قيصر السناطي
ما هوالدور السعودي والتركي في اختفاء جمال خاشقجي؟
في البداية الكل يعلم ان تعذيب وقتل المعارضين في الدول العربية والأسلامية هي من الأمورالأعتيادية والكثيرة في الماضي والحاضر،فجميع الأنظمة كانت تلجأ الى تصفية معارضيها من خلال فرق الأغتيالات وتلفيق التهم للحكم عليهم بالأعدام وقتلهم داخل السجون نتيجة التعذيب والتـاريخ حافل بجرائم الحكام، وهنا لا نأتي بجديد اذا قلنا هذه الطرق كانت متبعة ولا تزال ولكن النسبة انخفضت بسبب الخوف من الأعلام،وفي قضية اختفاء خاشقجي الدلائل تشير الى مقتله، ولكن الحديث يدور من المسؤول عن مقتله ، فاذا كانت الحكومة السعودية متورطة في ذلك،فأن تبعات هذه القضية سوف تتفاعل وتتأثر على نظام الحكم في السعودية بسبب القوانين المتبعة في الدول المتقدمة في اوروبا وأمريكا ، حيث اصبحت القضية رأي عام، ولكون السعودية دولة نفطية وغنية سوف تجعل اصدقائها في موقف محرج لا يحسدون عليه، فمن الجانب الأقتصادي لا احد يريد خسارة العلاقة مع السعودية ولكن من الجانب الأخر يضع اصدقاء السعودية في حرج امام الرأي العام الداخلي والخارجي،اما الدور التركي في هذه القضية فهو رئيسي لكون الأختفاء تم في داخل تركيا وفي نفس الوقت هذه فرصة لتركيا تستغلها الأن ضد السعودية بسبب عداء قطر وتركيا للسعودية، وفي نفس الوقت فهي تريد ابعاد الأنضار وعدم تسليط الأضواء على اطلاق القس الأمريكي لكي لا يقال انها خضعت للضغوط الأمريكية ومن هنا استغل اردوغان هذه الحادثة لكي يشن حملة اعلامية ضد السعودية،لكي تتحقق بعض المكاسب لتركيا منها ارضاء قطر وأبتزاز السعودية وأظهار تركيا في موقع المدافع عن حقوق الأنسان في الوقت الذي يقتل النظام في تركيا المعارضين والصحفين في تركيا ويضرب الأكراد المطالبين بالحقوق القومية،اما اذا كانت السعودية مسؤولة عن مقتل الخاشجقي فأنها سوف تكون في مواجهة حملة اعلامية شديدة وتضع ضغوط كبيرة على النظام السعودي.اما الدور الأمريكي في هذه القضية فهو في حالة حرج شديد بسبب العلاقة الأقتصادية والأمنية والستراتيجية مع السعودية، حيث الأسثمارات وصفقات الأسلحة الكبيرة بمئات المليارات من الدولارات ولكون السعودية صمام الأمان في مجال الطاقة النفطية ، لذلك فان السيناريو المتوقع يشير الى لملمة هذه القضية وتحميلها الى عناصر مارقة كما قال الرئيس ترامب وعدم تحميل الملك او ولي العهد مسؤولية اختفاء او قتل خاشقجي للأبقاء على شعرة معاوية والأبقاء على مصالح الجميع مع ارضاء الرأي العام، وفي كل الأحوال فأن هذه القضية اصبحت مهمة لتحذير الأنظمة العربية والأسلامية من استخدام هذه الطرق في تصفية معارضيها.ومهما كانت نتائج التحقيق فأنها تدل على غياب الحريات والعدالة في هذه الدول التي تبني امجادها وتأريخها على حساب دماء ومعانات شعوبها والدليل الحروب المستمرة والدكتاتورية والأستبداد، وان ما تغير اليوم هو دور وسائل الأعلام ومواقع التواصل الأجتماعي الأيجابي في كشف الاعيب الحكام في السيطرة على مقدرات الشعوب لأستمرار سلطتها والتحكم في مصيره.
والله من وراء القصد...
