المحرر موضوع: سقوط عشماوي بتنسيق مخابراتي بين القاهرة وحفتر  (زيارة 1089 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31433
    • مشاهدة الملف الشخصي
سقوط عشماوي بتنسيق مخابراتي بين القاهرة وحفتر
الجيش الليبي يعتقل قائد تنظيم القاعدة في شمال أفريقيا والقاهرة تطلب تسليمه.

العرب/ عنكاوا كوم
سقوط مؤلم
القاهرة - أعلنت القوات المسلحة الليبية القبض على الإرهابي المصري هشام عشماوي “أمير تنظيم القاعدة في درنة” كما اعتقلت الرجل الثاني في التنظيم، في عملية نوعية تعكس تنسيقا استخباراتيا ومعلوماتيا وثيقا بين أجهزة المخابرات المصرية والجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.

وقال مكتب الإعلام التابع للجيش الليبي في بيان، الاثنين، إن الضابط المصري السابق “ألقى القبض عليه خلال عملية نوعية شاركت فيها كافة فروع الجيش الليبي”.

وأكد أن عشماوي كانت برفقته زوجة الإرهابي عمر رفاعي سرور، التي اعترفت بمقتل زوجها على يد الجيش الليبي، عقب إطلاق عملية تحرير درنة قبل أشهر.

ونشرت قيادة الجيش الليبي صورا لعشماوي بعد إلقاء القبض عليه، أظهرت تعرضه لإصابات بالغة في الرأس، كما تضمنت متعلقاته الشخصية ومنها بطاقة هوية مصرية باسم “هشام علي عشماوي مسعد” ورتبته رائد بالمعاش في الجيش المصري.

وكشفت غرفة عمليات الكرامة في ليبيا عن محاولة عشماوي تفجير نفسه خلال القبض عليه في حي المغار في درنة، وفشله في تفجير الحزام الناسف الذي كان يرتديه بسبب عنصر المفاجأة وسرعة تنفيذ العملية من قبل قوات الجيش الليبي.

كما تمكنت القوات من القبض على أحد أخطر العناصر في تنظيم القاعدة في ليبيا وشمال أفريقيا، وهو ليبي يدعى مرعي عبدالفتاح زغبية.
وقالت المصادر إن زغبية كان برفقة هشام عشماوي، وهو من مواليد 1974 في مدينة بنغازي ومتزوج من سيدة تحمل الجنسية المغربية، وتواجد في أفغانستان خلال عام 2001 عن طريق السودان، وتواجد في معسكر تابع لتنظيم القاعدة. ويطلق على زغبية في الأوساط الجهادية اسم “كابول”، العاصمة الأفغانية التي كانت في السابق نقطة تجميع لعناصر وقيادات الجماعة الليبية المقاتلة.

وكان زغبية خلال فترة التسعينات من القرن الماضي ضمن خلية ليبية تهدف إلى تجنيد عناصر للالتحاق بالمقاتلين في العراق وأفغانستان، وتم إدراجه على قوائم الإرهاب العالمي عام 2006.

كما كان زغبية أيضا قياديا في تنظيم “أنصار الإسلام” الذي أسسه هشام عشماوي في مدينة درنة لقتال الجيش الليبي وتنفيذ عمليات في العمق المصري.

وقالت مصادر عسكرية ليبية لـ”العرب” إن العملية قامت بها وحدات من الجيش، بدعم استخباراتي مصري خلال الأيام الماضية مكنها من تحديد المكان الذي اختبأ فيه عشماوي.

وأكدت المصادر أن قوات الجيش التقطت منذ شهرين إشارات لاتصال جرى عبر جهاز اللاسلكي بين هشام عشماوي وإرهابيين ليبيين في منطقة وسط مدينة درنة، وتمكنت الأجهزة الأمنية المصرية من الوصول إلى معلومات دقيقة حول موقعه بالضبط، عبر عملاء يعملون على الأرض في درنة.

