المحرر موضوع: لغة اللقاء العجيب  (زيارة 406 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل اولـيفر

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 546
    • مشاهدة الملف الشخصي
لغة اللقاء العجيب
« في: 10:50 23/09/2018 »
لغة اللقاء العجيب
Oliverكتبها
- تلقيت حبك النقي ملفوفاً فى حلم طفل صغير مضطجع فى مزود.وصلتني كلماتك كأنبوب ينقل دماً من دم.لم تمر على مسامعي همسات كهمساتك.أوسعت قلبى علي آخره فلم يتسع لحبك.أين أولك و ما آخرك حتي أصفك لوصيفاتي.كلما تقدمت خطوة أجد حضنك و كلما تأخرت خطوة أجد يدك تقيمني.عن يميني أنت أم يساري أم في كل إتجاه. حاصرتني بالنور فكيف أخشي الغروب.
- حبيبي الذى ما تحول و لا عبر إلا لأجلي.إليك أسلم نفسى كي تغوص فى عمق جمالك.تأخذ من كتاباتك و تتغذى فلا تموت إلا حباً فيك.أسميت كل ما هو حلو بإسمك.طبعت حرفين فوق كل الرسائل,الألفا أنت و الأوميجا. بداية و نهاية الكل لكل الناس. الغير المحوي يحويني و أنا أجرؤ أن آخذه كله وأحشائى تستوعب حبه من غير تضيق.أمضى كأسير في قيود عجائبية.أحمل حامل الكون داخلي و لا استشعر عبئاً.أفي حلم أنا أم في يقظة حتي صار لي ما لم يكن لملائكة.
- هربت منك حين أبصرتُ نفسى.حين غفلتُ أنا و أنت عند الكوة تترقب.مضيت و صوت قرعاتك ما غاب عن أذني.صارت البساتين صحراء من بَعدك و من بُعدك.وجدتني أنزف دمك و من دمي تضجرت .كيف صرت بهذا الصغر.كملكة خلعت تاجها و عيرها غير العارفين بضآلتها.أنا أعرف أنك رؤوف و تحبني.ما ألقيت بالاً بالمستهزئين و غادرتهم.خضتُ في الصحراء من تل إلي تل.أخبروني أنك تنتظرني و صوت داخلي يهاتفني أنهم لا يدركون أنك تجول بين القفار كي تجدني.صارت الحشائش وجبتي و صرير الصحراء يصم اذني.إشتدت الشمس علي رأسي و لم تشفق.قل للشمس أن تهدأ يا حبيبي حتي ألقاك.شيطان الظهيرة يتنمر لي و أنا لست بدونك لأنه لم يقتنصني.لكنني لم أعد أراك.تكالبت على وحوش البرية و أنا أتعجب لأنهم يتساقطون وحدهم عند الدائرة.و أنا في الدائرة كأنه قصر منيع.فكيف و أنا هاربة منك يتبناني حبك و تخترق لفحات القيظ أنفاسك.أأنت عجيب أم أنا عجيبتك.أحبك و أنا ماضية إلى كورة لا أعرف لها عنوان.أحبك و أنا عائدة بنصف كلماتي و كل خجلي.
- ها أنا هنا بلا حراك.العجز يلتف حول ساقي و القش و العشب حول رأسي.لم أعد أدرك أتائهةٌ أنا في البر أم في البحر.سيناء هنا أم ترشيش لا أدرِ.النجوم تترصدني و أنا أترصدها.هل تدرك الكواكب قصتي.فأحكام الأرض صدرت ضدى و أنا عندهم فى دفاتر الموتى.مع أنني عندك في سفر الحياة.كيف تترجم عجزى إلى صلاة.كيف تفك أصفاد القلب فأتحرر.نادم أنا على السير وحدي.فكل خطوة هنا هى من سجن إلى سجن.الأرض تحبسني و الشطآن تأسرني و أنا من قيود الجسد أتألم و من حمل الوحدة أتوجع لكن ما يشغلني كل هذا عن حبك.حبك أقوي من أسر الأرض و مرارة الفراق لهذا يشغلني كما يشغلك.عجزي لا يختف من قدام عيني و عينيك.فنحن ننظر في نفس الدائرة.لهذا يا وصيفاتي لا تحسبون عجزي يأساً و لا مرارتي نهاية.سيأتي حبيبي و يجعل الجافى حلاوة.
