المحرر موضوع: هل ثمة امرأة تبوأت منصب المختار في منكَيش؟  (زيارة 3503 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل حنا شمعون

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 761
    • مشاهدة الملف الشخصي
هل ثمة امرأة تبوأت منصب المختار في منكَيش؟

قرى السورايي في سهل نينوى والجبال المحيطة عرفت نظاماً رئاسياً مختلفاً عن قرى السواريي في هكاري التركية، ففي الثانية  العشيرة الواحدة كانت تسكن القرية وكان لكل قرية او مجموعة قرى "مليك " معين وكان المنصب هذا وراثياً يدير شوؤن العشيرة . لم يكن للسلطة العثمانية امر ونهي على العشيرة ومليكها فكانت العشيرة شبه مستقلة ولكن هذا لم يمنع الآغوات الكردية او السلطة العثمانية من الأعتداء على هذه القرى بين حين وآخر. اما في قرى سهل نينوى والجبال المحيطة فكان الأمر مختلفاً فقد كان لكل قرية رجلاً متفقاً عليه من قبل اهل القرية  ليمثلها امام السلطة الحكومية التي كانت اولاً عثمانية ثم تحولت الى عراقية. الرجل المتفق عليه اوالمنتخب كان من وجهاء  القرية وكان يسمى المختار لدى السلطة الرسمية وذلك لأن العربية كانت اللغة الرسمية في الدوائر الحكومية اما عامة الناس فلأن لغتهم هي السورث فكانوا غالباً ما يسمون المختار "ريس".
في كل الكتب التي قرأتها عن بعض هذه القرى مثل تلكيف ، القوش، منكيش وأرادن فـأن المختارين كانوا من الذكور ولم اقرأ عن مختار ظهر في هذه القرى قبل العام 1800 م. وفي منكيش مدار بحثنا هذا لا زال المختار ذي اهمية كبيرة ويمثل دور الوسيط بين اهل القرية والسلطات الحكومية ومنهم مدير الناحية الذي اعتماده كبير على مختار القرية. والسيد حنا كلو يوسف ( جوبيو ) شغل هذا المنصب منذ تسعينات القرن الماضي ويشار له بالبنان والحكمة  في تمثيل اهل القرية التي مرت بظروف عصيبة خلال هذه الفترة.

الدكتور عبدالله  مرقس رابي في كتابه الموسوم " منكيش بين الماضي والحاضر" الصادر عام 1999 م يعترف ان المعلومات حول الرئاسة في منكيش هي ضئيلة ولم يصلنا تسلسل المختارين ولذا فهو يحسب هرمز خنجرخان اول مختار ورد ذكره وكان في غالب الظن معاصراً لحاكم العمادية اسماعيل باشا والذي ولايته كانت في النصف الأول من القرن التاسع عشر. والمعروف عن هذا الحاكم  قساوته وميله الى الرشوة و حب المال. يذكر الدكتور عبدالله في كتابه هذا ان حاكم العمادية هذا زج في السجون الكثير من رهبان دير الربان هرمز وذلك بوشاية من المطران يوحنا هرمز من آل ابونا. الغريب ان هذا المطران فيما بعد انقلب على عمه البطريك النسطوري في القوش لتختاره روما اول بطريرك تحت المسمى " بطريرك الكلدان " وكان ذلك عام  1830 م واستمرت بطريركيته لغاية 1838 م.
تسلل مختاري قرية منكَيش كما اورده الدكتور عبدالله وحسب المعلومات المتوفرة لديه كما اخبرنا في كتابه المنوه اعلاه هو كا يلي:
هرمز آل خنجرخان ،  حنكرا الأول  آل نازي ، ميخو نانو الأول آل داويذ، ميا خراكة الأول ، يوسف آل نازي، داوث آل نازي، حنا آل مقدو، ميخو بكو آل صنا، حنا ميخو آل بكو صنا، عيسى ايشو قلو، ايشو ميخو آل موكا، كلو اسحق آل تبو، منصور يونان آل نازي، توما كوركيس آل نازي، وأخيرأ حنا كلو كلكلا ( حالياً ).

