المحرر موضوع: تغطية نشاط الصالون الثقافي الكلداني في وندزر – كندا ليوم الخميس 12 نيسان 2018 والموسوم : حكايات أسير عائد من الاسر  (زيارة 1697 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل الصالون الثقافي الكلداني

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 167
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
تغطية نشاط الصالون الثقافي الكلداني في وندزر – كندا
 ليوم الخميس 12 نيسان  2018 والموسوم :
حكايات أسير عائد من الاسر 
أطلّ الصالون الثقافي الكلداني على رواده الكرام بموضوع جديد لم يطرق مثيله سابقاً دلالة على التمسك بالثقافة المعرفية التي تحلّى بها ولا يزال منذ بدء نشاطه الثقافي في أيلول عام 2014 مرة واحدة بالشهر ولحد اليوم بدون انقطاع .
إستضاف الصالون هذه المرة الأخ شليمون إيشو لتقديم خلاصة تجربته ومعاناته إثناء فترة أسره في إيران , من خلال تقديم محاضرته الموسومة " حكايات أسير عائد من الاسر " وذلك في الساعة السابعة من مساء الخميس 12 نيسان 2018 على قاعة كنيسة العائلة المقدسة الكلدانية الكاثوليكية في وندزر كندا .  ولا بد من الإشارة بأن المحاضر التزم بالحضور حسب التوقيت المثبت لموعد محاضرته بالرغم من انتقال أحد أقربائه المقربين إلى الأخدار السماوية في نفس اليوم , مما اضطر إلى مغادرة مجلس العزاء المقام على روح الفقيد الطاهرة .
إقترب عدد الحضور من الأربعين شخصاً , ومن بينهم المونسنيور المتقاعد لويس الديراني من الكنيسة الكلدانية .
رحب الأخ الدكتور صباح قيّا بالحضور الكريم , وخص منهم بالذكر ألمونسنيور الجليل , كما شكر من ساهم في رفد اللقاء بالمعجنات البيتية والمخزنية وأيضاً من أحضر الشاي والقهوة . ثم دعا المحاضر والأخ كمال زورا لإدارة الأمسية الثقافية .

إستهل مدير المحاضرة بسرد السيرة الذاتية للمحاضر حسب ما خطها المحاضر بنفسه , ومما جاء فيها :
شليمون اليشا إيشو , من قرية أرادن التابعة لمحافظة دهوك .
عام 1961 – 1962 وبسبب أحداث الشمال , هاجر مع أهل القرية إلى بغداد , حيث
أنهى دراسته الإبتدائية والمتوسطة وأعدادية التجارة .
عام 1979 : تخرج من كلية الإدارة والإقتصاد ( فرع المحاسبة ) جامعة بغداد .
قام بتدريس التعليم المسيحي  في أخويات كنيسة أم المعونة الدائمة في منطقة السعدون بغداد , والتربية المسيحية في متوسطة المسعودي للبنين ( مدرسة حكومية ) .
1/10/1979 إلتحق بالخدمة الإلزامية
22/3/1982 تم أسره من قبل القوات الإيرانية في قاطع ديزفول
24/8/1990 عاد من الاسر إلى أرض الوطن
18/10/2007 وصل إلى كندا , وطنه الجديد حالياً
عضو المجلس الخورني لكنيسة العائلة المقدسة –وندزر -  لدورتين متتاليتين , وناشط ضمن أخويتها في الوقت الحاضر .
هوايته المطالعة وخصوصاً الكتب الدينية والإجتماعية والعلاقات العامة .

بعدها بداَ الأخ المحاضر كلامه بشكر الصالون الثقافي على إتاحته الفرصة لإستعادة ذكرياته التي يعتز بها رغم قساوة الاسر .  كما شكر الحضور على حضورهم للإستماع إلى عصارة السنين التي أمضاها في معسكرات الاسر الإيرانية . وبالرغم من تحديد وقت المحاضرة بساعة واحدة فقط , إلا أن المحاضر استرسل في حديثه نصف ساعة إضافية عدا النصف الساعة الأخرى المخصصة للأستفسارات والإضافات . وقد تحمّل الصالون بعدها انتقادات البعض من رواده الأعزاء , وتقبّل ملاحظاته اللاذعة بروح رياضية عالية .

إستعرض المحاضر العديد من الاحداث التي صادفته خلال السنوات الثمانية من فترة أسره وبعض ما صرح به :
إثناء أسري , كنا حوالي 200 من المراتب بمختلف الرتب . قال لي صديق : يجب أن تغير إسمك من " شليمون اليشا ايشو " إلى " حسين علي " , وقل لهم : أنا من كربلاء واخلع رتبتك ( نائب عريف ) . قلت لصديقي : لا أغير إسمي كمسيحي , بل سأقول لهم أنا مسيحي , ولن أخلع رتبتي .

