذكرها كدرس نتعلّم منه صقل إيماننا ومعالجة اخطائنا علينا ان نتعلّم من سلبيات الماضي ومسببيها لكي لا نسقط مرّة أخرى في المحاذير ... سنناقش اليوم الإيجابيات والسلبيات على حد سواء ومن خلال تحليل ودراسة تلك الفترة ونطرح الحلول التي نراها من خلال وجهة نظرنا المتواضعة للحفاظ على الإيمان وديمومته ...
الإيجابيات : انها كانت نهاية ( عهد الاضطهاد ) الذي رافق المسيحية منذ يوم ابتدأت بشارتها بالرب يسوع المسيح .. يوم كانت الكنيسة (( كنيسة بشارة )) قدمت آلاف مؤلفة من الشهداء " حرقاً وقتلاً وتعذيباً وصلباً " على مذبح الإيمان الحقيقي بالرب يسوع المسيح كمخلّص وحيد لمشاكل هذا العالم ( ابتداءً من خلاص النفس إلى خلاص العالم ) . وعلى الرغم من جسامة وفظاعة وقسوة ( عهد الاضطهاد ) إلاّ اننا كنّا نلاحظ نمو وازدهار المسيحية والإيمان المسيحي بشكل ملفت للنظر فكان كلما تقدم شهيد اكتسبت المسيحية مئات العابرين إليها من ظلمة الوثنية ، لقد دعيت كنيسة المسيح بـ ( كنيسة الشهداء ) ولقد كانت كذلك فعلاً ... لقد شهدت عشرينيات القرن الرابع الميلادي ثورة عارمة غيرت موازين العالم فكرياً وعقائدياً فقد خرجت المسيحية من عهد ظلمة الاضطهاد إلى نور حرية عقيدتها بتبني قيصر روما (( قسطنطين وامه الموقّرة هيلانة )) المسيحية وشهد العام 326 – 327 م حملة رائعة قادتها الموقّرة وهي في الثمانين من عمرها للبحث عن صليب الرب يسوع المسيح في الأراضي المقدّسة التي كانت ومنذ تهديم هيكل سليمان في عام 70 م حسب تنبؤات الرب يسوع المسيح أثر ثورة اليهود على المحتلين الرومان حيث قام القيصر هدريان ( 117 – 138 م ) ببناء معبداً للمشتري ( جوبيتير ) على انقاضه ودفن الجلجلة وقبر المسيح بالتراب وبنى فوقها معبداً للزهرة . كانت تعليمات القيصر وحسب رغبة امه ان يتم استخراج القبر المقدس بتهديم المعابد الوثنية وبناء كنيسة كبيرة على القبر والتفتيش عن خشبة الصليب ، تحكي بعض الروايات ان هيلانة قد حظرت بذاتها إلى الأماكن المقدسة وكان عمرها آنذاك الثمانين عاماً وكانت تشرف على عملية التنقيب عن القبر والخشبة فوجدت ثلاثة صلبان واحدة منها كان معلّق عليها علامة " هذا ملك اليهود " وتم اختبار ذاك الصليب بأن وضع على امرأة تحتضر ففارقها الموت وعادت صحيحة وعلى ميّت مأخوذاً للقبر فعاد إلى الحياة وعلى مرضى كثيرون فشفاهم ، احتفظت هيلين بجزء من الخشبة في اررشليم وارسلت الجزء الآخر إلى قسطنطين حيث تم حفظه في الكنيسة على عمود كبير من الأرجوان تكريماً له وأخذ قيصر بعض المسامير ليضعها على تاجه وفي لجام فرسه ليحميه في الحروب ضد اعداءه ... اما الرواية الأخرى تقول ان الموقّرة ( هيلانة ) ام القيصر قررت ان تشكّل فرق بحث وتنقيب عن صليب الرب يسوع المسيح لتحصل على بركة الصليب وكانت العلامة التي تشير إلى العثور على خشبة الصليب هي في اشعال شعلة كبيرة تصل إلى مناطق تقرّب المسافة من القدس ( اورشليم ) إلى روما لتزف البشرى لهيلانة بنجاح تلك المهمة ... في الروايتين يكون شاهدنا هو التقليد المكتسب من الرواية الثانية وهي (( الشعلة )) علامة توصيل البشرى ...
تذكرنا تلك الفترة وبتأملنا بالكتاب المقدّس كيف ان الرب يسوع المسيح (( قسّم )) تاريخ الكتاب وحتى تاريخ العالم إلى قسمين (( العهد القديم والعهد الجديد )) حيث كان هو مفترق الطريق بين هذين العهدين (( عهد العدالة وعهد النعمة )) فعهد اقتصاص الله من خطيئة الإنسان بالتصالح معه في ان تتجسّد كلمته وتأتي إلى عالمنا لتحرره من تلك الخطيئة "" الغرور والكبرياء "" لقد تغيير وجه الأرض بحلول كلمة الله المتجسد فكانت حرية الإنسان وبروز إنسانيته واندحار لجميع اشكال العبودية ابتداءً من عبوديته لذاته لجسده وانتهاء إلى عبودية الآخر له باسم الشريعة والقداسة كغطاء لتلك العبودية ..
كذلك كان عيد الصليب مفرق الطريق (( من عهد الاضطهاد للمسيحيين إلى عهد الانعتاق والحرية )) .
وما اشبه هذه بتلك والقاسم المشترك بينهم هو الله المحب للبشر .. إله الإنسانية ...
الى اللقاء في الجزء الثاني الذي سنتناول فيه (( السلبيات )) في تحليل ودراسة ...
الرب يبارك حياتكم جميعاً ..
الخادم حسام سامي    15 – 9 – 2018



غير متصل Husam Sami

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1077
  • الجنس: ذكر
  • ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأخوة القراء المحترمون ...

سيكون هناك الجزء الثاني من هذا الموضوع نتكلّم فيه بدراسة تحليلية عن مارافق هذا الحدث الكبير من سلبيات .. نرجو متابعتكم
الرب يبارك حياتكم   
    الخادم حسام سامي      17 - 9 - 2018