الذي طرق مسمعي ومن المنقول " سبيثا " ان ثمة امرأة من آل شلي قد تبوأت منصب المختار وكان ذلك قبل مختارية حنكرا الأول  وسمعت ايضاً من آخرين ان ناقل الخبر هذا هو شمعون ( شمون ) كُكَي والذي اعرفه عن هذا الشخص الذي عاش في اوائل القرن العشرين كان له كثير من الأهتمام في تاريخ منكيش وكان يحكيه للعامة وعلى منواله كان ابن أخيه الدكتور بطرس حنا كُكَي المتوفي في شيكاغو عام 2015م الذي هو الآخر كان له اهتمام بتاريخ منكَيش وكان يريويه لنا في الجلسات العائلية والجميع كان يستمع اليه بشغف يحكي قصصه كأنه كان حاضراً في احداث سبقت زمنه بأمد بعيد.

نعود الى ما قد يكون حدث تاريخي اول من نوعه وهو تسنم  المخترة سيدة اسمها مسكو شلي والكلمة الأخيرة تعني العرجاء باللغة العربية، لنتجاوز الكلام المنقول الذي قد تشوبه بعض الشبهات لأنه غير موثق في زمانه كما ان الترويج له قد تتدخل فيه عوامل المفاخرة والأنحياز العاطفي او العشائري. فقط في هذا الصدد اود ان اذكر هنا ان احد افراد هذه العائلة واتذكره السيد هومي شلي كان متمرساً في اصلاح كسور العظام وهذا قد يوحي ان العائلة كانت مشهورة في هذه المهنة مما قد يلغي صفة العرج من مسكو لتكن من بدل ذلك خبيرة في كسورالعظام والعرج!! 
الدكتور عبدالله رابي مرة اخرى يذكر في كتابه المنوه اعلاه عن عائلة آل شلي ما يلي: "وهي من قرية (  قلاجي الأثرية ) الواقعة شرق منكيش وسميت بتسمية ( شلي ) لأن الأم الأولى لهذه العائلة كانت عرجاء وأصلها  من قرية ( كربل )."
وفيما بعد يذكر الكاتب ان كربل تقع خلف جبل منكَيش من الناحية الجنوبية حيث دشتا دشمرخ المذكورة في كتاب الرؤساء لتوما المركَي على ان فيها دير مار اوراهم وآثاره كانت باقية حتى امد قريب.

في منكَيش كان ثمة طبخة معروفة وتسمى بوشالة دبي شلي وهي في الحقيقة شوربة الرز مع الخرطمان وحديثاً يضاف اليها اللحم والكبيبات الرزية . الرز لم يكن متوفراً في منكَيش وفقط العائلات الميسورة كان بأمكانها طبخه وفي الستينات من القرن الماضي كانت غالبية الوجبات هي البرغل " كَركَر " اما الرز فلم يكن طبخه الا مرة في الأسبوع وذلك يوم الأحد بسبب عدم توفره وغلائه. بوشالة دبي شلي اشتهرت بها عائلة شلي لأن هذه العائلة كانت تملك اراضي واسعة في شرق القرية الصالحة لزراعة الرز بسبب وفرة مياه الينابيع التي منها نهر منكَيش الذي كان الى فترة اتذكرها زاخراً بالماء صيفاً وأكثر في الشتاء بحيث كان يصعب عبوره أوقات الفيضان. اما سبب امتلاك هذه العائلة لأراضي شاسعة-- كانت تصل تخوم مجلمختي او مرجومختي كما يلفظها المنكَيشيون -- في هذه المنطقة والمسماه " قلّاجي " هو لأنها منذ القدم كانت تسكن فيها وغالب الظن ان ثمة قرية صغيرة كانت قائمة في هذه المنطقة لحين اكتشاف منكَيش الحالية التي كانت غابة وحين اكتشف الصيادون كما هو منقول هيكل كنيسة ادركوا انها كانت قرية متروكة وهكذا انتقل اليها سكنة قلاجي وبقية القرى المجاورة وتم اختيار الأسم منكَيش وهناك عدة تأويلات لذلك وهذا ليس موضوع بحثنا حالياً لكن غايتي في سرد هذه الحكاية للتنويه ان عائلة شلي كانت معروفة وميسورة بسب املاكها الكثيرة. وفي السنين الأخيرة استطاعت هذه العائلة ان تسند اثنان من ابنائها ليصبحا من المعلمين الأوائل في منكَيش والمنطقة وذلك في اوائل الخمسينات من القرن الماضي ، وهما كل من المرحوم شابو هومي شلي و مرقس ايشو شلي أطال الرب في عمره.

