المحرر موضوع: الخيال والتخيل لرسم معالم الشخصية في النص المسرحي  (زيارة 757 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل جوزيف الفارس

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 28
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الخيال والتخيل لرسم معالم الشخصية
 في
النص المسرحي
في محاضراتي النظرية لطلبة معهد الفنون الجميلة في بغداد , كنت دائما ااكد على الجانب النظري اي ( الثقافة النظرية ) لجميع الفنون الجميلة ( التشكيلية وبفروعها – والموسيقية –والمسرحية – والسمعية والمرئية ) ولهذا انني اامن واجزم بان الثقافة النظرية هي هوية المتكلم ان كانت في الصحافة او في مقابلة اذاعية او تلفزيونية , او في ندوات ثقافية .
ولهذا كنت دائما احث طلبتي على المطالعة وبمختلف المواضيع والاكتساب الثقافي من خلال هذه المطالعة , لانني كنت مؤمنا ولا زلت , بان الثقافة النظرية هي سلاح للفنان ,  وان اكتسابها لنفسه هو سلاح يعزز حضوره وهويته .
ولهذ ,ا العديد من الفنانين والذين يملكون خيالا واسعا ورؤية فيها من الابداع والجمال في تجسيدها على المسرح في اخراجهم لبعض النصوص المسرحية  يفشلون في الافصاح والتعبير عن الكيفية التي كانت السبب في هذا النجاح ,لانهم لا يستطيعون ان يشرحوا رؤيتهم ويعبروا عن الاسلوب او المدرسة التي كانت السبب لهذا النجاح  .
وانا هنا حينما ااكد على الثقافة العامة , لا اعني بهذا المخرجين فقط , بقدر مايشمل هذا الممثلين وجميع الكوادر الفنية والذين يعملون بهذا المجال , فالممثل الذي يملك من الثقافة النظرية هو ذالك الفنان الذي بامكانه ان يبدع وان يتالق بتطبيق مايملك من هذه الثقافة في حرفيته مبتدئا بدراسة شخصيته المسرحية وتشمل هذه الدراسة البحث عن الفترة الزمنية التي عاشتها هذه الشخصية وما احاط بها من الاحداث لتلك الفنرة الزمنية وتاثيرات تلك الاحداث على ردود افعالها وتاثيراتها للشخصية , وهذا يشمل المخرجين ايضا , فنحن نعلم ان كل نص يحمل من المضامين الفكرية والفلسفية وانا اقصد النصوص الجيدة والمتكاملة المقومات والعناصر التي تساعد على توصيل افكار المؤلف الى المتلقي وعن طريق الرؤية الصائبة للمخرج , فان كانت ثقافة المخرج محصورة بنطاق ضيق وبمحدودية لا تساعده على تفسير النص وتجسيد مضمونه , فكيف سينجح ويفلح في توصيل افكار ومضامين النص ؟
الطاولة المستديرة
في هذه المرحلة الاولية من مراحل البدء بالعمل في اي نص مسرحي , يجلس المعنيون من الفنانين وباشراف مباشر من قبل المخرج والكادر الاداري للعمل المسرحي , مبتدئين بالقراءة الاولية للنص المعني . ويبدأ المخرج بشرح ابعاد النص المسرحي وفكرته الاساسية , والكشف عن ابعاد شخوص النص وشرح معالمها وما تحمله كل شخصية من دور اساسي في بناء الاحداث للمشاهد المتلاحقة في النص , حيث هنا تلعب الثقافة الذاتية للمخرج في كيفية شرحه ابعاد شخوصه وشرح الفكرة الرئيسية التي يحملها النص المسرحي للممثلين وهنا من حق اي ممثل يناقش المخرج او الكاتب عن بعض الامور الغامضة والتي تحتاج الى تفسير , كل هذا يتم بعد الاتفاق الكاتب والمخرج على الصيغة النهائية للنص , وهذا ايضا يشمل الكادر الفني والاداري في هذه المناقشات وكل منهم يعتمد على امكانياته الثقافية .
فالثقافة الذاتية والخبرة والتجربة والاطلاع الواسع والاحتكاك بالاساتذة من الاكاديميين جميع هذه العوامل تؤهل المخرج بالتعامل مع مصممي الملابس والاضاءة المسرحية والديكور والمكياج وبكل متعلقات السينوغرافيا المسرحية , اضافة الى كل هذا فالمخرج المثقف تساعده ثقافته على معرفة الاحداث وتواريخها وردود افعال الكاتب وتصوراته الفكرية لهذه الاحداث .
