بيان استنكار
لقد بات من الواضح تماماً أن كل التجارب الإنسانية التي خاضها أبناء شعبنا الآشوري بمختلف طوائفه مع الشعوب المحيطة به و التي تشاركه مفهوم وحدة الأرض و المصير المشترك و التعايش السلمي ضمن الوطن الواحد ، قد ذهبت أدراج الرياح من خلال الممارسات التعسفية التي مارستها تلك الشعوب عبر حكوماتها المتوالية الشرعية وغير الشرعية مما حدا بهذا الشعب أن يتحمل وِزرَ الويلات و المصاعب عبر قرون تحت ضربات التتريك و التعريب وصولا إلى ظاهرة جديدة ألا و هي ظاهرة التكريد التي مورست على الشعب الآشوري من خلال بروزها على الساحة السياسية في شمال الوطن ( العراق ) و الجزيرة السورية و ذلك من خلال استخدام ذوي النفوس الضعيفة من أبناء شعبنا ..هؤلاء القلة الأقزام الذين باعوا ضمائرهم في سوق النخاسة بأرخص الأثمان .
ففي مساء يوم الأحد الواقع في 30 ايلول قامت دورية مسلحة ــ تابعة لحزب الاتحاد( السرياني) والتي تُطلق على نفسها تسمية السوتورو و التابعة إلى فيما يسمى بالإدارة الذاتية التي أنشأها الحزب الكردي ( بيدا) في منطقة الجزيرة السورية ـــ بمداهمة منزل الناشط و الكاتب السياسي الكبير سليمان يوسف وبشكلٍ وحشي لا يمت بِصِلة إلى الأخلاق الإنسانية من خلال اقتياده بالعنف إلى مكان مجهول ، إن هذا الشكل من الاعتقال التعسفي ما هو إلا استمرار لسياسة كم الأفواه ومصادرة الحريات في الفكر والتعبير عن الرأي الآخر. و هو استمرار لنهج سابق حيث أقدمت نفس العصابات المسلحة على اغلاق المدارس السريانية في منطقة القامشلي و الحسكة بحججٍ واهية كانت الغاية منها فرض المناهج والتدريس باللغة الكردية وحينما ثار ابناء شعبنا في وجه هذه الخطوة الشوفينية من خلال التظاهر السلمي في وجه الطغاة الذين أطلقوا العيارة النارية بغية زرع الرعب في نفوس المتظاهرين ، و لكن هيهات، فلقد انتصرت الصدور العارية أمام فوهات البنادق ، مما حدا بالعصابات ورثة الذل و العار بأن يُقدموا في صبيحة يوم السبت الواقع في 22ايلول على محاولة اغتيال الأديب و الشاعر السرياني الكبير عيسى رشيد عيسى والذي يترأس لجنة إعداد المناهج في المدارس السريانية ، من قِبل شخصين اعتدا عليه بالهراوات و أدوات حادة ثم لاذا بالفرار وما زالا مجهولي الهوية ، ونقل الاستاذ عيسى رشيد على أثر ذلك إلى المستشفى لتلقي العلاج.
إن هذا الشكل في التعامل يُذكرنا بهولاكو وجنكيزخان و هتلر و كل الأنظمة الاستبدادية في منطقة الشرق الأوسط التي ثارت عليها الشعوب من أجل الحرية و الكرامة وإعادة مفهوم الوطن إلى المكانة الحقيقة له و المتمثلة بأحضان الشعب الحر .
أننا في المجلس القومي الآشوري في شيكاغو ــ ايلينوي ندين و بشدة كل هذه الخطوات التعسفية التي تنتهجها الإدارة الذاتية من خلال أدواتها المتمثلين بحزب الاتحاد( السرياني ) و نحملهم المسؤولية الكاملة على بقاء حياة الكاتب القومي الآشوري سليمان يوسف و على حياة الكاتب و الاديب الآشوري عيسى رشيد ، و إننا ندعوهم أن يبتعدوا عن هذه السلوكيات و التصرفات المشينة التي لا تمت بصلة بشعاراتهم المطروحة تحت عنوان أخوة الشعوب الديمقراطية ، من خلال المبادرة باطلاق سراح الاستاذ سليمان يوسف من معتقله المجهول دون قيد أو شرط .
الحرية لشعبنا الآشوري ..الحرية لكل معتقلي الرأي في سجون الأنظمة الاستبدادية .. عاش السلام على الأرض
امريكا في 2 تشرين الأول 2018
المجلس القومي الآشوري في شيكاغو ــ ايلينوي ــ
عنهم رئيس المجلس شيبا مندو
