عنكاوا كوم تستذكر مرور عامين على تحرير بلدة قرقوش
الحكومة عاجزة عن تعويض الاهالي والمنظمات تضطلع بالدور الرئيسي للاعمار
عنكاوا كوم-سامر الياس سعيدبعد مرور اكثر من ثلاثة اعوام على سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية على مدينة الموصل وبلدات سهل نينوى التي اجتاحتها في اب (اغسطس) من عام 2014 وما خلفته تلك السيطرة من موجة نزوح كبيرة لاهالي البلدات لاسيما بلدة بغديدا والمعروفة بقضاء قرقوش الى عدد من مدن اقليم كردستان واختار القسم الاكبر الهجرة خارج الوطن حتى باشرت الحكومة العراقية اطلاق عملية عسكرية كبرى لطرد اتباع الدولة الاسلامية من المناطق التي احتلوها وذلك في 17 تشرين الاول (اكتوبر ) من عام 2016 حيث شارك في تنفيذ هذه العملية التي جرى الاعداد لها على مدى اشهر نحو 30 الف مقاتل من القوات الحكومية من الجيش والشرطة ومكافحة الارهاب ونفذت بدعم التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة وفي 22 تشرين الاول جرى تحرير بلدة بغديدا التي تبعد 28 كم عن مدينة الموصل بعد احتلالها لنحو 27 شهرا..من خلال ما عاينه التربوي غسان سالم حنا وهو يزور بلدته قبل نحو شهر قادما من احدى المدن الفرنسية التي هاجر اليها في اب (اغسطس ) من عام 2016 اكد في حديثه لموقع (عنكاوا كوم) انه كان له رجاء للعودة ثانية للبلدة لكن بعد تحريرها من قبل القوات العسكرية اصبحت المفاجاة صعبة ، إذ أن كل من عاد وقف أمام تحديات جمة بغياب الصورة الجميلة للبلدة التي تعرضت للعمليات الإنتقامية من الظلاميين بالحرق والهدم للكنائس والدور. فكان المنظر رهيباً جداً لم يعهده أحد. غير أن أبناء بغديدا تسلحوا بسلاح الإيمان والإصرار بروحهم الإيجابية للعودة من جديد لإعادة الإعمار والبناء، فحققوا صموداً لم يألفوه من قبل في حياتهم وشمروا على سواعدهم بتنظيف البلدة وشوارعها، وتطوعت خيرة الشباب على إزالة آثار داعش ورسم الوجه المشرق على جدران مدارسها وكنائسها ومحلاتها الرئيسية. وكان جنود متطوعون في الميدان يعملون على توثيق كل الدمار، فخرجوا بحصيلة توثيقية لكل ما خلفته داعش. بعدها ساهمت المنظمات في دفع الفواتير لإعمار البيوت، في حين بقيت الدولة وما زالت عاجزة عن تعويض الأضرار لحد الآن. واليوم وبعد غياب أربع سنوات عدت فوجدت البلدة تتشح بالأمل بعد أن بدأت بلدية الحمدانية بحملة تبليط الشوارع مما أعاد التفاؤل النسبي إلى الأهالي بعودة الترتيب والتنظيم وهم بإنتظار أن تتواصل الحملة لتشمل إكساء جميع الشوارع المتضررة وإصلاح الأرصفة. وإكمال مشروع المجاري. وتابع حنا من ضمن مشاهداته لبلدته التي تركها في صيف عام 2014 بانه راى دار مار بولس للخدمات الكنسية قد أضحى كخلية نحل فاعلة يعكس الجانب الحضاري للبلدة بنشاطاته المميزة وتفاعله الإيجابي مع كل الفئات العمرية والنشاطات الشبابية والمدرسية وتشجيعه لدورات التعليم المسيحي والتناول الأول ودورات اللغة الأم السريانية، فضلاً عن إحتضانه الكثير من الفعاليات الأدبية والمسرحية وشتى الفنون كالرسم والموسيقى وغيرها للمساهمة في عودة الحياة الطبيعية وبناء الإنسان من الداخل مشيرا بانه ولكونه من ابناء البلدة فقد تمنى من عدة جهات المساهمة بجعل البلدة تعيش حاضرها المميز مشيرا الى انه يتمنى .
من البلدية أن تأخذ دورها والقيام بمشاريع لتأهيل الشباب وصرف مايمكن صرفه لترتيب البلدة والعمل بجدية لزرع الشتلات والإكثار من المناطق الخضراء في جوانبها مع التمنيات الدائمية للجهات المختصة بتحسين الماء والكهرباء وتوفير الوقود وإنهاء فترة إختلاق هذه الأزمات المفتعلة منذ عهد النظام السابق. والإلتفات إلى بناء أجيال ترنو لمستقبل أفضل مواكبة مع شعوب العالم المتحضر.