اما تعامله مع الممثلين فيجب ان يملك لغة اكاديمية يتعامل بها مع الممثلين في كيفية شرح ابعاد الشخصيات وكشف معالمها , ومساعدة الممثلين على تفسير النقاط الغامضة في النص هنا لا تفوتني نقطة ومن الضروري ذكرها وهذا مشهد مضحك حدث امامي بين مخرج امي وبين ممثل ايضا لا يفقه شيئا عن حرفية التمثيل , وهذا المشهد مازال متعلقا في ذهني وانا اضحك مع نفسي كلما تذكرته مع نفسي واليكم مادار في هذا المشهد :
الممثل ----- اليك اشتكي ايتها النجوم وانت ايتها السماء الصافية قسوة هذه الحياة وبما فيها               من الماسي والظلم بحق الانسانية ----
المخرج ---- لا ابني لا , اني مداحس بحرارة الشخصية , اريد منك حرارة اكثر .
الممثل ---- ( يعيد الحوار ) اليك اشتكي ايتها النجوم وانت ايتها السماء الصافية قسوة هذه              الحياة وبما فيها من الماسي والظلم بحق الانسانية .
المخرج --- بعدك بارد , مداحس بحرارة الشخصية , شوف اريدك تفور وتغلي مثل الماي               المغلي حتى احس بحرارتك , واتاثر بيا , فاذا راح تبقى على هذا البرود فانت               ممثل فاشل .
استعرضت لكم هذا المشهد والذي مازلت اتذكره واغرق من الضحك على تعامل هذا المخرج الامي مع الممثل , اما الممثل الاكاديمي لا يعتمد على المخرج الا في حالات قصوى حينما يحتاجه لتفسير حالة معينة --- اذن ماهي واجبات الممثل لاتباعها من اجل ان يصل الى الهدف المنشود لانجاح حرفيته ويبدي مهارته في التمثيل ؟؟؟؟
فبعد توزيع الادوار على الممثلين من قبل المخرج وعن اقناع مابين الطرفين ( الممثل والمخرج ) يبدأ الممثل بقراءة دوره مع بقية الادوار والمشاركين اياه في المشهد او الحدث ليستخرج ماخلف السطور من المعاني المستترة والتي ينبغي على الممثل استخراجها , كأن هناك كلمة مثل كلمة صباح الخير , هذه الكلمة بحروفها وشكلها مغرية للممثل ولا سيما الممثل المبتدىء , سيقولها كما هي صورتها الحرفية هي صباح الخير ,ولكن الممثل الاكاديمي يسعى الى تجسيد الاجواء النفسية والسببية في الالقاء لمثل هذه الكلمة والتي هي صباح الخير , هل هي في اجواء مفرحة ؟ هل هي للعتاب ؟؟ هل هي في اجواء حزينة وتحمل شيئا من تون الحزن في اللفظ ؟ هذا ما يجب معرفته والتوصل بالكيفية التي يجب ان تقال لتؤدي مهامها في توضيح هذه التحية , هناك ايضا معلومات عن شخصيتك تذكرها احد هذه الشخوص عنك في حوار مثل : اسكت , ولك لو مو انت اعرج اشجان سويت ؟ اذن من خلال  هذا الحوار تستدل على انك اعرج . 
هناك ايضا دلالات ورموز يضعها المؤلف ويجب ان تؤخذ بنظر الاعتبار الا وهي احكام الوقف في الدايلوجات مثل : الفارزة , علامة الاستفهام , علامة التعجب , علامة النقطة  , هذه الدلالات لكل منها تعبيرا ووظيفة في الجملة الواحدة من خلالها تساعد الممثل في الالقاء الصحيح والتلوين من خلال الحنجرة عن معنى الاستفهام وعن معنى التعجب , اما الفارزة والنقطة فلها فوائدها في الالقاء تساعد الممثل على التنفس والوقفة القصيرة في ( الفارزة ) والوقفة الطويلة في ( النقطة ), اي في نهاية الجملة الواحدة بعد ان يكتمل معناها الصحيح .
