المحرر موضوع: صرخة في الأعالي 2.. فصل من رواية برهان الخطيب الجديدة  (زيارة 1835 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل برهان الخطيب

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 40
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي

صرخة في الأعالي 2..
 فصل من رواية برهان الخطيب الجديدة



 عن غير وعي.. أو يتعمد الجنرال.. يجس مواضع مواضيع خاصة.. لا يخوضها صديقان اليوم، نلعب، يناولني أناوله، قبل قليل ينكر، اللقاء الفريد الغريب قرب جبل جيمغان، 75 كيلومترا عن طشقند، الظرف استثنائي، غير وارد احتمال لا يتذكر، لا لياقة لا لباقة أذكّره التفاصيل، شأنه نسيان أو تناسي الماضي، الأغرب بل غير الغريب آخر الزمن إهمال مواقع انترنت معادية له، أو ربما لا تعرف أصلا، أو محظور عليها، تفاصيل عمله خلال خمسة أعوام قبل و بعد تأريخ ذلك اللقاء اللُقطة، في الأعالي عند تلك النقطة، المعلومة مغيبة من سيرته، سقطة. سهوا، عَرَضا، عرضها إلى النور يعارض هدف مدبج السيرة، الناشر يعلم أو لا يعلم أسرار كل الديرة، الأوأوات كثيرة في شغل صحافي على هذه المحطة، السكوت عن بعض المعلومات فيه أمن، واجب، يقي الرأس غسلا تحت مغسلة، أسوأ.. الأنف حشرا تحت مقصلة، أو.. أو.. الجنرال لا يتذكر حقا، يخرف، تماما لا يعرف.. خلاف منطق شخص مرهف، إنما لماذا يحاول جري إلى أحاديث خاصة تسبر الغور.. تعيد فترة منسية حرجة إلى خاطر.. إلى نصاب الحاضر.. تبع المخاطر.. أو هو يتذكر جيدا لا تهمه مصارحة، يدري لا تنشر صحيفة غير ما يجب نشره، لا يتوقع يجرؤ صحافي نقضان من توحد غربة على عصيان.. حلمه تنصّل من خصيان.. عبث مع أقدار بعد تفاقم مرارة.. حتى من أقارب عقارب كانوا خلان..
 
