السيد نيسان المحترم
هذا هو رأيك ، والذي يتطابق مع 99% من اراء العرب والعراقيين ، اني اتفهم هذا جيدا ... ولا يستطيع احد تغييره لاننا تشرّبنا بهذه المفاهيم منذ نعومة أظفارنا ... تصوّر ان احد " المسيحيين " يقول ان امريكا دخلت الى العراق من اجل النفط والقضاء على " دين العراقيين " !!!!
منذ الازل والى اليوم لم تنبري طبقة مثقفة او سياسية لتقذف بالحقيقة بأعلى صوتها وتقول " هذا خطـــــــــأنا ، والاخطاء تتعشعش في داخلنا " لمحاولة الاصلاح الحقيقي ... ولهذا السبب تأخر القوم وسيتأخرون الى ما شاء الله ... القاء الاخطاء على شمّاعات الغير عملية سهلة القول ، لكنها لا تصلح ولا تفيد ... هل تستطيع ان تعطيني فائدة واحدة ؟ ... واحدة فقط يا رجل .. الشعب لا يكل ولا يمل من تكرارها... ما الفائدة ؟ ... لكن الخطر الحقيقي من تكرارها يكمن في المضي عمقا في ارتكاب الاخطاء الداخلية دون رقيب ..
دخول امريكا الى العراق كشف معدن معظم العراقيين على حقيقته .. كشف كيف كان العراقيون قد فقدوا الكثير من مبادئهم وقيمهم تحت حكم النظام الدكتاتوري ... كشف كيف ان العراقيين كانوا قد هجروا " علمانيتهم " وأصبحوا سنة وشيعة بمفهومها المتطرف ...كيف ان الاستحواذ والسرقات المصحوبة بالقتل والاغتصاب اصبحت " مبررة شرعيا " وقد احترفها الكثير .
نعم ، دعنا نضحك على انفسنا ونقول : " كنا بألف خير ... لكن الاحتلال ...." .
من زمن المرحوم عبد الكريم قاسم ، أهدى اليسار العراقي ( الذي كان يتحكم بالشارع العراقي ) البلد الى اليمين الرجعي المتطرف بسبب اخطاءه المميتة ... لكنه ، وحفظا على ماء الوجه والتهرّب من المسؤولية، اخذ يزعق " مؤامرات الامبريالية " !!!...
اقرأ رواية " وليمة لاعشاب اليحر " للكاتب السوري حيدر حيدر .. انها ليست رواية .. بل سرد تاريخي لما حصل في العراق تحديدا وللثورات العربية التي كانت تسمي نفسها بـ " التحررية "...
ما حصل للمسيحيين والايزيديين والصابئة كان على ايدي " الرفاق المقاومون للامريكان " وهم يقودون المجاهدين المستوردين عن طريق تركيا .. ما حصل للاقليات كان بسبب الاحزاب الشيعية الايرانية ايضا ( والتي تقاوم الامريكان ايضا ) خاصة في جنوب ووسط العراق ... الطرفان يشكّلان معظم الشعب العراقي ، فـ " مرحبا بك مع ما تبقى من اخلاق الشعب العراقي العظيم بسبب الدكتاتور وأمثاله ".
امريكا لم تغزو مصر انظر ما يحصل للاقباط منذ عقود طويلة ..
نحن لا نستطيع او لا نرغب برؤية ما يجري للمسيحيين حولنا ، ربما بمشاغلنا القومية ( التي ربما جاء بها الاحتلال ايضا ) .. الرفاق السوريون هم الذين غزوا لبنان " ايام العزة القومية " وحصل ما حصل للمسيحيين هناك ...
المسيحيون والاقليات يُقتلون على ايادي المتطرفين المسلمين منذ الازل ،
وتكون هناك فترات يحسب المسيحي انه " ينعم " بالهدوء!!! ، ثم لا تلبث ان تعود المجازر بحقهم .
لكن المسيحيين الشرقيين لا يستطيعون الخروج من عباءة " الذمية " .. واجب عليهم تقديم شهادة الولاء وحسن السلوك ، حتى بالشعارات .
صدقني اني أشعر أحيانا بأن لا فائدة مما نكتب او نقول ...اشعر بأنها مضيعة للوقت لا غير ,,, لأن الشرقيين ينطبق المثل القائل : " من شبّ على شيء شاب عليه " .
هل تعتقد حقا بأن هناك مسلم واحد يقبل بما نطرحه في هذا الشأن ؟
مع خالص التحيات .