تحليل الشخصية
هنا تلعب الثقافة الاكاديمية للممثل في اكتشاف معالم شخصيته ليستطيع ان يجسدها وفق هذا التحليل والذي يشمل ما ياتي :
اولا – البعد الطبيعي .
ثانيا—البعد النفسي
ثالثا – البعد الاجتماعي
فالبعد الطبيعي , هو ذالك البعد الذي يشمل المواصفات الجسدية للشخصية مثلا ان كان يكون  اعور , او اعرج , او اخرس , او اعضب .
البعد النفسي , وهذا البعد هو الذي يشمل الحالات النفسية والمزاجية من الكابة والحزن والفرح والانشراح والكابة والنرفزة , وكل ما يتعلق بسايكولوجية الشخصية , اي الحالات النفسية .
البعد الاجتماعي ,وهذا البعد تشمل حالات العزوبية او انه متزوج او انه فقير او انه غني او انه مثقف او انه امي لا يعرف القراءة  والكتابة .
طبعا جميع هذه الابعاد مرتبطة الواحدة بالاخرى , وتاثيرات كل منهما بالاخرى ايضا فالبعد الطبيعي له علاقة بالبعد النفسي وفي البعد الاجتماعي ايضا , اذن هذه الابعاد مرتبطة الواحدة بالاخرى , وتتفاعل تفاعلا مباشرة بحالاتها وابعادها مع الشخصية المسرحية , فاذا اتبعها الممثل يحصل على نتائج جيدة تكسبه مهارة في حرفيته وتالقا وابداعا , وهنا يتضح لنا ثقافة الممثل وتاثيرها على موهبته وحرفيته في التمثيل .
ماعلاقة الخيال بهذه الابعاد ؟؟؟؟
للخيال القدرة على خلق الصورة التي يرسلها من الذاكرة المختزنة ليجسدها على الواقع الذي يعيشه , وهو في تفس الوقت لا يمكننا ان نفصله من حياتنا الواقعية التي نعيشها لكونه عبارة عن صور حياتية تختزن من محيط البيئة التي نعيشها , وقد تاتي هذه الصور باشكال فيها من الخلق والابتكار المقنع والمتفق مع مداركنا العقلية , ولهذا ان للخيال دور في تصوير وخلق الشخصية المراد تسخيرها على المسرح وفق ابعادها الثلاثة التي ذكرناها انفا .
الفرق بين الخيال والتخيل
ان الخيال عند الانسان هي قدرته على ان يخلق الصور في خياله والتي يمكن ان نجدها في الواقع , بينما التخيل هو تخيل الانسان لاشياء قد تكون خارقة او غير واقعية وغير متفقة مع مداركنا العقلية لكونها فوق مستوى قدراتنا في الخلق والتصنيع والتي لايمكنها ان تحدث على الصعيد الواقعي , وعليه فان الخيال والتخيل هما قدرة الانسان على التفاعل مع نتائجهما والاستمتاع بنتائج هذه الصور الخيالية والمحفزة لقدرة الانسان على استحداثها وصناعتها , او ابتكارها وفق الامكانيات والطاقة التي يملكها الانسان في الخيال , لترجمتها الى واقع ملموس , وعلى المدى البعيد لماضينا كان الانسان يسبح في خيال صور يستحدثها لابتكارات خيالية من الممكن استحداثها على الصعيد الواقع المستقبلي والذي نعيشه , ومن خلال نتائج البحوث والابتكارات ونتائج احدث الوسائل التكنولوجيا الحديثة لصنع ماابتكره خيال الانسان من صناعات فاقت قدرة العقل والتي ما جائت صناعتها الا من خيال الانسان نفسه , فمثلا جميعنا كنا نشاهد افلام فيها من الخيال العلمي والتكنولوجي من امثال بساط الريح والمكناسة السحرية التي تطير في الفضاء , وهذا ما استحدثه خيال الانسان ونتائجها جائت ايجابية مع الصناعات المتطورة لاحدث الطائرات العملاقة وبانواعها المدنية والحربية , والصواريخ عابرة القارات .
اما التخيل ,هي الصورة التي تاتي من خلال تفكير الانسان بصور خارقة قد يستحيل تحقيقها على الصعيد الواقعي والمستقبلي , الا انها صورة تخيل الانسان لتخلق لديه الاستمتاع بتخيلاته الغير الواقعية والتي تاتي من خلال تخيله للخوارق الغير الواقعية .
