المحرر موضوع: عالم الورود  (زيارة 569 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل اولـيفر

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 546
    • مشاهدة الملف الشخصي
عالم الورود
« في: 17:22 11/10/2018 »
عالم الورود
Oliver كتبها
- إلهنا رقيق كل الرقة و الذين لهم منه مسحة فيهم من رقته القليل و الكثير.جماله مخزون في شخصه.ليس خارجه حمال .أما الذين يقتربون منه فينطبع عليهم جمالاً من جماله.جعل من ألوان الطيور أجمل لوحاته السمائية و من تغريداتها نتعلم التسبيح المقبول.وضع في أفواهها الصغيرة نغمات لا تتواري تحت المطر و لا في حر الصيف و لا في التجارب و لا حتي إذا إقترب فناءها.تظل تغرد و ألوانها تتبعها كأنما للجمال صُنعت و قُدمت لنا درساً.
- جعل الرقة مختزنة في وردة.يجعلها بيضاء و حمراء مثل حبيبي .يجعلها زرقاء كسماءه أو يجعلها كل الألوان كقوس القزح لتشير بالسلام الذى وعد به بعد الطوفان.أو حتي تكون ذات لون غامض لتثير التأملات كأنها ليلة بلا نجوم و عيناك تبحث خلف الأفق البعيد تريد أن تعرف ماذا وراء تلك السحب .كأنها وعود إلهية لم تتراءي لنا بعد و لم تتضح و لم يأت أوان معاينتها.الوردة درس عظيم مع أن عمرها قصير لكنها لا تفكر في عمرها بل دائماً ما تكون باذلة كل ما فيها لغيرها.رائحتها العطرة لغيرها لأن الورود لا تشم لنفسها.ملمسها الرقيق كخد طفل رضيع هو لغيرها و ليس لنفسها.جمالها لنا.لا تستأثر بشيء لنفسها فما أجمل عالم الورود.
- الوردة لا تتكلم لكها تقدم دروساً عظيمة في صمت و وداعة و رقة. تستطيع من نظرة خاطفة أن تفهم كل معانيها.رائحتها العطرة كأنها صوت إلهي تجتذب الناس بغير ضوضاء.تدخل أنوفهم برغبة و بغير رغبة و تغير مزاجهم ونفسياتهم, تأخذهم إلي مجال جديد يستمتعون فيه بعبير يقودهم لجمال الوجود و الحنين.رغم هذه الدروس الدسمة للوردة الرقيقة فإنها لا تقاوم إن إنتزعتها من شجرتها.إن أخذتها من عالمها إلي عالمك.ستستمر في تقديم عبيرها حتي و إن ذبلت.لن تقاومك و إن ماتت علي يديك.كأنها المسيح المستعد للموت لإسعادك.
- الوردة الصامتة تتكلم بصمتها فلا نحسب أن كل الرسائل تحتاج إلي لسان.تبقي الوردة رقيقة و إن أمسكتها أيادٍ خشنة.لا تعامل بالمثل بل تحتفظ بطبيعتها و لا تتبدل.تعامل الغرباء كالأصدقاء و لا تفرق في ما تقدمه للجميع.ألعلها آية مصنوعة غير مكتوبة لكي نحتضن الجميع مثل وردة.نقبل الجميع و لا نميز في الحب أحداً.نصبح كالمسيح الذى ليس فيه أبيض و اسود غريب أو قريب.
- أيتها الوردة الرقيقة التي تملأ عالمنا بالحب و الفرح بلقاءك.حين نأخذك من يد نشعر بكل المعاني الجميلة.ترسم البسمات و تلطف النسمات و تبدل كل الرغبات.تصنعين صلحاً في سكون.مسيحنا هو هذه الوردة الرقيقة في عالم ملئ بالأشواك.
- إجمعوا أجمل الكلمات و إصنعوا منها باقة و قدموها للجميع فالورود لا تبخل حتي بنفسها على أحد.علموا أولادكم الجمال فيحسنوا محبة المسيح منبع الجمال.إجعلوا الورود شريك محبة و هدية مريض فيتعزي و بداية حب فتسمو الأرواح.فليس لنا أن نتجاهل رقتها و نحن نتلمس كلمة مريحة و نفساً معزية و شخصية نجد فيها عبق المسيح و رائحته الزكية.
- الورود شريك لآلام المسيح .كان المسيح وردة الحياة و كانت خطايانا هي الشوك فيه.كما إرتفع المسيح علي الصليب إرتفعت الورود علي أشواكها .تركت خطاياها علي راسه و تحررت.أما لو صار الشوك تجربة فالساق المليئة بالأشواك ترفع الوردة إلي فوق و وجود الشوك يطيل عمر الوردة و لا يقصره فلا تتذمروا من الأشواك بل كونوا إكليل العالم.ترفعكم النعمة حتي بالتجارب. كلما حطت علي الورد نحلة تقضمها و تأخذ منها الرحيق تنتعش الوردة حباً. تعطيها من قلبها هدية تصل إلي قلوب الورود الأخري فتحمل النحلات رسائل حب تزيد الورود تواجداً في عالمنا.لا تشتكي الورود من لسعات النحل.لا تتنازل عن كونها وردة. حتي و إن أحاطتها الأشواك كالإكليل فلا الوردة تنازلت عن رقتها لسبب الشوك و لا الشوك صار وردة..أولاد الله كالمسيح.لا يتغيروا ليكونوا أهل العالم بل يبقوا نورا العالم  و جماله حتي لو أحاطتهم تجارب الحياة كالأشواك.فكونوا وروداً فالأرض ليس فيها جمال بعد الفساد الذى أصابها بالخطية و لم يتبق فيها جميلاً سوي محبة المسيح إذا وضحت في قلوب و وجوه و إبتسامات أولاد الله فيتألقون كالورود.