المحرر موضوع: لم يُقتل خاشقجي الى حدّ اليوم  (زيارة 1285 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سـلوان سـاكو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 454
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
لم يُقتل خاشقجي إلى حدّ اليوم
بقلم/ سلوان ساكو
لم يُحل لغز أختفاء الثائر اليساري المغربي المهدي بن بركة (تولد 1920 أختفاء 1965)، الى اليوم، مع أن كل الملابسات تُشير إلى تورط البلاط الملكي المغربي والمخابرات الفرنسية وجهاز الموساد الاسرائيلي، لما كان يشكله هذا الثائر من خطر على الرباط، حيث كان له مشروع حداثوي تطويري تقدمي أشتراكي، لا يتماشى مع سياسية الملك الحسن الثاني  في ذلك الوقت، فلم يجد مناص غير تغَيِب المهدي بن بركة والى الأبد وطمس كل معالم الجريمة التي حدثت  أمام مطعم (ليب) في شارع سان جيرمان في قلب العاصمة الفرنسية، باريس، وظلت جثته الى اليوم مجهولة المكان. الجنرال محمد أوفقير وزير الداخلية المغربي آنذاك ومعه أحمد الدليمي مدير المخابرات المغربي وآخرون رحلوا عن هذا العالم بِمَا فيهم العاهل المغربي السابق ذاته، ولكن ظلت قضية  بن بركة مُعلقة وغامضة  الى اليوم مع كل هذه التحقيقات. 
يشُكل اليوم ملف إختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول حالة من الارتباك في كل الأوساط السياسية والثقافية والدولية والإعلامية على حد سواء، من حيث ثقل هذه الشخصية الجدلية والمحورية وقُربها من العائلة الحاكمة في المملكة العربية إلى قبل عامً لا أكثر. حيث كان جمال مقرب من صُناع القرار، ورئيس تحرير جريدة مهمة تصدر في الرياض هي جريدة الوطن، والمستشار الإعلامي لمدير المخابرات السعودي تركي الفيصل، وغيرها من المناصب الإعلامية. المهم أنه قبل اكثر أسبوع دخل من باب القنصلية لغرض استخراج أوراق رسمية ولم يخرج منه، هنا شكل هذا الحدث الخطير والغير مسبوق في المعاهدات الدولية للبعثات الدبلوماسية واتفاقيات جنيف وغيرها من البرتوكولات العالمية الى تحديّ لحقوق الانسان والأعتداء في وضح النهار على رجل اعزل في بلد يتسم بالأمن، نعم الرئيس السابق صدام حسين كان يخرق كل هذا، ويلجأ لقتل معارضيه في الخارج عن طريق استدراجهم للسفارات العراقية وبعد ذلك يتمْ تصفيتهم بأبشع طرق، وكان ذراعه الأيمن في ذلك صبري البنا ( ابو نضال الفلسطيني) الإرهابي المشهور والذي هو بدوره إغتيل على يدّ جهاز المخابرات العراقي سنة 2002، ولكن ذلك زمان غير هذا الذي نحن فيه، مع أجهزة المراقبة والكاميرات والأقمار الصناعية والهواتف النقالة، كل هذا يعطي مؤشر أن عمليات الاغتيالات لم تعد تجدي نفعاً اليوم، مثلاً فشل روسيا في محاولة اغتيل الجاسوس المزدوج  سيرجي سكريبال، 66 عاما، وابنته، في وسط لندن قبل أشهر. هنا حصلت  نقلة نوعية  في نهج الأغتيالات المباشرة اذا صحت التكهنات بأنة السعودية متورطة في عملية الخطف والأغتيال، وهذا ما سوف تكشفه الأيام القليلة القادمة، معادلةٌ غير مسبوقة ورسالة مباشرة الى كل المعارضين في الداخل والخارج السعودي، مفادها إنه لا رحمة ولا هوادة مع كل من تسول له نفسه أن يتعدى الخطوط الحمراء أو حتى السوداء حتى لو كان من العائلة المالكة نفسها أو من بقية الشعب، وما تصفية وتقطيع أوصال الكاتب جمال خاشقجي غير تنبيه للكل.
الأيام القادمة حُبلة بما لا تشتهيه السفينة السعودية ربما، تركية مسرح الجريمة تريد أن تُظهر الحقيقة كما هي للعلن والمجتمع الدولي المتابع للقضية، امريكا أيضا تريد أن تعرف ماذ حصل للصحفي السعودي وفي أقرب وقت، وما دعوة الرئيس ترامب لخطيبة خاشقجي  خديجة جنكيز  للبيت الأبيض في واشنطن آلا لمعرفة المزيد من التفاصيل، ورسالة للعالم مفادها أن الولايات المتحدة ليس لديها يدّ في  مجريات الواقعة ولا تؤيد المملكة بأي شكل من الأشكال. بريطانيا أدلت بدلوها حين قالت أن معلومات استخبارية بريطانية تؤكد تورط السعودية في عملية التصفية والقتل لجمال خاشقجي. الكل يترقب الأن، والدائرة تضيق على المملكة العربية السعودية التي وضعت نفسها في رمال متحركة لا تحمد عقباها، واتسعت فوهة الحريق الذي ربَما لم تحسب له هذا كل هذا الحساب وهذا الخطر المُحدق بها، وإن نار جمال خاشقجي انتشرت في الهشيم السعودي.