حضرنا قداس خاص لبعض الأسرى , وكان ضمن الحضور ثلاثة من رجال الدين المسلمين بعمائمهم  . كان الثلاثة جالسين رِجل على رِجل وكل ملتهي مع مسبحته , ولا يقف أي منهم إثناء قراءة الإنجيل . كان مثلث الرحمات المطران حنا زورا حاضراً وقتئذٍ . أخبرهم : إما أن تحترموا القداس أو تغادروا خارجاً ؟ وفعلاً تم خروجهم .

في السنة اللاحقة , تم تنظيم قداس في قاعة القوة الجوية الإيرانية . حدث توتر شديد بيننا وبين المسلمين الحاضرين في القاعة . وبعد القداس خرج المطران والقس والشماس .  قال واحد من التوابين المسلمين المسؤول وهو عراقي طبعاً : إبدأوا بالضرب كف يد أي راشدي , وكفخة عراقية على راس كل أسير مسيحي طبعاً . واحد من التوابين الحاقدين لم يكتفِ بضربة راشدي وكفخة يد ,  بل أخذ الحذاء وقام بضرب الاسرى بكل قوة , لحين مجيء نقيب إيراني الذي أنقذنا منهم .

جاءت مناسبة أعياد الميلاد ورأس السنة . ألقيت كلمة مؤثرة على الأسرى , وكنا حوالي 1500 أسير في كمب أو زنزانة واحدة . تأثروا بكلمات المحبة والسلام بعد أن كانوا يسمعون كل يوم عن القتل وسفك الدماء , وعن القتلى والجرحى في جبهات القتال , وكما هو موجود في الدين الإسلامي .

بعد حدوث بعض المشاكل , أخذوا إثنين من الأسرى المسيحيين إلى الإنفرادي كعقوبة . أمر الذي كان يعذب الأسرى أحد الإثنين أن يضرب الآخر بالنعال على رأسه . رفض الأول  ذلك . عندها بدأ مسؤؤل  التعذيب بالضرب على رأسيهما ضرباً مبرحاً .

تم نقلي من معسكر إلى آخر كعقوبة لي . كان السبب هو تحدثي مع الاسرى المسلمين عن الديانة المسيحية التي جوهرها محبة وسلام لجميع البشر .

منعوا بعض أصدقائي الاسرى المسلمين أن يتمشوا معي , خوفاً عليهم من تأثرهم بكلام الإنجيل . كانوا يوعزون لهم أن يتكلموا معي عن الإسلام . كان جوابهم : إن شليمون يعرف عن الإسلام أكثر منا . فقالوا لهم : لذلك نخاف عليكم أن تصبحوا مسيحيين .

لم يتمالك المحاضر نفسه خلال اللحظات الأخيرة من سرده  , فأجهش في البكاء , وقد ساهمت دموعه في إعادة الذكريات الأليمة للذين أحرقت الحرب العراقبة الإيرانية قلوبهم سواء بفقدان عزيز , أو استشهاد حبيب , أو تشوه وعوق قريب ... صدقت يا رب الكون بقولك : ألمجد لله في العلى وعلى الارض السلام  وفي الناس المسرة .

بعد أن توقف المحاضر عن الإستمرار , كانت هنالك مداخلات وإضافات من كل من : ألمونسنيور لويس الديراني , ألأخت سناء , ألأخ المرحوم عادل عبد الله القس ( كان رحمه الله من رواد الصالون المواظبين على الحضور , وذا ثقافة متنوعة ساهمت بإغناء المواضيع بأفكاره النيرة , وقد صدم الجميع بفقدانه نتيجة حادث سيارة مفاجىء, أسكنه الرب بين الابرار والصالحين ) , ألأخت أزهار , ألمصمم  سرمد دمان , ألدكتور صباح قيّا , ألأخت نادية , ألشماس كامل , والدكتور جورج متي .
إختتم الأخ كمال زورا مدير المحاضرة الأمسية بشكر المحاضر والحضور , ودعا الجميع للتواصل خلال الفترة الإجتماعية بعد أن أعلن عن المنهاج القادم .

-   موعدكم مع النشاط الثقافي لمساء الخميس  8 تشرين الثاني  2018 والموسوم " ألمثلية الجنسية  " يقدمه الدكتور يوسف حنا طليا .
 فأهلاً وسهلاً بالفكر النيّر والعقل الواعي الملتزم