المحرر موضوع: انتباه لمْ تفعلها السعودية لوحدها  (زيارة 888 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سـلوان سـاكو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 454
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
انتباه لم تفعلها السعودية لوحدها
لم تُثار قضية في الآونة الأخيرة كما أثُيرت قضية أختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي، لربما من إيام حرب الخليج الثانية واحتلال صدام حسين للكويت عام 1990. فهذا التجيش الإعلامي الغير مسبوق والكمّ الهائل من التحليلات والتقارير والصور، ولم تُسلط في أيّ وقت كما سُلِطت على الصحفي السعودي، وطبعا مُتصدر هذه الميديا الضخمة قناة الجزيرة القطرية. ولكن لنقف قليلاً ونتأمل المشهد من جانب ثاني أكثر عمقاً ويغوص داخل مصطلح بات ما يُعرف بالدولة العميقة، والذي تأسس مع توغل الحكومات ذاتها مع نمط السلطة، بغض النظر عن مُسمياتها. هو عرف متداول في جميع النُظم العربية والعالمية، وما عمليات الخطف والأبتزاز والتصفيات الجسدية غير سمة من سمات هذا النظام أو ذلك لربما للدول الأكثر ديمقراطي وتقدماً. عملية تصفية الرئيس الأمريكي  جون كينيدي في دالاس 22 نوفمبر 1963، أليسَ هذا قتل مع محو أثار الجريمة إلى اليوم، وكل ما توصل له المحققين هو تفاهات لا غير، مع إن جاكلين كينيدي زوجته كتبت رسالة بينت بها من كان وراء عملية الأغتيال، وطلبت في وصيتها أن تُفتح الرسالة بعد مماتها، ولكن في عام 1994 حين ماتت لم يجرئ أحد على فضّ الخِطاب وقراءة محتواه، لأنه يدين أشخاص مهمين في الدولة آنذاك متورطين في العملية. مصر إيام حسني مبارك فعلها مع المعارض الليبي منصور رشيد الكيخيا، وقد شغل الكيخيا منصب وزير الخارجية الليبي من عام (1972-1973)، والمندوب الليبي الدائم لدى الأمم المتحدة، وفي وقت لاحق أصبح أحد رموز المعارضة للزعيم الليبي معمر القذافي وناشط حقوقي، سنة 1993 أختطف الكيخيا من قبل ثلاثة رجال في ليموزين سوداء ذات لوحات دبلوماسية على مسافة بضعة ياردات من فندق السفير بالقاهرة حيث يقيم ولم يظهر إلى اليوم. ليبيا معمر القذافي، ألم يُغيب الإمام موسى الصدر في طرابلس عام 1978 وبات في خبر كان. تركيا التي تُطبل وتُزمر وتهرج الدنيا والصحافة على الصحفي السعودية، أليستَ هي من كان وراء أختفاء المطرانين يوحنّا إبراهيم وبولس يازجي مطرانيّ حلب في 2013 عن طريق ميليشيا سورية مدعومة منها، وهي من قام بتدبير عملية اعتقال وخطف زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله اوجلان في نيروبي في كينيا، حيث أعتقل وأرسل إلى تركيا في فبراير عام 1999. وصدام حسين ألمَّ يغدر بأبن خاله ووزير دفاعه وشقيق زوجته وأقرب المقربين منه، عدنان خير الله  طلفاح في 4 مايو عام 1989. ألمَ يغدر الرئيس العراقي السابق بصهريه الأخوين كامل بعد أن أعطاهم أمان العودة من عمان الى بغداد في 23 فبراير من عام 1996. تفجير موكب الرئيس رفيق الحريري في وسط بيروت عام 2005 والمتهمين هم أعضاء في حزب الله اللبناني، والمهزلة هنا انه تمْ تسمية  شارع في وسط العاصمة على أسم الفاعل الرئيسي في الجريمة وهو مصطفى بدر الدين. الحادث المريب لتصادم سيارة أميرة ويلزّ الأميرة ديانا مع عشيقها دودي الفايد ابن سميرة خاشقجي أخت عدنان وجمال خاشقجي، في 31 اغسطس من عام 1997 في نفق باريسي.   
العائلة المالكة في السعودية لم تفعل شيئاً من خارج أعرافها وتقاليدها فقبل تصفية خاشقجي تمت تصفية الأمير سلطان بن تركي، والذي تم اختطافه في الأول من فبراير شباط 2016، وكان برفقة 20 من أفراد حاشيته الذين يحملون جنسيات غربية، وتمْ أختطافهم برفقة الأمير على متن طائرة متجهة إلى القاهرة، إلا أنه تم تحويل مسار الطائرة ليجدوا أنفسهم في الرياض. واختفاء الأمير تركي بن بندر عام 2015، وهو ضابط شرطة سابق كانت إحدى مسؤولياته تأمين العائلة الملكية، وأختفاء الأمير سعود بن سيف النصر من نفس العام الأخير. هذا غيض من فيض في خلفيات الحكم لكواليس دول العالم دون أستثناء، كل ما هنالك في قضية خاشقجي أن ثمة تقاطع وتناحر وحرب باردة بين السعودية ودولة قطر والتي جيشت الاعلام مُمثلة بقناة الجزيرة وآلتها الجبارة التي تواكب الحدث ساعة بساعة ودقيقة بدقيقة بعيدة كل البعد عن الموقف الأخلاقي والمهني للصحافة، آيَّ تصطاد بالماء العكر، و تتشمت بالمملكة العربية والدول التي تُساندها.
هذه بعضاً من سمات الحكم للدولة الخفية، ربما نجدّ صدى لها في أدبيات وطريقة الحكم لدى السفاح جوزيف استالين مع صديق عمره ليون تروتسكي الذي قتله بفأس عام 1940، أو غيره من الحّكام على مرّ العصور.