الاخ زيد ميشو المحترم
ان ما اسمعه منك يبدو مشوّشا لي لأني نادر ما اذهب الى الكنيسة الآن ..، وفي الوقت الذي كنتُ اذهب فيه الى الكنيسة بانتظام ، لم احاول أبدا ان اتقرّب الى الكهنة ، ليس لانني لا احبّهم ، بل لعوامل تخصّني أنا ، منها :
لا توجد إهتمامات مشتركة بيني وبين رجل الدين ، فأنا ، حالي حال معظم العراقيين ، نتحدّث في السياسة وعن الرياضة وعن امور عاطفية وعن الجنس ، نتحدّث عن الادب والروايات والاغاني والافلام ونحن نحتسي البيرة او العرق ... نتحدّث عن كل ما هو علماني ... انا علماني مؤمن حتى النخاع ... ومن يقول ان كل علماني لا يؤمن لا يعرف شيئا عن العلمانية ...
فما الذي يربطني برجل الدين غير وقت القداس والموعظة ؟ ... الحقيقة اني لا افهم ... حتما هناك من يرى الامر مغايرا ، ربما هو على حق .
اكون شاكرا لو تكرّمت بأيضاح الذي عجزتُ عن فهمه :
هل الرفيق القائد المؤمن الذي يغيّب الانسان من الوجود ، ربما بسبب شكوك او وشاية كيدية ، او يرسلنا الى حروبه او " يجبرنا على التطوّع " في الجيش الشعبي ، او يجوّعنا بأزماته التي لا تنتهي .. هل كل هذا يشبه " القائد في الكنيسة " ؟ ( كلمة القائد مجازية ) .
هل ان الكاهن ، بكل المواصفات الذميمة التي نعتّ بعضهم بها ، يستطيع ان يؤثر على ايماني ؟ ... ما هذا الايمان الذي يرتبط بـ " شخص الكاهن " وليس بشخص المسيح ؟
إن كان فعلا هناك من يترك المسيحية ... ألا تعتقد إن ذلك يحدث أكثر بسبب " كتاباتنا " وليس بسبب الكهنة ؟
الجميع يعلم ان أفواجا تدخل في المسيحية الآن .. ألا تري معي إننا نشوّش عليهم ونكون عثرة لهم بفعل ما نكتبه ؟
هل الكاهن يجبرك على اعطاءه نقودا ؟
ماذا يهمني لو كان الكاهن إنسانا بارا او متكبرا جشعا ؟ .. هذا ماتعلمناه من الشرق العربي ... نريد قائدا !!! .. لماذا أبخس حق نفسي وأبحث عن كاهنا قائدا مثاليا ؟؟ ... كفانا البحث عن قادة ... ان قائدنا ومنير دربنا وحياتنا هو يسوع المسيح ولا غيره ... ما لي وللكاهن ؟
عندما كان يسوع يكرّز على الارض ( لم يكن هناك كهنة مسيحيين بعد ) قال لليهود بخصوص الكهنة والفريسيين : “ فكل ما قالوا لكم أن تحفظوه فاحفظوه وأفعلوه، ولكن حسب أعمالهم لا تعملوا، لأنهم يقولون ولا يفعلون " ... اني لا اقول ان كهنتنا كذلك ... لكني انقل مغزى كلام الرب .
مع خالص تحياتي .
من الانصـــــاف ان نكون منصفيـــــــن