المحرر موضوع: عندما يخطف الخبر الانسان  (زيارة 1192 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل تيري بطرس

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1326
  • الجنس: ذكر
  • الضربة التي لا تقتلك تقويك
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
عندما يخطف الخبر الانسان
« في: 23:58 30/09/2018 »
عندما يخطف الخبر الانسان




تيري بطرس

كنت مهتما بالكتابة حول المقالات الاخيرة والتي نشرت حول التصريحات المتبادلة بين غبطة البطريرك مار لويس ساكو والسيد ‏عمانوئيل خوشابا، عضو البرلمان العراقي عن الكوتة المسيحية، حينما سمعت بالخبر المؤسف والمحزن، حول قيام ثلاثة سيارات ‏من قوات السوتورو (الدورونويو) او حزب الاتحاد السرياني، بخطف الكاتب المعروف والناشط القومي والعضو القيادي السابق ‏في المنظمة الاثورية الديقراطية، الاستاذ سليمان يوسف يوسف. وكانت الاتهامات قد وجهت قبل فترة الى نفس الطرف اي ‏الدورونوي حول قيام اطراف بضرب الملفونو عيسى رشيد (رئيس مناهج اللغة السريانية في رابطة نصيبين للكتاب السريان). ‏
لا انكر انني شخصيا كنت ارى ان مواقف الاستاذ سليمان ليست عملية ولا تفتح باب للحوار، وخصوصا في اتهاماته المباشرة ‏لحزب الاتحاد السرياني بانه صنيعة اطراف كوردية. شخصيا بت اعتبر مثل هذه الخطابات قد تجاوزها الزمن، فاذا كان هناك ‏طرف يرى ان تعامله مع دمشق هو الطريق الصحيح، فلما لا نقر بان التعامل مع معارضي دمشق ايضا فيه صحة ما وهو مسألة ‏راي. وخصوصا اننا لا نملك مؤسسة شرعية تنبثق منها المواقف الملزمة للجميع. نحن بتنا ندرك قوة تنظيماتنا السياسية، سواء في ‏سوريا او العراق، وغالبا ما تلجاء هذه التنظيمات للتحالف او الانضواء بصورة ما تحت مظلة اطراف اخرى، لكي تحافظ على ‏وجودها، وامكانية تقديم ما يمكنها تقديمه لشعبنا. ان تجريد هذه التنظيمات او اعضاءها من نياتها الصافية في خدمة ومحبة شعبها ‏باعتقادي امر لم يعد مقبولا، الا من ثبت عليه امر الخيانة. ويجب ان يكون اثبات ذلك تحت شروط صعبة وليس كل من هب ودب ‏يمكنه ان يوجه مثل هذا الاتهام الشنيع لمن يختلف معه.‏
‏ ان الاستاذ سليمان يوسف كان ايضا من معارضي دمشق الاشداء، لا بل يمكن القول انه كان احد اكثر المعارضي جرأة في تحديه ‏لما كانت تقومه الحكومة السورية وانصارها وحزبها حزب البعث العربي الاشتراكي، وهذا منذ زمن سبق قيام الثورة السورية في ‏عام 2011  وكل ذلك وهو متشبث بالبقاء على الارض السورية، رغم القاء القبض عليه مرارا.‏
نشر الاستاذ سليمان يوسف في الثلاثين من شهر اب الماضي وعلى موقعه في الفيس بوك، اقتراحا للحزب الاتحاد السرياني، يدعو ‏الحزب المذكور الى استلام واستخدام مدرسة العروبة الحكومية في وسط مدينة القامشلي وهي تقع في منطقة ذات غالبة سريانية ‏مسيحية، والتي بقت مغلقة منذ زمن والتي تسع لحوالي الف طالب، والتي استولوا عليها. استخدامها كمدرسة لتدريس مناهجهم ‏المقترحة، ولنرى نتائج ذلك، هل سيؤيد الشعب هذه المناهج ام سيرفضها؟ والحق يقال اننا لم نسمع من الاخوة في الاتحاد السرياني ‏اي رد. وباعتقادي كان رايا جيدا، لمعرفة موقف الناس من المناهج وليس فرضها فرضا. ‏
وفي الخامس والعشرين من شهر ايلول، نشر ايضا النص التالي مع تأكيدي ايضا معارضتي للاتهامات الموجهة لحزب الاتحاد ‏السرياني او الدورونوي ((حزب الاتحاد السرياني و(الطُعم الكردي) : ثمة مسألة أساسية تجاهلها ،الأخوة في (حزب الاتحاد ‏السرياني) في طريقة تعاطيهم مع (المناهج السريانية). أنهم لم يفرقوا بين الحالة (السريانية الآشورية الكلدانية) و الحالة الكردية. ‏بالنسبة للأخوة الكورد السوريين ، قبل تفجر الأزمة السورية الراهنة 2011، لم يكن لهم "مدارس تعلم اللغة الكردية"، وليس لهم ‏‏(حرف كردي). لهذا، (المنهاج الكردي) الذي أنجزه (حزب الاتحاد الديمقراطي) بالأحرف اللاتينية، وبغض النظر عن مستوى هذا ‏المنهاج، يعد (مكسب قومي ولغوي وثقافي) مهم للأكراد السوريين. أما بالنسبة للآشوريين(سرياناً كلداناً )، لن نتحدث عن قدم ‏أبجديتهم وعراقة