المحرر موضوع: نص كلمة صفاء عبيا من شبيبة العراق، القاها في سينودس الاساقفة – روما  (زيارة 1496 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل jerjesyousif

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 125
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
نص كلمة صفاء عبيا من شبيبة العراق، القاها في سينودس الاساقفة – روما

إعلام البطريركية - 11-10-2018


نص كلمة صفاء عبيا من شبيبة العراق، القاها في سينودس الاساقفة – روما 2018 امام قداسة البابا فرنسيس والاساقفة باللغة الانكليزية وفيما يلي ترجمتها بالعربية:
قداسة الحبر الأعظم البابا فرنسيس، أصحاب النيافة والسيادة المحترمين
أصدقائي الشباب الأعزاء
تحية حب وسلام من أرض ما بين النهرين، من العراق الجريح
ان المسيحية في العراق تعود الى القرن الاول الميلادي ولطالما وقع المسيحيون على مر التاريخ ضحية للصراعات السياسية والعرقية والحروب الداخلية منها والخارجية، كونهم الفئة المسالمة والتي تدعو الى السلام والعيش المشترك.
في مشاركاتي السابقة ولمرتين، كنت أتمنى ان احضى بفرصة للتكلم والتعليق عما يدور في بلدي، حيث ان النقاشات كانت تدور عن مواضيع، لا أنكر اهميتها لكنها بعيدة عن واقعنا في العراق والشرق الاوسط … نعم علاقة الشباب بالاهل مهمة جداً، نعم موضوع مواقع التواصل الاجتماعي والجنس والمثلية مهمة، لكن التحدي الذي يواجه الشباب في بلداننا مرتبط بحق الوجود نفسه، وحق العيش الكريم.
انني بصدد التكلم عن مؤمنين وشباب ابطال يتحدون أصعب الظروف ليبقوا ثابتين في إيمانهم وشهودا لمسيحهم ولكنيستهم … وهذا واضح من عدد الشهداء الذين رووا بدمائهم أرض العراق من مؤمنين وشمامسة وكهنة وحتى أساقفة حيث وصل العدد لاكثر من 1224 شهيدا … وبفضل وسائل الاعلام والتواصل، اعتقد ان احداثا دامية كمجزرة سيدة النجاة للسريان الكاثوليك قد وصلت اخبارها لكم، مستذكرين المؤمنين الذين احتجزهم المسلحون كرهائن خلال الذبيحة الالهية، يوم الاحد، وقتلوا أكثر من ٥٠ شخصا نصفهم كان من الشباب.. بضمنهم كاهنين شباب الأب وسيم و الاب ثائر…
بالإضافة الى اغتيال الاب الشاب رغيد والمطران بولص فرج رحو في الموصل وتفجيرات كنائس عدة ولمرات عديدة واحدة منها كانت كتيستي, لن انسى وجه صديقي حينما قال نلتقي يوم الجمعة لكني لم التق به ابداً لانه احترق بنيران السيارة المفخخة …. يضاف لذلك التهديد والخطف والقتل على الهوية، تبع كل ذلك عصابات داعش الإرهابية التي حرقت ودمرت وسبت ونهبت وهجرت ملايين الناس، ومن بينهم مسيحيي مدينة الموصل وقرى سهل نينوى والتي كانت تعتبر ملاذا امنا للعديد حيث هُجر اكثر من 120,000 مسيحي في ليلة واحدة وغالباً ما يكون للشباب الحصة الأكبر بالاستهداف كونهم عصب الحياة والكنيسة لان في استهدافهم، تستهدف الكنيسة والعائلة.
بالإضافة لما سبق، فهناك الظروف العامة التي يواجهها الشباب بشكل عام:
كعدم توفر فرص العمل وجودة التعليم ومشاكل المجتمع وغياب القانون، كل هذا وضع الشباب امام حيرة وتساؤل مهم يتعلق بدور الوطن في حياتهم ودور الله ودور الكنيسة (حتى وان كان دور الكنيسة مميزاً ورائعاً في المرحلة السابقة، حيث بذلت ما في وسعها حسب الإمكانيات المتاحة) وتولدت عندهم حالة من عدم الرضا والجزع ممزوجة بالخوف من المستقبل المجهول … كل هذا انتج تراجعا في العلم والثقافة لدى الشباب وزيادة في العزوف عن الزواج ناهيك عن البطالة لذا وجدوا ضالتهم للحل أو للتخلص من الواقع المرير في الهجرة خارج الوطن باحثين عن اللجوء وكنتيجة لذلك تراجع عدد المسيحيين تقريبا من 1.5 مليون في 2003 الى 400000 فقط في الأعوام الأخيرة والعدد في تناقص مستمر ولا أحد يستطيع إيقاف مرض الهجرة حيث يكون السؤال: هل تضمن حياتي هنا؟ هل استطيع انشاء عائلة مسيحية وتامين مستقبلها؟ لذا نحن متجهون نحو مستقبل خطر، متعلق بافراغ العراق من مكون اصلي وهم المسيحييون وكل هذا قائم على الشباب اذ من غير المعقول ان البلد يخلو من سكانه الأصليين.
لذا اطلب صلاتكم واقدرها من اجل العراق بصورة عامة، ومن اجل مسيحييه بصورة خاصة، لكن نحن بحاجة لاكثر من الصلاة فقط، فعند مناقشة أمور الشباب في العالم أتمنى ان تتذكروا أن هناك شباب (ليس فقط بالعراق بل في كثير من البلدان التي يسمى المسيحيون فيها أقليات) يفتقرون لابسط مقومات الحياة، لذا يجب علينا ان نوليهم انتباها اكبر، والتفكير بطرق لدعمهم ومساعدتهم وتطويرهم ودعم كنائسهم التي تعمل جاهدة في بث روح الامل والرجاء في داخلهم، كي لا يأتي يوم، ونقول فيه ان المسيحيين كانوا في العراق، انما نقول: ان المسيحيين هم في العراق وسيبقون في العراق وفِي كل الشرق الأوسط …
ان كل ماسبق كان الجانب السلبي من حياة الشباب، لكن لابد من ذكر الجانب الإيجابي أيضا اذ ان فئة كبيرة جداً من الشباب يعيشون ايمانهم وهم شهود للمسيح وملح للأرض يخدمون بفرح وثبات في ايمانهم محبين للكنيسة، لكني أتكلم بهذا كله كي نحافظ عليهم ولا يصل الياس الى قلوبهم.
في الختام لدي رسالة لكم ايها الحبر الاعظم من شباب العراق… نتمنى يوما ما ان تزور العراق.

منقول من موقع البطريركية الكلدانية/ جرجيس يوسف/ كندا/ 12-10-2018