المحرر موضوع: اغتيال الخاشقجي اغبى عملية اغتيال على مر العصور !  (زيارة 995 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل اوراها دنخا سياوش

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 687
    • مشاهدة الملف الشخصي
اغتيال الخاشقجي اغبى عملية اغتيال على مر العصور !
الاغتيال هي عملية تصفية جسدية ضد حاملي افكار مؤثرة، سياسية كانت ام عسكرية. وهو غير معني بفئة معينة، بكلام اخر ليس معنياً فقط بالذي يمتلك السلطة، لان معارضي السلطة بإمكانهم ايضاً اغتيال من هم في السلطة، واشهر عملية اغتيال كانت في القرن الماضي عندما تم اغتيال الرئيس الاميركي جون كندي، والتي لا يزال معرفة القائمين على هذا الاغتيال سر يكتنفه الغموض.
ان تاريخ الاغتيال يعود منذ ان اغتال قابيل هابيل، بحسب الاسطورة الدينية. وباعتقادي، وبرغم كونها اسطورة، الا انها تعكس دوافع الانسان التي تقوده الى القتل، بالإضافة الى طبيعة الانسان العدوانية، التي كان لا بد من تقويضها من خلال قوانين واحكام، وضعية كانت، اي ان الانسان قد وضعها، ام (سماوية !)، وهي القوانين التي نسبها الانسان الى الاله ناظرا الى السماء، وغموضها، مضيفاً قدسية مؤثرة على هذه القوانين، كي توثر وتكبح العدوانية في نفس الانسان.
ومع هذا، ظل الانسان يبتدع الخدع في الالتفاف على قوانينه، واستمر في قتل اخيه الانسان المخالف له في التفكير، واخذ من الاختلاف حجة للخلاف، ومن هذا الخلاف بدأت فكرة التصفية وازاحة المخالف بطرق علنية او سرية. ولم يسلم من هذه الفكرة، اي فكرة الاغتيال حتى الانبياء، وكتب التاريخ هي من تذكر ذلك، فها هو محمد قد اغتال ام قرفة، واسمها فاطمة بنت ربيعة بن بدر الفزاري، لأنها كانت تسبه فقط، حيث تم ربط رجليها بحبلين ثم ربطا الى بعيرين، وزجرهما ليركضا متعاكسين، فشقاها نصفين. وقتل عصماء بنت مروان اليهودية لأنها كانت تهجي الاسلام ومحمد في شعرها، فتم اغتيالها وهي نائمة وعلى صدرها صبي ترضعه. كذلك قتل كعب بن الاشرف، وأبا رافع، واهدر دم الكثيرين من الشعراء الذين كانوا يهجون ويسبون محمد.
ومع اختلاف الزمان والمكان ظل الاغتيال مستمراً، وصارت ترصد له اموال، وعقول تفكر بطرف مبتكرة لإبعاد الشبهة عن منفذي الاغتيال والمتآمرين، وأنشأت مؤسسات خاصة لهذا القمع، فها هي اسرائيل مثلا تمتلك شعبة خاصة للاغتيالات في جهاز مخابراتها، نفذت فيه العديد من عملياتها ضد قادة المنظمات الفلسطينية، بعضها علناً، والاخر سراً، فعلى سبيل المثال فان عملية اغتيال الشيخ ياسين كانت بعملية عسكرية معلنة، اما ابو جهاد فتم اغتياله في تونس بعملية سرية للغاية، كذلك اغتيل المبحوح في دبي بسرية وبحرفية عالية، وبخطة محكمة للغاية، وهكذا كان مع عماد مغنية  الذي اغتيل بعبوة ناسفة مركبة في راس مقعد السيارة وفي دمشق نفسها.
 وكان الحريري قبلها قد اغتيل بتفجير مروع في بيروت، اغتيال فيه بصمة حزب الله، الذي لا تزال التحقيقات جارية برغم الزعم من انتهائها، ومعرفة منفذيها والمتآمرين معاً.
اما الاخوان المسلمون فكانوا قد اغتالوا السادات، امام انظار العالم ليقولوا لهم اننا نحن من نفذنا العملية، واننا قادمون، والويل لمن يحيد عن الارث الاسلامي، وان حل جميع معضلات مصر والمصرين هي بالفكر الاسلامي الذي نحمله. فكان كما شاءوا ولو لفترة قصيرة، عندما صحت مصر والمصرين على هول المصيبة التي حلت بهذا البلد، فانتفض العسكر بقيادة السيسي وازاحوا الشياطين الـ(بيض !) عن الحكم واعادوا مصر على السكة الصحيحة.