وفرضت قوات الجيش الليبي حصارا محكما على حي المغار، عقب تأكد القوات من تواجد عشماوي، وتمكنت من قطع الإمدادات عن العناصر التي كانت تقاتل إلى جانبه، ما دفعه إلى محاولة الهرب والخروج من حي المغار، لكن وحدات الجيش الليبي تتبعت تحركاته وأدى ذلك إلى إلقاء القبض عليه.

وقالت مصادر إن العملاء المصريين يعملون على الأرض في ليبيا تحت مظلة الجيش الليبي، وإن ذلك أسهم في توفير حماية لهم، كما قاد إلى استفادتهم من خبرة عناصر الجيش في معرفة تضاريس الأرض والقبائل والقوى التي تملك النفوذ في درنة وقنوات الاتصال التي من الممكن أن تكون مفيدة في عملية شاقة وطويلة لجمع المعلومات عن التنظيمات المتحكمة بالمدينة وأماكن تواجد قادتها.

وتنقل هذه المعلومات بعد الحصول عليها إلى غرفة عمليات مشتركة تقوم بتنسيق العمليات العسكرية والأمنية على الجانبين، كما تقوم بإخطار المستويات العليا للقيادة بأي خطر آني، أو عند التوصل إلى معلومات نوعية تحتاج إلى التخطيط وتنفيذ عمليات سريعة.

واستغرقت عملية اعتقال عشماوي أكثر من شهرين.

وبدأت العملية العسكرية التي نفذتها وحدات من القوات الخاصة الليبية عبر مناورة مفاجئة للعناصر المتطرفة التي تتحصن في حي المغار، واقتحام المنزل الذي يتحصن فيه عشماوي وبرفقته 5 أشخاص آخرين، بينهم مصريان، وسيدتان إحداهما زوجة المتشدد عمر رفاعي سرور، فضلا عن طفلتين.

وأكدت المصادر الليبية لـ”العرب” أن اتصالات جرت بين القيادة العامة للجيش الوطني الليبي وقيادة المخابرات الحربية المصرية، لتسليم عشماوي إلى القاهرة لكونه مطلوبا على ذمة قضايا تنظرها محاكم في مصر.

ووفقا لمصدر مصري تحدثت معه “العرب”، طالبت القاهرة قيادة الجيش الليبي تسليم عشماوي، وستجري عملية تسليمه قريبا جدا، عقب اتخاذ الجيش الليبي الإجراءات القانونية بخصوص عملية تسليم عشماوي والمصريين الآخرين اللذين كانا برفقته.

وقال العميد أحمد المسماري، المتحدث باسم الجيش الليبي لـ”العرب” إنه لم يتحدد بعد موعد تسليم عشماوي إلى مصر، وإن هناك تنسيقا كاملا بين القيادة العامة للجيش والمؤسسات الأمنية المصرية في هذا الصدد. وأكد أن القاهرة تتابع سير التحقيقات التي تجري معه في أحد المقرات العسكرية، فضلا عن العناصر الأخرى التي تم إلقاء القبض عليها معه.

وهشام عشماوي ضابط سابق في الجيش المصري انضم إليه في التسعينات من القرن الماضي ثم التحق بوحدات الصاعقة، وتم فصله من الخدمة بسبب اعتناقه للأفكار التكفيرية، وشكل تنظيم أجناد مصر الذي يحمل فكر تنظيم القاعدة.

وسافر عشماوي إلى مدينة درنة عام 2013 وتدرب في معسكرات تنظيم القاعدة، وأسس تنظيم “المرابطون” التابع للقاعدة بالتعاون مع مختار بلمختار زعيم القاعدة في شمال أفريقيا، وشارك في عمليات استهدفت مسؤولين مصريين. وبعدها أسس تنظيم “أنصار الإسلام” الذي بدأ يعمل بشكل مستقل تحت قيادته.

أحمد المسماري: لم يتحدد بعد موعد تسليم هشام عشماوي إلى مصر
وبحسب مصادر بالمخابرات والأمن في مصر فإن جماعة عشماوي كثفت حملتها لتجنيد ضباط سابقين في السنوات القليلة الماضية، وتعتبرها السلطات أكثر خطورة من المتشددين الذين ينشطون في شبه جزيرة سيناء.