ستانسلافسكي ورايه في الخيال المسرحي   
يقول ستانسلافسكي :( ان فعل الانسان ينطلق من الداخل والى الخارج وليس العكس ,لانه لولا النص والحوار الذي يخلقه المؤلف لما كان هناك فعل داخلي للممثل ) .
وهذا يعني لولا وجود الحوار لما كان هناك رد فعل داخلي نتيجة رد الفعل المعاكس والتي ياتي من خارج الشخصية , وعليه هنا يلعب الخيال في عملية الخلق للشخصية من خلال الكلمة السحرية التي اوجدها ستانسلافسكي من خلال مختبره المسرحي حينما قال لنسأل انفسنا كممثلين بمفتاح كلمة ( لو ) اي لو لم يكن النص المسرحي لما كان  هناك فعل داخلي , لان هذا الفعل يخرج  من الداخل وليس من الخارج وعن طريق الشخصيات في النص المسرحي ,( لو ) كنت طالبا ماذا كنت سافعل وكيف ساتصرف ؟ ( لو ) كنت مجرما فكيف كنت ساتصرف , او كيف ستتصرف الشخصية على المسرح وارسم معالمها ؟
وهنا يجب التاكيد على خيال الممثل في مثل هذه الحالات لخلق الشخصية المسرحية بافعالها وبمعالمها الطبيعية والنفسية والاجتماعية ---- عنصر الخيال يلعب دورا مهما في عملية الخلق والابتكار والتجسيد , اضافة الى خلق حالة من الواقع الخيالي والذي فيه عنصر من جمالية التعبير الذي يخلقها خيال الفنان ( المخرج ) ومن خلال رؤية ناضجة فيها من ابداع التجسيد والخلق لشخصيات النص المسرحي وتحويلها من شخصيات خيالية الى شخصيات واقعية تعيش احداث ما يعرض من على خشبة المسرح .
التذوق الموسيقي , هل يبني الخيال والاحساس ؟؟؟
جميعنا يعلم بان الموسيقى هي لغة سمعية وحسية , وفي الوقت نفسه هي هوية تعكس الاجواء البيئية والاجتماعية لموطنها , فمثلا هويتها تختلف باختلاف مناطقها فهناك موسيقى ريفية او موسيقى تحمل هوية المدينة او المناطق الجبلية او المناطق الصحراوية وكذالك يشمل الاختلاف الالات التي تجسد الالحان سمعيا , ولهذا من خلال ثقافتنا وتعرفنا على عالم الموسيقى سيتسنى اكتساب بمعرفة هويتها ونوعيتها , ان كانت موسيقى كلاسيكية او موسيقى حديثة معاصرة , والموسيقى هي عبارة عن مؤلف لمقطوعة موسيقية متالفة من جمل موسيقية متناسقة في التون والنغم , وتاتي المقطوعة الواحدة من دون احداث شرخ في ربط جملها الموسيقية وان حدث فنسميه في العرف الموسيقي ( النشاز ) .
وعليه فان في معظم المؤلفات الموسيقية والمؤثرة , تحرك الاحاسيس والمشاعر في المتلقي , وقد تنقل في الوقت نفسه خيال المؤلف الموسيقي من التخيل الفكري الى صورة جمالية لواقع جميل من خلال تاثيرات الموسيقى على تحريك المشاعر والاحاسيس لتساعد على استحظار الجو المجسد لصورة الخيال الى واقع جميل , وقد تختلف الصورة من انسان لانسان اخر وبموجب خيال كل انسان ومدى تاثراته بفعل الموسيقى لينتج عنه رد فعل لصورة جمالية كرد فعل لذالك الاحساس الذي كان السبب في خلق وتجسيد الصورة الخيالية عند المؤلف الموسيقي , انما هي بالحقيقة قد لا تتطابق مع  الصورة الواقعية للبيئة المتخيلة التي يخلقها خيال الشخص المستمع او المنصت للمقطوعة الموسيقية والمتذوق لها , لكونها صورة خيالية تاتي من ردود افعال تاثيرات المقطوعة الموسيقية عليه , وقد يكون هناك اختلاف مابين خيال المؤلف الموسيقي والمتلقي , وهذا الاختلاف مبعثه ردود افعال كل شخص وبموجب التصوير الحسي للمقطوعة الموسيقية على المتلقي .
