بعض العادات غير المستحبّة
توارتنا الكثير من العادات والتقاليد في مجتمعاتنا ، وأخذنا نمارسها وكأنها واجب ، أو انها واحدة من الثوابت المقدسة المفروضة علينا التي لا يمكن كسرها .. وما اكثرها !!! ...
لم نفكّر يوما في غربلتها ، لنأخذ منها ما لا يزال صالحا لزماننا ، ولنبذ تلك التي أصبح من السخف استعمالها .
من تلك العادات التي اصبحت غير مستحبّة ، عادة التقبيل بين الرجال في المناسبات او الاعياد او بعض اللقاءات ..
في عراقنا الذي يشعّ محبّة وسلاما ( عين الحسود بيها عود) ، يحرص الرجال ان تكون عدد القبلات ثلاث او رباع لايصال " درجة المحبة " ، حتى لو كان القلب لا يتناغم مع القبلات ...
ومن المقزّز جدا ان نشاهد على الشاشة الصغيرة ، ويشاهد العالم اجمع ، رجال السياسة العراقيين وهم يتعانقون ويقبّلون بعضهم البعض والابتسامات العريضة وعلامات السرور بادية على محياهم !! ... واتسائل : " هل نحن في سيرك يتبارى فيه ممثلون ؟ .. أم ان سخونة اللقاء الظاهرة هي قراءة لمدى النفاق ؟ "
لماذا لا نكون صادقين مع انفسنا ؟ ... لماذا لا نحب بعضنا بعضا بقلوبنا ونكتفي بالمصافحة كما يفعل معظم المتمدنين في هذا العالم ؟ . . لماذا لا نكتفي بالمصافحة كتصرّف حضاري حتى في حالة خلافاتنا أيضا ؟
في لقاءات الرجال العائلية ، يؤدي الرجال واجب التقبيل كي لا يشك المقابل في صدق المحبة او عدم تأدية " الواجب " ... اما النساء ..أما النساء .. فإنهنّ مهمشات كالعادة ، فلا يصلهن من الرجال سوى ايماءة وفي احسن الاحوال مصافحة ، إن لم يكن هناك من " يستحرم " حتى النظر اليها !!!
لا نستطيع ان نلوم النساء وهنّ يقبّلن بعضهن البعض في المناسبات .. لان المرأة ، بحكم تكوينها ، اصدق عاطفة من الرجل ، ونادرا ما تفعلها من اجل غرض سياسي .. وان مثل هذه الامور تناسبها وتُدخل السرور الى قلوبنا .
نحن المسيحيون ايضا أخذنا من المجتمع العربي هذه العادة ..
وعندما تقرأ لـ " بعض القوميين " ، ادامهم الله ذخرا لنهضتنا نحو – الكبوة الكبرى- الذين يصرّون على ايصالنا اليها ، تجد ديباجة من الكلمات كتلك التي تعكس القبلات التي يمارسها الرجال في البرلمان وفي الوزارات ..
متي اسو