ومع الاختلاف الفكري برز الخاشقجي كمخالف للسلطات السعودية، في راي هذه السلطة، التي لا ترى في الاختلاف الا خلاف لها عموماً، وخلاف شخصي مع رموز السلطة خصوصاً، فيتقرر في دهاليز مخابرات آل سعود تصفية الخاشقجي الذي كان احد رجالاتهم ومجاهديهم في افغانستان. فتمت التعبئة، وتسمية من سينفذ العملية واعدادهم ومكانها، فوقع الاختيار على استنبول مكاناً للاغتيال، وبالذات في القنصلية السعودية. ومن تابع خبر الاغتيال وتفاصيل العملية سيجد الكثير من الغباء في تنفيذ هذه العملية، حيث نفذت العملية وكأن عيون المراقبة غير موجودة، علما بان كل شبر في استنبول هو مراقب بكاميرات للمراقبة، فمن اللامعقول ان لا تكون هنالك كاميرات مراقبة على القنصلية السعودية او اي قنصلية اخرى، هذا ان لم تزرع كاميرات داخل القنصلية ايضاً. ثم عمليه التمويه الاكثر غباءً حيث جرى الباس احد منفذي العملية ملابس خاشقجي، مع نظارة ولحية مستعارة، وكأن المخابرات التركية غبية الى الدرجة التي لا تستطيع التميز بين خاشقجي والبديل. اما التصريحات المتناقضة للمسؤولين السعوديين، ابتداءً من القنصل السعودي وباقي رموز السلطة فباعتقادي هي تصريحات لا تعبر عن عقول مكتملة، لما فيها من كلام غير منطقي وغير معقول البتة، تصريحات تحاول الاستخفاف بعقول الناس. فالجميع يعلم ان هكذا امر لا بد ان يكون صادر من جهة عليا في المملكة، خصوصاً ان عملية نقل منفذي العملية كانت على طائرات خاصة، والطائرات الخاصة تابعة للسلطة.
ان طريقة تنفيذ هذا الاغتيال فيه توضيح لأسلوب تفكير المخابرات السعودية التي من المفروض، وفي حجم الامكانيات الاقتصادية الكبيرة ان تكون بمستوى هذه الامكانيات، اي ان تمتاز بذكاء متميز، لكن يبدو ان الغباء فطري عند هذه المؤسسة الامنية. هذا الغباء وضع من يدير المملكة في مأزق فاضح، فدائرة الاتهام تحيط بهم من جهة، ومهما قالوا ومهما صرحوا تظل تصريحاتهم في مهب الريح، فالجميع يعلم انها محاولة ترقيع فقط، وهذه الرقع واضحة العيان، ودائرة الاتهام سوف لا تفارقهم ولأمد طويل، والدليل عيون ووجه نجل خاشقجي اثناء مقابلة الملك وولي العهد له.
ببساطة انها اغبى عملية اغتيال على مر العصور ! 

غير متصل شوكت توســـا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2231
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاستاذ أوراها سياوش المحترم
تحيه طيبه
نعم استاذنا الطيب اوراها, لا غرابة في إطلاق صفة الغباء على الذين يلصقون مؤخراتهم على كراسي الحكم بمسامير ومطرقات أقوى من قدرات عقولهم المعطلّه وأدرى في كيفية ترويضها وتوريطها وهي صاغره لا تميز بين الهضبة والوادي  وبين  الاسود وألأبيض .