المسألة الأخرى التي اريد تناولها في هذا الموضوع هي الفترة التي نظن ان مسكو شلي اصبحت فيها مختارة منكَيش انها كانت فترة عصيبة  تحولت فيها منكَيش من النسطورية الى الكثلكة ويخطئ من يظن ان هذا التحول جاء سلساً من غير اعتراض المؤمنين بتقليد لا تقل ممارسته عن الف سنة. وفي هذا الصدد يذكر بهنام حبابة في مقالته الموسومة " منكَيش " والمنشورة عام 1945 في مجلة النجم ان حائكا من منكَيش اسمه توما سافر الى تلكيف لشراء نول لآلة الحياكة وهناك تشاجر مع البائع بعد ان اكتشف ان الأخير قد باعه نولاً مكسوراً وهنا الجبلي النسطوري العصبي صفع البائع التلكيفي بكفه فما كان من البائع الا وان اعطاه الخد الأخرحسب وصية المسيح ، وهنا تعجب وتأثر توما وهدأت عصبيته وسأل عن مذهب البائع الذي أجاب انه كاثوليكي. وبسبب ذلك طلب توما المنكَيشي تحوله الى الكثلكة فأقيمت المراسيم المناسبة وأصبح كاثوليكياً. ويضيف حبابة انه بعد ذلك طلب مختار منكَيش في ذلك الوقت هرمز خنجرخان الزواج من ابنة توما الحائك ولكن هذا الأخير رفض بحجة اختلاف المذهب فما كان من المختار اِلا ان يتحول هو الآخر الى الكثلكة.
في غالب الظن ان تحول منكَيش الى الكثلكة لم يكن سلساً كما اسلفنا واستغرق فترة سنين وشهدت منكَيش نزاعات بين اهلها من اجل ذلك، وفي مثل هذه الحالة ليس من مانع من ان تظهر امرأة قديرة اجدر من رجال يتنازعون على المذهب فيما بينهم وما اوردناه من وجاهة وعراقة عائلة شلي كانت ضمانات لهكذا امرأة ان تتبوأ منصب المختار لحل الأشكال الحاصل.
وبعد ذلك كانت الوشاية من قبل المعارضين ومرة اخرى نقول نتيجة للصراع المذهبي ادى الى ان يصل وفد المعارضين الى العمادية ويوشون بها على انها امرأة لا تقيم وزناً للسلطة العثمانية ما اسهلها من وشاية يقبل بها حاكم العمادية وهو الظالم وهو الذي يسيل لعابه لفدية مالية تزيد ثروته وميزانية السطة العثمانية الجائرة، وكما وصلنا المنقول " سبيثا " انه امر ان يسجن ابن مسكو الوحيد واسمه كَكَو ويعذب ولا يطلق سراحه الا اذا دفعت مسكو غرامة مالية قدرها خمسة وعشرون ليرة ذهبية اضافة الى التنازل عن المخترة. لبت مسكو شروط الحاكم الظالم وذلك التعجيزي المتمثل بالغرامة المالية، فقد باعت القسم الأكبر من املاك العائلة واستدانت البعض من مختار تلكيف وبعض آخر من المتمكنين المعروفين لديها في المنطقة. هكذا اطلق سراح ابنها الوحيد وتنازلت مرغمة عن المخترة ليستلمها واحد من ابناء حنكَرا من عائلة نازي. وهنا احب ان اضيف ان نازي هي امرأة اخرى عُرِفت العشيرة بأسمها. وعودة الى الوراء قليلاً اقول ان من دلائل الأنقسام المذهبي في منكَيش هو ان مقبرة القرية كانت قسمين الشمالي منها أصبح للكاثوليك المتزايد عددهم والقسم الجنوبي هو للنساطرة المنحسرعددهم وهذا امر مؤكد كان معروفاً لدى اهل القرية من الكبار.

