المحرر موضوع: الدعائم الفكرية والنصوص الدينية التلمودية في الارهاب الصهيوني  (زيارة 1457 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سمير يوسف عسكر

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 335
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأرهاب هو استخدام العنف بهدف التخويف وإملاء الشروط وكسر الإرادات وهو الاستخدام الغير المشروع للقوة او التهديد لإلحاق الأذى والضرر بالآخرين من أجل تحقيق أهداف غير قانونية مرفوضة اجتماعياً. تتهم إسرائيل بدعم المنظمات المسلحة للقيام باعمال إرهابية ضد اعدائها في الشرق الأوسط، وهي تبذل جهود خاصة لمنع جيرانها من امتلاك قدرات نووية، للحفاظ على تفوقها العسكري النوعي أمام أعدائها المتفوقين عددياً. فالارهاب الصهيوني أقدم أنواع الإرهاب في التاريخ البشري وأخطرها على الاطلاق وأكثرها وحشية، حيث يربط يهود اليوم أنفسهم بيهود العهد القديم لرفع ممارسة الإرهاب والعنصرية والاستعمار الاستيطاني الى مرتبة القداسة الدينية. فالنصوص الدينية التناخية والتلمودية وأدبياتها تتحدث عن العنصرية في نشاط الحركات اللاسامية لتبرير ممارسة الإرهاب والإبادة والعنصرية كسياسة رسمية للكيان الصهيوني. انطلق الإرهاب الصهيوني من العقيدة الدينية والادب الصهيوني الى المنظمات والأحزاب والجماعات كالهاغاناه: منظمة إرهابية متطرفة صهيونية عسكرية تاسست عام 1948، جماعة أمناء الهيكل: جماعة متطرفة هدفها إعادة بناء الهيكل الثالث، جماعة إيمونيم: أي كتلة الإيمان-التجديد الصهيوني- أسسها موشي ليفتجر عام 1974، حركة حتحيا- النهضة- تعد من أكثر الحركات الإرهابية تطرفاً وعنصرية في إسرائيل ظهرت عام 1979، حركة حشمونائيم وهي مجموعة إرهابية فاشية يتزعمها يوئيل لرنر، حركة بتيار وهي منظمة صهيونية تاسست عام 1923، حركة تسوميت وهي حركة قومية صهيونية انشأها رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق رفيائيل إيتان عام 983 1، منظمة سيوري نسيون وهي منظمة دينية باشراف عليتسيا وتساندها المدرسة الدينية عطيرت كوهانيم، مؤسسة هيكل القدس التي انشقت عن جماعة أمناء الهيكل أسسها الصهيوني ستانلي جولدفوت، منظمة يشفيات إيترتب كوهانين وتعني التاج الكهنوتي تعود جذورها الى الحاخام ابراهام يتسحاق كوك (كوك: حاخام ولد في لاتفيا من أهم مفكري الصهيونية هاجر الى فلسطين عام 1904)، جماعة آل هار هاشم أي جبل الله تعمل في إقامة الهيكل الثالث ويترأسها المحامي جرشون سلمون، حركة أمنا وهو تنظيم استيطاني تعتمد على الإيمان الديني بقرب الخلاص بظهور المسيح الحقيقي، جماعة لفتا -قبيلة يهوذا- مجموعة ذات نفوذ عسكري قوي. والأرغون: منظمة قومية صهيونية شبه عسكرية نشأة عام 1931، وشتيرن، والبالماخ: أي سرايا الصاعقة وهي القوة الضاربة للهاغاناه، والحريديم: منظمة عسكرية إرهابية صهيونية تحاول تطبيق التوراة في إسرائيل. ويوجد في إسرائيل 15 حزب منها أحزاب دينية متطرفة وهي: كاخ معناها البندقية أسسها الحاخام اليهودي الأمريكي مائير كاهانلا عام 1972، المفدال: حزب قومي ديني متطرف تاسس عام 1956، شاس، أغودات يسرائيل: أي وحدة إسرائيل تاسس عام 1912 في بولندا وهو من مؤيدي الدولة الصهيونية، وتامي. (المصدر: كتاب الفاشية/ موش دايان + الإرهاب الدولي: الاسطورة والواقع/ نعّوم شوموسكي+ الإرهاب: التهديد والرد عليه/ إيريك موريس). تعود نشأة غالبية هذه الجماعات على الأسس الفكرية التي عبر عنها الحاخام ابراهام بن اسحق كوك قبل قيام الدولة الإسرائيلية بربع قرن حينها أسس مدرسة (مركاز