  بخصوص حديث اغتيال الخاشجقجي وابن سلمان  والغباء, ذلك  يذكرنا, وجنابكم سيد العارفين بحادثة توريط القائد الفذ في غزو الكويت لاعادة الفرع الى الاصل , لا بل  هنالك ما يثيرالمواجع ويقض المضاجع حين التحدث عن مسلسل توريطه في حربه مع ايران التي احرقت الاخضر واليابس في كلا البلدين النفطييّن,اخي اوراها ,هل من غباء اشد من ذاك الذي أغرق َ قادة اغنى بلدين  في حرب ضروس  وحقيره دامت ثمان سنوات ؟
عزيزي أوراها ,اميركا المتسلطه دوليا حاليا, لم تتسلط سياسيا وعسكريا واقتصاديانتيجة التزامها الأخلاقي  والانساني  تجاه حقوق الشعوب المظطهده والمظلومه في قارتنا وبقية قارات الشعوب الناميه , إنما في استغلال معاناتها ومصائبها التي افرزتها وعززتها كراسي العملاء العلنيين والسريين , هذاجانب ولو ذهبنا الى جانب  تقييس  وتقييم  مدى ذكاء اوليائنا السياسيين الحاليين, فإننا كعادتنا  سننبهر ونتعجب من كيفية توريط الامريكان للسيد مسعود برزاني في اجراء الاستفتاء الذي كان سببا في تحريك قوات بغداد الى كركوك الاقداس كما كان يسميها ساسة الاحزاب الكرديه,, هذه اللقطه بعينها تذكّرنا بما حصل في العام  1975  حين عقدت معاهدة الجزائر التي  أجبرت المرحوم ملا مصطفى  على الهرب الى اميركا و انهيار 120 الف  مسلح كردي  سلموا انفسهم  واسلحتهم لقوات حكومة بغداد ..
العتب كل العتب إذن اخي اوراها موجه لكل عاقل سوي و دارك ناضج اذ عليه عندما يكون في سدة القياده , ان لا تغره ظاهرة بروز انياب الاسد,(( لو رايت انياب الليث بارزة لا يغرنك ان الليث مبتسم)).
شكرا لكم
وتقبلوا خالص تحياتي

غير متصل اوراها دنخا سياوش

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 687
    • مشاهدة الملف الشخصي
استاذنا الكبير شوكت توسا المحترم
شلاما
السياسة كما صرت افهمها هي مكوك الحياة، هذه المكوكية عندما تصبح غبية لا بد ان تحدث كارثة، وهذا بالضبط ما حصل لعراقنا، ومع سياسيينا ومع اول انقلاب صفق ورقص له العراقيين، ابتداءً بالـ 14 من تموز مرورا بشباط ولحد نيسان عندما اسقط الاميركان كافة ثوراتنا ومرغوها بالوحل.
ان السياسة الغبية كانت السبب الرئيس في تشريد وهجرة الملايين من العراقين عموما وقرب انتهاء التواجد لابناء شعبنا الكلدوآشوري السرياني في عقر داره. فمن الحرب العراقية الايرانية مرورا بحرب الكويت والى حرب الخليج التي سقط نظام البعث فيها كانت السياسة الغبية هي احد اسبابها كما ذكرت حضرتك استاذنا الفاضل. فسياسة العشيرة الحاكمة بالرغم من عدم اعلانها، وبالرغم من اعتقاد العراقيين ان صدام كان يحارب نظام العشائر الا انه دعمها بتصرفاته، وبالامتيازات التي حققتها عشائر تكريت في حينها، لقد اعطى قوة الى هذه العشائر من خلال جبروته، وسياسته الغبية تجاه شعبه.
ساعطيك مثلا استاذنا العزيز: كنت اعمل موظفاً في احدى دوائر الدولة، وكان هنالك مراجع متمكن ياتي بسيارة مرسيدس (ام الشوارب !) كما كان يصفها العراقيون، عليها لوحة او رقم واسم محافظة تكريت. جميع من في الدائرة كانوا يهابون هذا المراجع ويلبون طلباته. الى ان تم وبالصدفة معرفة انه ليس من اهالي تكريت، لكنه يتقصد في شراء سيارات عليها لوحة محافظة تكريت ليستطيع اتمام معاملاته باسرع ما يكون. الحقيقة كان عملا ذكياً في ما يتعلق مصالحه لكن، عندما يتعلق الامر بالسياسة الداخلية للبلد، فانها تعبر عن العشائرية الفردية المسيطرة على نفسية الشعب العراقي، والتي فيها تخريب ما بعده تخريب للعراق.
اما الان فاختلطت السياسة الغبية بالديمقراطية، وهذا كما يقول العراقيون "فتك" آخر.
الحديث يطول في موضوع الغباء السياسي وقد يتشعب الى امور كثيرة تتطلب كتاباً لا رداً متواضعاً كهذا.
تقبل فائق شكري وتحياتي لاضافتك الرائعة