قد لاتكون القصة المذكورة والمنقولة صحيحة مائة بالمائة ، ولكن المنقول هو مثل رماد لنار او رميم  لفخار وللأسف ان منكيش كغالبية القرى لم تكن تعرف الكتابة والقراءة وان عرفتها فجُمها كان ضمن اطار الكنيسة وشعائرها وهكذا فان اعتمادنا هو على المنقول وما قاله الآباء وفي هذا ايضاً نحن  في الأجيال المتأخرة مُعاتَبون ومُقصِرون لأنا لم نوثق ما سمعناه ولم نعطيه الأهمية اما بسبب ضعف الشعور القومي او بسبب اللامبالاة بأهمية هكذا قصص سمعناها.
اني هنا ادعو كل من سمع هكذا حكايات ان يكتبها وينشرها قبل فوات الآوان وشخصياً انا مستعد لكل من يرغب ان انقح المكتوب ونشره بعد التمحيص والتحليل.

                                                   حنا شمعون / شيكاغو
                                                   تشرين الأول، 2018   

 


غير متصل سامي ديشو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 941
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الخال العزيز حنا شمعون المحترم

مقالة تاريخية رائعة عن بلدتنا منگيش، تحكي لنا، بناءا على تقليد الآباء حقبة زمنية  مهمة، اضافة الى ما يتعلق بالمختارية وإدارة البلدة.

بخصوص ما جاء عن مسكو شلي وتبوّئها منصب المختارية صحيح. هي من قرية كربل (لربما محور من الآرامية: كرب أيل ، أي غضب الله)، واسم زوجها يلدا لربما أصله من قرية قلاجي/منگيش وسكن بعد زواجه من مسكو في منگيش،  وانجبا ولداً واحدا باسم گگو(يلدا شلي دودو وكگو شلي على اسم جديهما يلدا وگگو). كما ان قصة گگو ابن شلي صحيحة، وانا ايضاً استقيتها من حماي الاستاذ مرقس شلي .

ان مسكو شلي أصبحت مختارا لمنگيش حتما بعد هرمز خنجرخان، ان لم يكن بينهما مختار آخر لا نعرفه. ومن ملاحظتي لشجرة عائلة شلي، فان تاريخ تبوؤ مسكو شلي المختارية  يقع بين الثلث الاول والنصف الاول من القرن التاسع عشر اي بين الأعوام ١٨٢٠ -١٨٥٠.

اما دخول الكثلكة الى منگيش، فهناك رواية اخرى مشابهة لروايتك، وهي ان: ان المختار هرمز خنجرخان أراد ان يتزوج بنتا تلكيفية  واسمها بكي واشترط أهلها عليه ان يصبح كاثوليكيا. وذكرها الدكتور رابي في كتابه عن منگيش نقلا عن احفاد  حنا شميكة ، ومنهم الاستاذ خوشو شميكة. هذا لا يعني ان الأشخاص المذكورين في هاتين الروايتين هم الذين ادخلوا الكثلكة الى منگيش. المصادر التالية: ذخيرة الأذهان وكذلك مذكرات المطران ( البطريرك) يوحنا هرمز تقول : يوحنا هرمز وابن أخيه كوريال الذي اسامه مطرانا على العمادية وقراها باسم شمعون سنة ١٧٩١ ، اضافة الى القس كوركيس يوحنا الألقوشي  والقس گيسو رابي المنگيشي وكذلك الرهبنة الدومنيكية  ورسالتها في العمادية وقراها، وذكرها ايضاً الدكتور رابي في كتابه، هؤلاء لهم اليد الطولى في دخول الكثلكة. وكما تفضّلتَ ووضحتَ، لم يكن التحول الى الكاثوليكية سهلا ، لا بل استغرق عشرات السنين.

شكرًا ثانية لهذا السفر الجليل من تاريخ بلدتنا، والى المزيد من هذه النشاطات والأخبار التاريخية لتوثيقه للأجيال القادمة. تحياتي لكم وللأقارب في شيكاغو .

سامي ديشو خنجرو - استراليا 

غير متصل MUNIR BIRO

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 112
    • مشاهدة الملف الشخصي
رابي حنا شمعون
 
دائما كتاباتك مفيدة و ذات معنى, و مقالتك هذه عن بلدة منكيش العريقة في غاية الروعة شكرا لك و الى المزيد من هذا النمط الكتابي الجميل الذي قلمنا نقرأ مثله .