لغتهم السريانية، الكنائس (السريانية الآشورية الكلدانية) كذلك(الارمنية)، لها مدارسها الخاصة وهي تعلم اللغة ‏السريانية والارمنية منذ ما قبل استقلال الدولة السورية . لكن (حزب الاتحاد السرياني) تعاطى مع قضية (التعليم السرياني) كما لو ‏أن هذه (المدارس السريانية) العريقة غير موجودة ولا من مناهج تعليم باللغة السريانية، وهي مناهج جديدة وضعت باعتماد طرق ‏تعليم حديثة، من حيث الشكل والمضمون، تجمع بين (التربوي والاجتماعي والتاريخي والمعرفي). حزب الاتحاد السرياني يريد أن ‏ينسف كل ما هو موجود خاص بالتعليم السرياني، ويفرض مناهجه بقوة السلاح ، ليقول للعالم " انا الذي اسست المدارس السريانية ‏في سوريا ووضعت مناهج التعليم السرياني وما كان يعلم قبلي لم يكن سوى تراتيل وطقوس كنسية دينية". تماماً مثلما فعل في ‏تسعينات القرن الماضي حين أوفد الحزب كوادره من الخارج الى سوريا، حيث تعاطوا مع الساحة القومية وكأنها خالية من ‏‏(الأحزاب والحركات السريانية الآشورية)، وبدأ اعلامهم "الديماغوجي" يروج لهم "على أنهم طلائع العمل القومي الآشوري ‏السرياني في سوريا ولا أحد من قبلهم تناول قضية الآشوريين السوريين"، والحقيقة أن اعلامهم لم يكن حينها سوى بوقاً رخيصاً ‏للنظام السوري‎. ‎إذا ما أصر حزب الاتحاد السرياني على تنفيذ "أجندته الخاصة" على (المدارس السريانية)، سيشعل (فتنة داخل ‏البيت السرياني) من شأنها أن تنسف، ليس ما هو موجود من تعليم سرياني، بل ستزعزع ما تبقى للآشوريين( سرياناً/كلدانا) من ‏وجود في الجزيرة السورية. أخشى ما أخشاه أن يكون هذا هو (الهدف الحقيقي) لحزب الاتحاد السرياني، في هذه المرحلة ‏المصيرية. وقد يكون (قرار فرض المناهج السريانية) لحزب الاتحاد السرياني وسيطرة الحزب على المدارس السريانية بقوة ‏السلاح "طٌعم" وضعه له مُضيفه(حزب الاتحاد الديمقراطي) في ما يسمى بـ "الإدارة الذاتية" اللاديمقراطية، بهدف زعزعة الوجود ‏الآشوري(كلداني/سرياني والمسيحي). يبدو أن (حزب الاتحاد السرياني) غير قادر على بلع وهضم (الطُعم الكردي) ،ولا هو قادر ‏على لفظه والتخلص منه؟؟؟))‏‎
عقبت عليه بالاتي ((باعتقادي أن المنشور ماعدا الفقرة الأخيرة منه. يجب أن يأخذه الأخوة في الاتحاد السرياني بداية للحوار الذاتي ‏ومع الأطراف الأخرى من شعبنا. نعم للحوار)) بغاية افتتاح نافذة حوارية، تعتمد النقاش وتبادل الاراء وطرح البدائل ان وجدت، ‏وعدم التمترس خلف الشعارات القومية والمزايدات التي لن تفيد عملنا القومي ابدا.‏
باعتقادي ان عملية احتجاز حرية كاتب حر بوزن الاستاذ سليمان يوسف هو خط احمر، ما كان على حزب الاتحاد السرياني ‏تجاوزه ابدا، مهما كانت الخلافات التي كان يمكن حلها بخلق قنوات تبادل الراي، وطرح الامكانيات المتوفر.‏
‏ ان حزب الاتحاد الكوردي، والمؤسسات التابعة له، اليوم هو ثاني قوة على الارض السورية، بعد حكومة دمشق، وهو يحضي ‏بدعم الولايات المتحدة الامريكية، وسيدوم دعمها له لحين الاتفاق مع موسكوا على مستقبل ما لسوريا.  ولان الحزب المذكور بات ‏يحكم تقريبا شرق الفرات كلها من اقصى الغرب الى الحدود العراقية، اي ان نهر الفرات هو الحد الفاصل بينهم وبين قوات ‏الحكومة السورية، ما عدا بعض القوات في مدينتي القامشلي والحسكة والتي تتعامل مع قوات سوريا الديمقراطية كقوات امر واقع. ‏فاذا كانت الحكومة وقواتها تتعامل مع قوات سوريا الديمقراطية والقصائل المنضوية فيها ومنها قوات السوتورو كامر واقع، فما ‏بال احزابنا لا تدرك ان من الامور السياسية هو ادارة الامور والتعامل مع القوى الموجودة، لتحقيق المصالح الانية لشعبنا على ‏الاقل. ‏
من على هذا المنبر نضم صوتنا الى صوت كل الاخوات والاخوة التي علت والتي تطالب باطلاق سراح الكاتب سليمان يوسف ‏وباسرع وقت، فحريته من حريتنا كلنال. والحرية تعني حق الاختلاف وطرح البدائل، لا بل ان تمتع الناس بالحرية يفتح اعين ‏الجميع على القصور القائم. فهل سيكون حزب الاتحاد السرياني و قوات السوتورو بمستوى المسؤولية. ام ان لجؤهم لمثل هذا ‏الخيار هو دليل ضعف حجتهم؟
ܬܝܪܝ ܟܢܘ ܦܛܪܘܤ