استاذ العزيز تيري بطرس المحترم
تحية طيبة
في ظل الاوضاع الراهنة التي تعيشها قضيتنا القومية في الوطن،والتحولات الدراماتيكية في المشهد السياسي، يبدو ان هناك مساحة رمادية متسعة بين ما يمكن تسميته بالواقع الممكن والمتطلبات التي نراها ضرورية لاحداث تغيير حقيقي في المشهد القومي في الوطن، ولذلك انا اعتقد لا يبدو ان هناك اي خطة حقيقية متفق عليها من قبل احزابنا القومية حاليا او مستقبلا بما يخص خارطة الطريق للعمل القومي. فان ضعف ساحتنا القومية يشكل عائقا اساسيا امام اي عمل قومي حقيقي لتحقيق مبدا وحدة العمل، لان ارادة قوانا السياسي للاسف تبدو غير موحدة ومنسجمة مع بعضها حول تشكيل خارطة الطريق، ولكن هذا طبيعي نظرا للقيادات التي لم تستطيع ان تقدم رؤية قومية مشتركة واضحة لشعبنا. اذن وحدة العمل القومي يبدوا في تباعد مستمر وليس فيه تقارب،فهل ستقوم الاحداث التي نمر بها كقضية وشعب بالتقريب بينهما؟. ولذلك قضيتنا القومية اليوم تحتاج الى خارطة طريق تسير عليه، وتشبه هذه الخارطة مبدا التخطيط الى حد بعيد، فمن لا يخطط لكيفية الوصول الى اهدافه ويترك الامور تمضي كيفما اتفق، فانه سوف يضل طريقه وقد ينتهي الى عكس ما يبغي ويريد، وهذا الامر ينطبق علينا لاننا نرسم اهداف ا محددة فقط. وبالتالي عزيزي تيري ما يعيق مسيرتنا القومية ويبدد جهودنا ويكرس حالة التراجع المستمرة، هي طغيان ثقافة الحصاد على ثقافة العمل والانجاز..وتقبل مروري مع فائق محبتي هنري