أمنياتي لكم بدوام الصحة و العافية
أخيكم منير حنا بيرو   

غير متصل جان يلدا خوشابا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1834
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
اخي العزيز حنا شمعون
تحية تراثية
حقاً لقد أتحفتنا بهذا المقالة والتي أخذتنا بها الى ديار الأهل والأحبة وملتقى الاصدقاء وارض الاجداد مهما ابتعدنا ورسمت لنا  حياة القرى وتلك الأسماء الجميلة التي كنّا نتداولها في قرانا البديعة وبعض الحوادث والشواهد على أيامنا وذكرياتنا 

انا لست من منكيش ولكني  افتخر بها وبكم يا أهل منكيش وقد تعرفت على الكثير منكم وهذا شرف لي
هذه المقالة التراثية عجينة لذيذة   والاحداث التي ذكرتها  طبق حلاوة منكيشية
استمتعت جداً بمقالتك هذا واستمتعت برد الاخ العزيز سام ديشو خنجروا  والذي له ذكريات جميلة ونحن نكن له احتراماً شخصياً 
وكثيراً ما اسمع عن منكيش من الصديق المشترك لنا  والجار الطيب سامي يوسف
تحياتي لكم ولأهل منكيش
والبقية تأتي
جاني   

غير متصل حنا شمعون

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 761
    • مشاهدة الملف الشخصي
Dear Hanna,
A fascinating historical topic about our home town Mangeshi ‘Th Light of My Eyes”. It is a wonderful travel back in history based on traditions of our forefathers. We have to carry these facts for the future generations. I agree that there are many mangeshnayi who has the flair for writing. They do not know how to write or they fear that their work may  go unnoticed. I believe it is our duty to search and document such stories.

Again thank you and commend you on your writing.

Francis K. Khosho

غير متصل حنا شمعون

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 761
    • مشاهدة الملف الشخصي
عزيزنا الشماس سامي خنجرو المحترم،
 
في موضوع كهذا لا يكتمل من دون تعليق يصدر منك واضافات هي في اختصاصك كباحث ومتوغل في التاريخ الكنسي. اسمح لي ان اتناقش معك في الموضوع:

- كربل لغوياً في ظني  مثلها مثل كربلاء وفي حالة البحث عن اصل الكلمة بمعونة العم جوجل فانها من احتمالات عديدة والتي جذبت انتباهي ارض رخوة وفيها تنمو نبتة برية تسمى الحماص او الخماص ومعروفة في كربلاء. في ظني هذه الصفات تطابق ارض دشتا دشمرخ التي تقع فيها كربل. اما الأحتمال الثاني فهو من لغة أكدية او عبرية وتعني قرب الأله ن حيث ان القاف والكاف متبادلتان مثل ما نقول قرْوَنْ او كرْوَنْ وهي القافلة.

- القصة التي ذكرها الدكتور عبدالله رابي عن المختار هرمز خنجرخان قرأتها في كتابه، لكن قناعتي ان القصة التي اوردها بهنام حبابة اكثر الى الواقع.  مكتبتي تحوي كتاب "بلدة تلكيف ماضيها وحاضرها" من تأليف القس ميخائيل ججو بزي وفيها يذكر عدة عائلات هاجرت من منكَيش واستقرت في تلكيف. ولكن يبقى بعد منكَيش عن تلكيف في ذلك الزمن كبعد منكَيش عن شيكاغو في هذا الزمن اقصد هنا فترة الرحلة. فايّ حب هذا الذي وقع به مختار منكَيش وهو يكون قد رأى تلكيف مرة واحدة او مرتين او ولا مرة!!

- حسب كتاب يوسف بابانا " القوش عبر التاريخ " فان يوحنا هرمز اَسامه أخيه البطريك النسطوري  ايليا الثاني عشر اسقفاً وكان عمره ستة عشرة سنة -- بلا شك كان نسطورياً-- وبعد ذلك توفي ايليا ليخلفه ابن الأخ  ( ايشو عياب ) حسب التقليد وهكذا اصبح يوحنا ناطر الكرسي البطريكي النسطوري ( ولي العهد ) باعتباره العم ، لكن يوحنا لم يرض بكل هذا واراد ان يكون البطريرك ولذا لجأ الى روما وأصبح من دعاة المذهب الكاثوليكي وبشر به مع ابن اخيه المطران كَوريال في زاخو ومنكَيش كما ذكرت يا عزيزي سامي، والغريب الغريب ان يوحنا هرمز في هذه الفترة  لعب ما يشبه دور العميل المزدوج واضطهد الرهبان الكاثوليك في دير الربان هرمز  ووشي بهم لدى حاكم العمادية ارضاءاً لأعمامه. ومثلما اسلفنا في مقالتنا انه  في عام 1830م يوحنا هرمز اصبح بطريرك الكلدان رسمياً وأنتهت بطريركيته عام 1838م.