 أستل من جيبي منشورا محليا فيه صور شبان، مطلوب القبض عليهم في أسرع أوان، لهم لحى، غيرهم من غيرها، أعرضه على الجنرال الحيران:
- لا تشك بينهم زعيم المختطفين كاميران.. أي وكيل يعوض أوجلان!..
- أوجلان تعبده جماعته.. لم يكن كفؤا له أحد.. كاميران ينشق عنهم أرجح!
- لا حزب البرزاني حزبكم يفعلها.. لا حزب طالباني.. لا حامض حلو.. يبقى العمالي الكردستاني.. كاميران حين يخابر الصحيفة يذكر اسمه لا غير.
- اسم كاميران يشتهر ثوريا.. أحزاب تجمعات جديدة تظهر.. طمعها السلطة.
- رأس الخيط معنا.. الباقي البحث عن بقيته.. دليل..
- لا يجدوا صورة له حتى الساعة.. كم رجلا معه.. اين تواجدهم.. لا ندري!
تعتريني حميمية نحو عمر رغم نفور عن اختلاف رأي بعد انحراف مشارب:
- قائد عام لا يدري اين مرابع مشاغبين؟!
- يتكاثر المشاغبون المتمردون كل مكان. يمين يسار يتململ. خاصة يمين.
- هدف واحد.. لا لقاء على مشترك؟!
-  لقاء! يثيرون صراعا قوميا، طبقيا مفتعلا، غيرهم صراعا مذهبيا، دينيا، عشائريا، الجبال لا تخلو يوما من متمردين..
- غير معقول لا صلة لا بوصلة له في المدينة..
- زوجته أو صديقته هناك تدعي هو ليس منهم.. مسافر إلى تركيا.. يشتغل.
-  إذاً غيره يتبنى اسمه يخابر صحيفتنا؟!
- يخابركم لا يطرح كيف يتم اللقاء؟!..
- يختصر.. يصل ممثل صحيفتكم المدينة نلامسه نتكلم.. يقفل الخط.
- أي احتمال واردة.. إلاّ ترك زوجة جميلة وراءه.. لا يأخذها معه.. لا أفهم!
-  كيف تفسر الخاتون الفراق؟!
- قلت لك بروين تدعي يتركها مؤقتا.. يعود.. أو يستدعيها قريبا..
- محتمل صادقة.
- تصدّق أنت امرأة جميلة.. تكلم معها.. تجدها عند المصور أبرام صديقك.
- تعرف اسمه الحقيقي.. أيضا صديقي.. مخابراتكم قوية.. لا تذكرّك لقاءنا الأول!
- لم يكن. انتهينا. التزامنا أمام العالم العثور على المختطف.. حمايتك.. نصيحتي لك الحذر.. خاصة من الجميلات.
- لكنها على ذمته.. إنما يختفي الفرق.. زوجة.. صديقة..
- المهم جميلة.. زوج لا يبقى معها.. هي لا تبقى معه.. الجهل راحة.
- تظلم الجميلات.. أو حُكم خُبَرة.. تعلّم في الخارج!
- الثلج له فضل عليهم.. عليك.. مستر رمزي..
- نربط السلوك إلى الطبيعة ما دور العقل عند هجوم النمل أو القمل؟!
- مكمل.. عقل رعاة القرية تحت الطائرة يقول لهم مياه السد أو جشع إدارة يجرفهم من أراضيهم قريبا إلى جهنم.. أشجارهم حيواناتهم مهددة.. عقل حكومة كردستان يقول السد له فوائد إلى أراضينا.. أنا الموظف عند الحكومة استمع إلى عقلها.. التمرد بقايا عقل رعاة عاطلين.. لا أحد يتراجع..  النتيجة اصطدام.. مهندسون في يد عصاة.. تريد استرجاعهم طبعا تريد.. علينا مداهمة بعض البيوت في البلدة.. منها بيوت معارف.. ترافقنا؟..
- طبعا.. معكم.. سوية..
- عندك حل آخر.. قل لي..
-  تذكر حلا لا تنتبه إليه!
- التراجع؟!
- خطوة إلى الوراء من كل طرف لا يحصل اصطدام.
- ثرثرة مثقفين لا تنتهي.. ضمنا تكرار ضرورة دفع حكومة المركز إعانات مالية إلى متضررين.. رواتب بيشمركة.. يقبل المتضررون.. نبقى تابعين؟!
-  دول متحضرة تتصرف في حصافة تحل مشاكلها سلميا.
- عندكم. عندنا تبقى المشكلة عالقة.. قادر لا يريد تقديم معونات كبيرة.. متضرر لا يرضيه الجزء القليل.
- لا أحد يمكنه الحصول على كل شيء في النهاية..
 
 نعم أستاذ برهان لا بد من المخمخة.. أو دفع ثمن حماقة.. أجساد أشجار مقطعة قرب حقل نفط، موقع سد على مبعدة، نهر وشك تكبيل، دروب سمراء تخدد الأرض الخضراء.. تبدو آثار ضربَ سياط شنعاء.. حكومة إقليم تنزله على ظهور بسطاء.. رعاة.. مَن يرتكب حماقة ضد مَن؟.. ماذا لو تدعو الحاجة أو الجشع أقامة بدل الحقل أو السد الواحد عشرة؟.. تخريب الطبيعة المحدود يعقبه آخر غير محدود بعد سنوات.. الكتابة الى الصحيفة في مدح المشروع رغم رغبتها تدليس.. خيره العميم منتظر لا شمالا لا جنوبا لا في تفليس.. عِلمنا من خدمة احتياط في الجيش سابقا من عهد حمورابي وصديقه رمسيس: سد يربك مياه ري منطقتنا نهدمه.. ننسفه.. إقامته اليوم توفر أرباحا إلى شركات أجنبية معها روسية مكلفة تنفيذه لها مهندسون اسكندنافيون ضمنا المهندس المخطوف.. لماذا العمل يتقاسمه روس واسكندنافيون وغيرهم؟!.. نعم، الرأسمال عابر قارات، لا جنسية له، روسيا لها قوة الحماية، الغرب حسن البناء، يتكامل المشروع.. غير مضبوط استاذ برهان؟ قصدك المنتفع الأكبر مصدر واحد أو عوائل معدودة وراء كواليس؟ المآل معارك حروب تجارية بين العمالقة؟ أقدامهم تدوس الصغار، عفارم عليك، الاعتراض نور، تنوّرني أكثر من نوستراداموس، صدام يعرض عليهم الفيفتي فيفتي لا يقبلون المناصفة، المطلوب أوسع، العالم كله، أين التنوع، ماذا لو الحاجة تتطلب إقامة لا عشرة حقول أو سدود بل مائة؟.. ألف؟.. مليون؟ هل من حد يوقف الآدمي عن نهش أمه الأرض، تمزيق شعرها ملابسها جسدها؟!.. مَن يضع الحد، متى؟ لجنة حكماء، قوة خفية.. بعد زيادة الفلوس.. ضبط زيادة النفوس.. متى.. لا ترد عليّ.. نادم على صراحتك معي.. حقك.. السؤال لا يقلق غافلين..
 