-ثم بدا لي قرب الفجر كالبستاني.أخذني في أحضانه فإشتعلت القيامة في صدري.لقاء لا يشبه كل اللقاءات.الجمر الذى أشعلني بخوراً.المشرق ببهاءه حتي صرت نوراً.الصحراء إزدهرت بالملائكة.على الأردن صعدت ترنيمات لم يعرف أحد عمقها.جرت الكواكب بعيداً حتي أدرك نور حبيبي من غير إختلاط أو إمتزاج أو تغيير.سرت في شراييني دماء فقدتها.عادت إلى جسدي طاقة لا وصف لها.أنا أستطيع الطيران أكثر من النسور و السباحة أقوي من حيتان البحر.أنا أمضى من غزلان البرية سرعةَ .صرت مخيفة لكل الوحوش فهربت مني.لقاء ليس مثل أي لقاء.كأنما مخلوق آخر أنا.لست كما كنت بل صرت جديدة حتي علي نفسى.أكتشف كل لحظة سر لم أكن أعرفه.رؤية لم أكن أبصرها.صوت لم أكن أفهمه.صرت مألوفة لحبيبي كأنني لم أغادره و هو أعادني إلى داخله فوجدتني هناك قبل أن أصل إلي منتصف الطريق.خرج راكضاً و قابلني قبل أن أقابله .لا تسألوني كيف فالمعاني هنا لا دور لها.البريق يمنع من الدنو و التدني لهذا تقف المفردات كلها تترقب و تتعلم اللغة الجديدة.لغة اللقاء.
- لغة اللقاء تعرف معان الألوان و الأرقام و اللمحات.عندها ترجمات رمشة العين وغمزة الخدين  و أصل الرسالة.اللمسات كالأنفاس من فم لفم.النظرات كالكتاب في الأعين مقروءة.لما إلتقينا نسيت كل ثقل العجز و لم أعد أتذكر كيف كانت القيود و الصحراء و الأجواء.جاء حبيبي فوجدني كما أنا حبيبته مع أنني لست كما أنا لكنه جعلني من جديد حبيبته فعدت أفضل مما تمنيت.التاج في يديه لم يزل.النور في كفيه في عينيه كيف أصف إشراقه المبهر.لما إلتقينا أخذ الذى لي و أعطاني الذى له فما عادت للأرض جاذبية و لا الصعود إلي السماء مشقة.لغة اللقاء ليست لأفهام العلماء و حافظي الكتب.هي لمن فيهم قلب طفل و حب طفل مشتاق إلى حضن أبيه.
- حبيبي .أكتب إليك على أوراقك أنت.آخذ من كلماتك و أخبرك.صلاتي بك.أنا لن أبق بدونك.شوقى إلي لقياك حين إبتعدت مثلما شوقي إلي لقياك و أنا معك.لا شبع منك حبيبي.كلما أخذتك أريدك.كلما أردتك أجد مجدي.أحبك يا حلم كل الليالي و رجاء كل نهار.أحبك حتي إذا صرت فيك أصير كما أردتني.قبلاتك ما لن تنقطع و أحضانك ما لن ترتخي.فأعلم أن الأبدية حاضرة معك.حيثما بدوت أنت صاحبتك لتهنئتي.حبيبي كلماتي التي لم أكتبها لك.العبارات الخبيئة في صدري لك.بالأمس أعطيتني كل تلالك الخضراء و أنا اليوم أهاديك كل الجبال الشماء.حنانك حنان لم تعرفه الأيام و أنا عرفته و في حنوك يمتد عمرى فأعيش لك و أتعلم لغة اللقاء.