أخي سامي اني اشكرك ثانية  لأهتماك بمواضيع قريتنا العزيزة منكَيش وبعون الرب سوف يكون لي المزيد منها مستقبلاً. بلغ تحياتي القلبية الخاصة الى الأستاذ مرقس شلي ( ابو نادر) والى كل من يسأل عنا في سدني الجميلة.
                       حنا شمعون / شيكاغو

غير متصل سامي ديشو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 941
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الخال حنا شمعون المحترم

في البداية أشكرك على شعورك الطيب تجاهي. نعم أنا يهمّني كثيراً تاريخ بلدتي منگيش والكشف عن ماضيها السحيق. وهذه الهمّة لكشف ماضي البلدة، من أولوياتكَ وأولويات المهتمين بهذا الشأن، أمثال: الدكتور رابي والأخ فرنسيس خوشو  والفنان وردا إسحاق عيسى وغيرهم.

بالعودة الى نقاشنا حول موضوع مقالك، طرق سمعي امرأة اخرى هي مريم آل صنا،  لربّما تبوّأت منصب المختارية في فترة معينة متقاربة مع مسكو شلي. مريم آل صنا كانت تمتطي فرسها الى العمادية حيث الوالي، في أمور تخصّ بلدتها منگيش. هذا نقلاً عن المرحوم أيشو ليّا ( أيشليّا). لكن ليس لدينا معلومات عنها، وما نعرفه هو: ان المرحومة مِري ( مريم) أخت ايشليا ويوسف رئيس، وزوجة توما مرخو  ووالدة الدكتور بطرس مرخو والمرحوم أخيه مرقس، سُمّيتْ بإسم مريم (المختارة، على رواية ايشليا) الآنفة الذكر. لربما يستطيع الدكتور بطرس مرخو والاخ أنطوان الصنا ان يُسعفونا مشكورين، اذا كان لديهم أية معلومات تخص الموضوع، والأخ أنطوان من آل صنا ومن نفس فرع العائلة.

اما بالنسبة الى دخول الكثلكة في منگيش ودور المختار هرمز خنجرخان كما جاء في كتاب الدكتور رابي، أو حسب رواية الاستاذ سليم حبابة، كما وضّحتَها لنا في بطن المقال، في هذا الصدد أقول: ان الراهب القس اوسابيوس اسوملّي الذي عاش ١٠٠ سنة، من ١٨٣٤ ولغاية  ١٩٣٤ هو من عائلة  خنجرو؛ اذ يقول عن نفسه في احدى مؤلفاته: انا سابيوس ابن يونان من عائلة شابو خنجرو، لم يكن بعيدا عن فترة تحول منگيش الى الكثلكة. لقد ألّف هذا الكاهن الراهب صاحب الخط البديع، مدائح وترانيم كنسية ، خصوصا عن العذراء، اضافة لكتاب ألّفه عن تاريخ وعوائل منگيش. لكن للأسف الشديد لم يصل الى يدنا، اذ كان بحوزة شمّي (صلحا) أخت دَاوُد ملي وزوجة ايشو حيسيلو، ولا نعلم ما ذَا حلّ به وبمؤلفاته. ان المرحوم حنا شميكة كان صغيراً ويجلس في ديوان عمّه القس اوسابيوس في مطلع القرن العشرين وبعدها، هذا ما رواه لي ابنه المرحوم العم كوريال حنا شميكة اثناء زيارتي لبلدتنا سنة ٢٠٠٥ . فلا بد ان حنا شميكة اطَّلع من الاب سابيوس على تاريخ  وطريقة دخول الكثلكة الى منگيش، والدكتور رابي اعتمد على رواية أبناء حنا شميكة المستقاة من الوالد في هذا الشأن.  ومن المفارقات أيضا،؟ان الاستاذ حبابة هو الذي راجع مسودة كتاب الدكتور رابي قبل النشر، كيف لم ينتبه الى الاختلاف  في رواية دخول الكثلكة حسب رابي، وروايته كما أتتْ في مقالته في مجلة النجم الموصلية . على كل حال، يبقى الجدال مفتوحا لانها روايات.