من تجاربي   
في تجارب مختبرية  كنت اجريها على طلبة معهد الفنون الجميلة في بغداد ( قسم السمعية والمرئية ) حيث كنت اطلب من الطلبة  ان يغمضوا جفونهم , وهم في حالة الاسترخاء , وبعدها كنت ادير الة الريكورد ( المسجل )  ليستمعوا الى  قطعة موسيقية تنبعث من المسجل , وبعدها اطلب من كل طالب ان يرسم الصورة الخيالية التي استحضرتها المقطوعة الموسيقية في خيالهم , بعد ان اساعدهم على الانتقال الى مكان اخر وهم معصوبي العينين , ومن ثم اطلب منهم فتح اعينهم ومقارنة الصورة الواقعية التي هم فيها مع الصورة الخيالية التي استحضروها وعن طريق المقطوعة الموسيقية , ليتفاجئوا ومن خلال  المقارنة مابين الصورتين , الواقعية التي يعيشونها ومابين الصورة المتخيلة وعن طريق استماعهم الى المقطوعة الموسيقية ومدى تاثير هذه المقطوعة على استحضار الصورة الخيالية الغير الواقعية , ومدى تاثير الموسيقى على المتلقي في خلق صورة خيالية استحضرها وفق الاحاسيس والمشاعر التي يملكها , قد تكون صورة قبيحة او جميلة , وهذا يعود الى الفعل الذي ينبعث من المقطوعة الموسيقية على المتلقي في خلق صورة خيالية كرد فعل للمقطوعة الموسيقية  .
اذن , كما ذكرنا بان الموسيقى هي لغة سمعية تساعد الذهن على رسم صور ينتجها خيال الانسان من فعل خارجي , وقد تتأثر هذه النتائج سلبا او ايجابا .
وفي موقع المنال وبقلم الدكتور مازن المنصور كتب مايلي :
بعد دراسات دقيقة أجريت من قبل علماء النفس تبين لهم أن للموسيقى اتصالا مباشرا بالناحية الوجدانية لدى الإنسان، وأن أعصابه تتأثر تأثرا واضحا عند الاستماع إلى ألحانها المشوقة، ولذلك أنشئت مستشفيات خاصة ومراكز للعلاج بالموسيقى يعالج فيها المصابون بالامراض العصبية والعقلية. وكثيرا ما يتضح بعد أن يفحص المريض فحصاً دقيقا أن علاجه لايحتاج إلا بضعة برامج موسيقية تتناسب مع قوة أعصابه أو ضعفها، فالموسيقى للمرضى دواء وللمنهوكين شفاء، لذا يجب على المرء أن يخصص جزءاً من اوقاته لسماع الموسيقى، لما لها من مزايا وفوائد متعددة، فهي تولد في النفس رقة المشاعر وطهارة الروح، وتغرس في نفس الفرد حب التجدد والذوق السليم. كما أنها تفرج عن الإ نسان الهموم والأ حزان، وتساعده على تمضية أكثر العمر فرحا وطربا
اذن الخيال والتخيل في العمل المسرحي له مردوداته الايجابية منذ القراءة الاولية التي يبدأها الكادر المسرحي من خلال الطاولة المستديرة .
 فالطاولة المستديرة في قراءة النص المسرحي تلعب دورا في استحداث الصور الخيالية لشكل وطبيعة العمل المسرحي , وهذا يشمل الشخصيات المسرحية , او الصورة المتجسدة من على خشبة المسرح , والتي تاتي من بنات خيال تاثير خياله على ردود افعاله لتجسد رؤية مسرحية ذات نتائج ايجابية في التجسيد للمخرج في الاخراج المسرحي .
انما ومع المزيد من الاسف ان معظم الكادر من الممثلين والمشتركين في عمل ما , يفظلون البدء في الحركة على المسرح ومن غير الرجوع الى الطاولة المستديرة ومناقشة النص والاستفادة من هذه القراءات الاولية , ولما لها اثار ايجابية على خلق حالة الابداع والابتكار الذي يأتي من جراء خيال كل فنان تساعده على خلق الشخصية قبل الدخول بالمراحل الاحقة للعمل من على خشبة المسرح .
                                                                                                                                     
                                                                                                    .