عنكاوا كوم تستذكر مرور عقد على اقسى خريف لمسيحيي الموصل اودى بحياة 12 مواطنا
بروفة القاعدة الاولى لتهجير المسيحيين من مدينة الموصل قبل ان يطردهم داعش تماما
عنكاوا كوم –الموصل –سامر الياس سعيدلم يكن الخريف الذي حل على مدينة الموصل في عام 2008 عاديا بالنسبة لمسيحييها فقد ادى حلول الخريف لماس والالام تحملها المسيحيون في المدينة بعد توالي استهداف المكون المسيحي بغياب القانون رغم ان الحكومة كانت قد باشرت بعملية صولة ام الربيعين في صيف العام المذكور لطرد المجاميع الارهابية التي لم تتاثر بتلك العمليات العسكرية بل على العكس تزايدت عملياتها لتؤدي الى استشهاد نحو 12 مواطنا مسيحيا تركزت حالات استهدافهم في مطلع تشرين الاول (اكتوبر ) من العام المذكور .
والمؤسف ان رئيس اللجنة الامنية الذي كان هو ذاته محافظ نينوى اثيل النجيفي في تلك الفترة مقللالا من تاثير حالات الاستهداف مشيرا بان المسيحيين ليسوا وحدهم من يستشهدوا بل تصاحب تلك العمليات استهداف شخصيات موصلية في المقابل ..بدات عمليات الاستهداف بوتيرة تتزايد خصوصا في شهر اب (اغسطس ) في عام 2008 حيث شهد الشهر المذكور استشهاد ثلاث مسيحيين في المدينة بحالات تختلف الواحدة عن الاخرى ففي مطلع الشهر المذكور استهدف ميكانيكي يدعى هيثم خدر امام نجليه في محله بالمنطقة الصناعية وتم اختطاف طارق رشاد قطان ليعثر على جثته بعد ايام معدودة وذلك في 25 اب وتم استهداف نافع بشير جموعة في نهاية الشهر ليتم اغتيال ولده ريان بفارق اسبوع وذلك في 13 ايلول والذي شهد ايضا هذا الشهر اغتيال مواطن مسيحي امام باب داره وهو بشار نافع طير الحزين ليطل شهر تشرين الاول (اكتوبر ) وتبدا ايامه القاسية التي شهدت تواليا اغتيال مواطن مسيحي بشكل يومي تقريبا ففي يوم 4 تشرين الاول تحدى الارهابيين الجميع ليغتالوا المواطن حازم توما يوسف دلال في محله بباب السراي في اكثر الاماكن اكتظاظا بمدينة الموصل وسار القتلة بكل هدوء ليمروا امام العناصر الامنية وفي اليوم التالي تم اغتيال كلا من امجد هادي ونجله حسام وهما يعملان باحد المباني قيد الانشاء في حي الحدباء حيث جمع الارهابيين جميع الفعلة في المنطقة لقتلوا على الهوية وفي يوم 8 تشرين الاول اغتال الارهابيين الشماس جلال موسى عبد الاحد وهو قرب داره في حي الشهداء وفي يوم 9 تشرين الاول تم اغتيال خالد جرجيس السماك وكان اخر الحوادث باغتيال الشاب ارا اوروك في حي الاخاء يوم 13 تشرين الاول .
رافقت تلك العمليات هلع ورعب في اوساط العوائل المسيحية التي قامت بدورها بترك منازلها واللجوء لمناطق في سهل نينوى وكانها البروفة الاولى التي قام بها الارهاب لتهجير مسيحيي الموصل قبل ان يعمد تنظيم الدولة الاسلامية بافراغ مدينة الموصل من مكونها المسيحي في صيف عام 2014 .
المؤسف ان كل تلك الحالات التي ادت لاستهداف المسيحيين مرت دون القبض على الفعلة الجناة الذين وقفوا وراء تلك العمليات والدوافع التي ادت لارتكابهم مثل تلك الاعمال الاجرامية وبقيت تلك العمليات مقيدة ضد مجهول