هراف) التي تعتبر أول مدرسة صهيونية متطرفة تخرج منها معظم هذه الجماعات. وتنقسم الى تيارين رئيسيين وهما: التيار الأول: الجماعات الصهيونية والتي ترتكز معتقداتها على فكرة أرض الميعاد وشعب الله المختار وهي بمثابة الجماعة الام التي خرجت من قلنسوتها جميع المنظمات المتطرفة الدينية وجماعة (المفدال وتامي وموراشا وميماد). التيار الثاني: جماعات التكفير والتي منها شرقية (سفارديم) وتظم حركة (حبدو ستاس وناطوري كارتا وساطمر)، وأخرى غربية (اشكنازيم) وهي حركات (اغوادت يسرائيل ويجيل هاثوراه او علم التوراة). (المصدر: كتاب؛ الجماعات اليهودية المتطرفة والاتجهات الفكرية السياسية والدينية في إسرائيل/ د. هويدا عبد الحميد). هذه كلها تقوم بكل الاعمال الإرهابية من قتل وإرهاب باسم الدين. من بينهم رؤساء الدولة الصهيونية، وظهر بجلاء هؤلاء الرؤساء أسوأ من مجرمي الحرب النازيين وأسوأ القتلة في تاريخ البشرية. فنجد إبراهيم شتيرن (البولندي) لم يكتف بالتبشير والوعاظ الإرهابي، وإنما مارسه ممارسة عملية، وانتهى به الامر ان دفع حياته لهذه الممارسة، والمعروفة في أوساط الشرطة البريطانية باسم عصابة (شتيرن). أما الصهيوني الروسي الأصل فلاديمير جابوتنسكي فقد أصرّ على وجوب قيام اليهودي بالدفاع عن نفسه وصار المحرك الأول لنشأة منظمة الهاغاناه. وكان جابوتنسكي يحث أعوانه على الإرهاب، مؤكداً لهم ان العالم لن يحترم اليهود إلاّ إذا أثبتوا أنهم بالإرهاب وسفك الدماء يدافعون عن أنفسهم وكيانهم. وفي عام 1944 تولى مناحيم بيغن منصب القائد الجديد لحركة الأرغون لَيّومي، التي اتجهت الى التركيز على الاعمال الإرهابية والعمليات التخريبية، وهكذا تبين انه بفضل الاعمال الإرهابية أمكن تحقيق الحكم الصهيوني بانشاء دولة إسرائيل، فاصبحت الصهيونية وكأنها امتداد للديانة اليهودية. كل ذلك بعد ان ربطت بين التعاليم الدينية وقانون الدولة القومية الصهيونية في إسرائيل. التعاليم الدينية والفكرة القومية مستلهمة من التلمود في الفصل السابع تحت عنوان (المسيح وسلطان اليهود). أكد التلمود ان اليهود يعيشون في حرب مع باقي الشعوب، وينتظرون مجئ المسيح (الحقيقي) ليتحقق النص التناخي، فيقبل هذا (المسيح) هِدايا كل الشعوب ويرفض هِدايا المسيحيين. وستكون الامة الصهيونية في هذا الوقت في قمة الثروة بحصولها على جميع أموال الشعوب وسيدخل الشعوب دين اليهود أفواجاً ما عدا المسيحيين فيهلكون لأنهم من نسل الشيطان (بعلزبول). وستكون أمة اليهود بمجئ إسرائيل الامة المتسلطة على باقي العالم. بهذا تكون إسرائيل نموذجاً حياً متكاملاً لآرهاب الدولة، وهو نموذج فريد، لا يوازيه ولا يماثله أي إرهاب دولة بين دول العالم. وعلّة هذه الفرادة والنموذجية تكمن في ان إسرائيل لا تقيم أي وزن أو اعتبار لأي ميثاق او التزام دولي او أخلاقي. وليس في العالم كله تماثل إسرائيل، في تحللها من كل التزام، ولهذا فقد هانت على إسرائيل جميع المواثيق والمعاهدات والاعلانات والقرارات الدولية، التي قامت على أساسها إسرائيل او انظمّت إليها او أيدّتها، لذلك لابد من توجيه أعين العالم، إلى إرهاب الدولة المنظم، وأخذ الاحتلال الصهيوني نموذجاً حيّاً لهذا الإرهاب، وأخذ كافة التدابير والإجراءات القانونية بحقه. والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة؛ لماذا يواصل المجتمع الدولي صمته على كل مايقوم به الإرهاب الصهيوني ضد شعب فلسطين وشعوب المنطقة؟ وإلاّ الإرهاب الصهيوني سيبقى يتحدى صوت الضمير الإنساني.
                                   الباحث/ ســــمير عســــكر