المحرر موضوع: رحلة العذاب  (زيارة 1681 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل شيرزاد زين العابدين

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 48
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رحلة العذاب
« في: 13:49 29/09/2018 »


رحلة العذاب


زين العابدين محمد عبدالله


أطهر بقعة مباركة من أرض بلادي
أصبحت هدفاً مقصوداً لكيد الاعادي
زُرِعَت ذُرى الجبال بالألغام وبيعت في المزاد
دُمِرَتْ تدميراً لم يُسمع مثلها من عهد عاد
دمرها مأجورو الأكراد لشرذمة من حفاة البوادي
غرزوا رمحاً مسموماً في صدور عشاق الحياة
أطفأوا سراج الحق في بحور الظلمات
أصبحت أرضنا الطهور هدفاً لأشرس موجات الغزاة
رَتِّلوا في الصباح والمساء على الضحايا يا مزامير الصلاة
يا إلهي أفرغ علينا صبراً ونَجِّنا من جور الطغاة
دمروا خمسة آلاف قرية ولم يتركوا فيها سقيفة
كل ما فعله أبناؤها أنّهم من عشاق الطبيعة
شُرِّدوا في الوديان والبلدان دون ان يرتكبوا جريمة
أيَعُّدُ مجرماً من يزرع في التلال و الجبال ويكره الخديعة؟
أيَعُّدُ مجرماً من يطمح أن تضُّمه مع آبائه بعد الموت حديقة
طوّقوا جنان الخلد بالقلاع والأسوار والجنود
وشرَّدوا أهلها هـائمين خلف أسوار الحدود
أيَهبُ إعصار يدمر القلاع وأركان السدود
لقد عاثت ثعالب المكر في مكمن عرين الأسود
حُرِموا من الجبال والتلال والشلاّل من مهد الجدود
دمِرّتْ تدميراً مع بلادي قرية أور
ورد ذكرها في العهد القديم في التوراة والزبور
كانت مهداً لأبي الأنبياء ابراهيم من دهور
كانت مهداً للحضارات إنتشرت منها ينابيع النور
دمِرّت تدميراً لكنها بقيت في الأعالي كالبدور
محنة قريتي چم سيدا من آل البيت الأطهار
لم تنجُ من العاصفة من التخريب والحرق والدمار
إلتجأوا اليها قبل ألف سنة هرباً من الأشرار
لم يحترموا مجدها وما فيها من هدوء ووقار
فقدت حتى مقبرتها وما فيها من ينابيع الأزهار
مَنْ مِنَ الطغاة يرضى بقتل الطفل الرضيع؟
ومن يرضى لنفسه إرتكاب هذا الفعل الشنيع؟
أيرضى راعٍ تسليم الذئب خراف القطيع؟
في بحرٍ من الدماء يصرخ الحق الصريع
يا إلهي هل للمشردين واليتامى من ناصر وشفيع
أيُّ شاعر بليغ يشرح محنة شعب في سطور؟
أيُّ وحي وإلهام يُفصِحُ ما تُخفيه الصدور؟
أيَّةُ فراشةٍ زاهيةٍ تنجوا في الدنيا من الشرور
ستبقى حزازات النفوس تغلي كالقدور
محنة الأرواح حالات يأسٍ وسرور.