رجوعا الى موضوع اسم كربل، ليس من المرجّح ان تكون الكلمة أكدية أو عبرية، بل آرامية سريانية، وذلك لان اغلب اسماء المواقع في المنطقة ، ان لم تكن جميعها، آرامية، وساكنيها يتكلمون السوريث، احدى اللهجات الآرامية. وفاتني ان اذكر في ردي الاول، لان الوقت كان متأخراً ليلا عن كتابتي الرد، ان كربل قد تكون أيضا، بمعنى موضع او محل او مكان الله، لان كلمة كَر في الآرامية تعني المكان او موضع الإقامة ...الخ.

كما أودّ ان أوضِّح  بان  مشكلة البطريرك يوحنا هرمز مع الرهبان، كانت املاك العائلة الأبوية، وهي عقارات الدير الأعلى ربان هرمزد  اضافة الى الرحى في بندوايا والتي كان الرهبان يشغّلونها،  ولَم تكن المشكلة عقائدية ومذهبية. علماً ان العائلة الأبوية في القوش كانت الاخيرة التي اعتنقت الكثلكة.

الاخ جاني الورد: شكراً لشعورك الطيب يا طيّب وانت الأعز، دمتَ سالماً.

تقبّلوا تحياتي ، تحياتنا الى الاقارب في شيكاغو.

سامي ديشو خنجرو - استراليا

غير متصل حنا شمعون

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 761
    • مشاهدة الملف الشخصي
الأخMUNIR BIRU   المحترم

تقيميك الأيجابي لكتاباتي هو مدعاة فخر لي لأني انا على اطلاع على تعليقاتك التي تنم عن لغة سليمة ومعلومات وافرة مع فكر ناضج. نسأل من الرب التوفيق في قول كلمة الحق.

الأخ جان يلدا خوشابا المحترم،
اطلالتك اغبطتني لأنك كنت منقطعاً لفترة من تنويرنا بأشعارك الهادفة وارجاعنا الى الزمن الجميل و"الجونقوثا". مشاعرك الحلوة تجاه منكَيش واهلها تسعد القاصي والداني من ديترويت الى سدني.
Dear Francis Khosho,
Your inspiring words keep me energetic to generate more of such topics . Likewise, I think it is very important to carry the traditions of forefathers to the coming generation, and your efforts in English writing are always profoundly appreciated.
Thank you for tale about "Babi Nazama" that you transmitted to me orally, and I hope there will be an occasion to be included in one of my futuristic topics.

الشماس الرائع سامي ديشو خنجرخان،
 اعذرني على التحوير الطفيف لتسمية عائلة اخوالي الذين لي كل الاعتزاز بهم .
سامي العزيز،  الذي اوردته في ردك كانت معلومات تستحق الثناء عليها من قبل كل منكَيشي. القس الراهب اوسابيوس يقرب الى امي وكانت دائماً تذكره بفخر وتشجعني كي اكون مثله كاهناً منوهة ان عائلة آل موكَا لم يظهر منها كاهن ، ولأجل ذلك حاولت وفشلت ولكني بصراحة تعلمت وتثفقت في خلال الثلاث السنوات التي قضيتها في المعهد الكهنوتي في بغداد. وأشكر الرب ان المسيحية الآن تجري في عروقي بسبب تلك السنين المثمرة.  الحقيقة ان الذي ذكرتَه عن كتابه حول العوائل المنكَيشية هو امر مهم وبلا شك ان الكتاب هو  كنز ثمين وعلينا ان نسأل عنه. سوف اسأل توما حيسيلو الذي هو هنا في شيكاغو كما تعلم وفي بيته قد علق صورة رابي  اوسابيوس المرفقة والتي تعود الى سنة 1935 كما هو مدون عليها.
 الحديث عن منكَيش ودور المرأة فيها هو موضوع واسع والأخ فرنسيس خوشو ذكر ما سمعه عن امه حين كان صغيرا يستمع الى دواوين النسوة وهم يحكون عن " ببي نزاما " التي بعون الرب سوف اذكر قصتها كما سمعتها من الأخ فرنسيس وأمل ان اسمع عنها المزيد من خلال اتصالاتي .

جميعأ،اخوتي وأعزائي تقبلوا مني احر التحية مع الشكر الجزيل لحضراتكم.

                                                        حنا شمعون / شيكاغو