 أكمل الجنجلوتية، الطائرة تحلق الى الأمام ساعة، البحث متواصل عن قواعد الثوار، العصاة، الدواعش، المواعش، المتحركة، الثابتة، متمردين فرادى، مجتمعين، إرهابيين، سمهم ما تشاء، أناس لا ينتفعون من تغيرات عولمة لا يواكبونها يعترضون في أسلوب لا يجدون غيره.. في أيديهم المهندس المختطف، منهم وعد أطلاق سراحه قريبا، مَن يؤكد مَن يوطد الضالة في هذا الاتجاه لا غيره.. لا عكس الطيران؟ كذا قضية حقل النفط، السد، دولة يراد خلقها مِن طيف ليلة صيف، يا حيف.. لا أنت لا غيرك يوقظ قبل كابوس نازل نزول سيف، يبيّن الحل لا  في إقامة حقل أو حفل، سد، دولة.. واحدة أو عشرة.. بل في تكيّف الناس مع الموجود لا في تكييف الموجود إلى رغبات لا تنتهي!..
 
يجب استنباط أجوبة جديدة عن أسئلة عنيدة قبل الكتابة إلى صحيفتنا العتيدة.
 مهما أبتكر لا يمكنني مقاومة حلف التوتر، النفط، السد السقيم، حلم التقسيم، تقسيم المقسَّم، هجاء الشركة المنتفعة من بنائه، مالكة الأسهم الغالبة في الصحيفة.. لا.. لا يمكن.. مصارحة الذات أول التحرر.. أنا أيضا رهينة في شكل ما، رهينة النفس الخائفة، رئيس التحرير المتجبر، لا أختلف عن المهندس الذي في أيدي خاطفيه..
أحضر أساعد في تخليص رهينة.. مع المشاكل الجديدة أكتشف ذاتي رهينة..
لا تزال الحكاية بسيطة، غير متداخلة كثيرا، فكرة العدو النابعة من عداء الطبيعة إلى الإنسان في مرحلته الأولى تبدو تافهة، العداء نتاج واقع جديد اليوم.. الجنرال يتناسى اللقاء الأول، يتبسط وصولا إلى ماذا؟.. حكاية المخطوف الأممية العامة أكتب عنها تحرك حكايات وطنية جد خاصة، ردهة داخل ردهة، تخفي الخطير من المعاني، اللقاء الأول الأغرب من غريب امتداد الثاني العجيب.. عن صدفة.. عن تدبير.. صدفة لا تتكرر مرتين.. في وضعين استثنائيين.. تدبير من غير جئير.. يصوغ معاني النخب المطلوبة.. يتجاوز أماني الناس المرعوبة.. إلى الأعالي المرغوبة.. نعيش.. نشوف..
 يتطلع عمر إلى بحر الخضرة أسفل الطائرة على الشاشة.. تطمئنني صيحته المونشية منتشية:
-  تغيب تحضر صورة المارق يقع في أيدينا عاجلا آجلا.
 
تجنح الطائرة فوق بحر الخضرة والزرقة الزاهي متلاطم الأمواج، تعود موازة النهر إلى مطارها عند نقطة الحراسة خارج المدينة، تحط على المدرج الناعم في الموقع الذي يعينه الجنرال، تهدأ رفاصاتها سريعا من غير ضجيج..
يد الجنرال ترفع الطائرة في رفق، يفحصها عن إعجاب، لا حشرة لاصقة عليها:
- اختراع عظيم.. مع كاميراها تعوض حملة تفتيش مسلحة كاملة.. 
 
سوف يوثق الجنرال العملية.. نسخة من التقرير يضمها إلى أرشيفه الخاص.
 آن أوان قنينة بيرة.. منذ ساعة يتخيلها مثلجة.. لا مُبرمَجة.. لا مؤدلَجة..
 
 
يتبع..