وتمثل عملية إلقاء القبض على عشماوي ضربة قاصمة لتنظيم القاعدة في منطقة شمال أفريقيا، وفقدان حلقة اتصال مهمة بين الجماعات الإرهابية التي تتمركز في صحراء ليبيا وتشاد والنيجر من جهة، والعناصر المتمركزة في شمال سيناء.

وقال هشام النجار الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية إن أهمية القبض على عشماوي حيا ترجع إلى قيمة المعلومات التي يمتلكها، في ما يتعلق بتشابكات التنظيمات المسلحة في ليبيا وبقاياها وامتداداتها في مصر، وما يخص خطط تنظيم القاعدة مستقبلا، وتمركز قياداته وطرق تمويله ومعسكرات تدريب أعضائه.

وأوضح في تصريح لـ”العرب” أن عملية استهداف عمر رفاعي سرور، الرجل الثاني في تنظيم “أنصار الإسلام” بعد عشماوي، لم تحظ بهذا الحرص، ما أدى إلى تمكن الأول من تفجير نفسه وعائلته وحرم القوات المهاجمة من القبض عليه العام الماضي، وكان مفتيا شرعيا للتنظيم.

وشدد النجار على أن أهمية عشماوي تكمن بالأساس في ارتباطاته واتصالاته بأكثر من جهة، خاصة التي تمول القاعدة من تركيا وقطر، وعلاقاته مع أكثر من تنظيم خطير وناشط في ليبيا والجزائر ومالي، بما يجعله “كنزا معلوماتيا”.

ويطوي القبض على عشماوي صفحة العمليات النوعية الكبرى والمعقدة التي كان يتم تنفيذها في مصر من وقت إلى آخر، من خلال الخطط التي وضعها.

ونجحت الأجهزة الأمنية بمصر في تصفية عماد عبدالحميد، الذراع اليمنى لعشماوي، وهو ضابط آخر مفصول من القوات المسلحة، أثناء عملية جرت في منطقة الواحات (غرب القاهرة) في نوفمبر 2017، وقبلها قتل الضابط وليد بدر أثناء تنفيذه عملية محاولة اغتيال وزير الداخلية الأسبق محمد إبراهيم.

ويعني القبض على عشماوي تصفية العناصر ذات الخبرة العسكرية والميدانية داخل القاعدة، في ليبيا ومصر من الضباط السابقين وأصحاب المهارات والخبرات القتالية الاستثنائية.

وأوضح الباحث الليبي في الشؤون الاستراتيجية، فرج زيدان، أن عملية إلقاء القبض على عشماوي تؤكد قدرة الجيش الليبي على محاربة الإرهاب، وأنه يمتلك قوة كبيرة على إدارة حروب العصابات.

وِأشار لـ”العرب” من بنغازي، إلى أن مسرح العمليات في درنة له سمة تختلف عن أي مدينة ليبية أخرى، ويحاكي مسرح العمليات في أفغانستان، من حيث صعوبة التضاريس، ما دفع داعش والقاعدة إلى تركيز عملهما هناك.

وقال خالد الترجمان، رئيس مجموعة العمل الوطني بليبيا لـ”العرب” من درنة، إن قوات الجيش الليبي تتحفظ على عشماوي في مكان سري، لأنه من أخطر الإرهابيين الذين تعاونوا مع قيادات تنظيم القاعدة في شمال أفريقيا، ولعب دورا مهما في التواصل مع الجماعات المتشددة في مصر وليبيا وعلى امتداد الصحراء الكبرى في النيجر وتشاد ومالي.

وأشار الترجمان إلى مشاركة عشماوي في عمليات تجهيز وتدريب المجموعات القتالية داخل معسكرات في درنة، وإمداد تلك العناصر بالخرائط والمواقع الاستراتيجية في مصر وليبيا.

وأعلن حفتر، نهاية يونيو الماضي، تحرير مدينة درنة بالكامل من قبضة الجماعات الإرهابية، وتواصل قوات الجيش الليبي عمليات تطهير المدينة من العناصر المتطرفة المختبئة داخل الأحياء السكنية، خاصة حي المغار.