المحرر موضوع: واشنطن بوست”: لماذا أخاف جمال خاشقجي محمد بن سلمان؟  (زيارة 1215 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31327
    • مشاهدة الملف الشخصي
واشنطن بوست”: لماذا أخاف جمال خاشقجي محمد بن سلمان؟

لندن- “القدس العربي”:

تساءل ديفيد إغناطيوس في صحيفة “واشنطن بوست” عما يثير خوف ولي العهد السعودي محمد بن سلمان من الصحافي السعودي جمال خاشقجي لدرجة أدت به إصدار أوامر في الصيف لإحضاره إلى السعودية؟ مجيبا أن السؤال سيظل حاضرا حتى بعدما تنتهي التحقيقات التركية وإدانة المتورطين. ولماذا كان يجب إسكات الصحافي وما هو التهديد الذي كان يمثله؟

ويجيب إغناطيوس “حدسي هو أنهم نظروا لخاشقجي كرجل خطير لسبب بسيط وهو أنه شخص لا يمكن استفزازه أو التحكم به. فقد كان عقلا لا يمكن ممارسة الرقابة عليه، ولم يلتزم بالخطوط الحمر في المملكة، وكان صحافيا ملحاحا ومتحديا”. وقال إغناطيوس “لو أردت تخيل ما كان خاشقجي يكافح من أجله راقب الفيديو البارع الذي غطى مؤتمر مبادرة استثمار المستقبل في الرياض هذا الأسبوع، فقد كان الجمهور مأسورا، إذا جاز التعبير: فقد حصل (م ب س) كما يعرف على تصفيق صاخب وطويل يوم الأربعاء عندما شجب عملية قتل خاشقجي ووعد بالتعاون مع تركيا“. وأشار إغناطيوس إلى تقرير يفيض عاطفية في صحيفة “عرب نيوز” في الرياض والذي مدح فيه سياسة (م ب س) للحداثة والتي “تعيد الشرق الأوسط لتاريخها المجيد”. واقتبس التقرير كلام ولي العهد: “أؤمن بأوروبا جديدة في الشرق الأوسط”. ويعلق إغناطيوس “من لا يحب رؤية (م ب س) لعالم عربي حديث مثل أوروبا في سلام مع جيرانه بمن فيهم إسرائيل؟ ولكن ولي العهد يبدو غير فاهم أن أوروبا موحدة وتنعم بالسلام كانت ممكنة لأن لديها ثقافة مشتركة للحرية والتسامح. ولم يقتل الصحافيون المشاكسون في أوروبا ولم يأمر قادتها بترحيل قسري للمعارضين كما فعل (م ب س) مع خاشقجي في تموز (يوليو) حسب مسؤول أمريكي. وهناك مخاوف من أنه سينظر لخاشقجي كمخلوق غربي وليس صوتا سعوديا أصيلا. ويؤكد الكاتب أن هذه النظرة مخطئة بالكامل لأن خاشقجي كان جزءا من التقاليد الصحافية العربية بتاريخ طويل وشجاع. وهو آخر الشهداء العرب من أجل حرية التعبير ولم يكن الأول “وقد قابلت الكثير من الأبطال الذين يشبهونه وعلى مدى الـ 40 عاما الماضية ممن شاركوا خاشقجي الرؤية”.

وأشار إلى الصحافي الفلسطيني الذي يقول “ربما لم تكونوا سمعتم به” وهو توفيق مشلاوي “الذي كان زميلي في بيروت في بداية الثمانينيات من القرن الماضي.

وكان يقوم كل صباح بجمع المعلومات عن المنطقة ويقدم لها تلخيصا غير متحيز في “ميدل إيست ريبورتر”. وكان حلمه كما قال لي مرة هو أن ينشيء خدمة إخبارية بمعايير “أسوشيتدبرس” ور”ويترز”. ومات مشلاوي عام 2002 ولكنه درّب جيلا من المراسلين، بمن فيهم مراسلة “واشنطن بوست” الحربية نورا بستاني التي تدرس الصحافة الآن في الجامعة الأمريكية في بيروت”.

وقال الكاتب إن الصحافيين اللبنانيين خاطروا بحياتهم لمواجهة سوريا التي احتلت بلدهم لجيل كامل. فقد اغتيل سمير قصير، المعلق الذي لا يعرف الخوف لصحيفة النهار في حزيران (يونيو) 2005، أما مي شدياق، فمقدمة البرامج التلفزيونية فقد  شوهتها قنبلة مفخخة في سيارة في إيلول (سبتمبر) 2005 ولا تزال حملتها من أجل حرية الصحافة. واغتيل جبران تويني، محرر النهار في كانون الأول (ديسمبر) 2005 . وشارك الكاتب في احتفال اقيم بذكراه بعد عام  واستشهد بكلمات كتبها والده وهو غسان تويني قبل شهر من مقتل ابنه “بالنسبة لنا الصحافة الحقيقية هي الديمقراطية والحرية وهي المنبر الذي يمكن للرأي العام التعبير عن نفسه وهي أداة فعالة للتغيير”. وقال إن الصحافيين الأتراك قاتلوا من أجل الحلم نفسه مثل تشان داندار، المحرر السابق لصحيفة “جمهوريت” والذي اتهم عام 2015 بعد نشره تقريرا قال فيه أن تركيا قدمت أسلحة للجهاديين. وفر إلى ألمانيا. ويعلق إغناطيوس أنه من الغرابة أن يقدم رجب طيب اردوغان نفسه كمدافع عن الصحافة وجمال خاشقجي مع أن حكومته سجنت أكبر عدد من الصحافيين في العالم. والحنين لدى السعوديين للنقاش مشترك فقد تم عزل حسين شبشكي من صحيفة عكاظ عام 2003  بعدما كتب عمودا حلم فيه بسعودية حديثة تستطيع ابنته فيها قيادة السيارة وتنشر الميزانية وينتخب الحكام. ويختم إغناطيوس مقالته بالقول: “من يريدون سعودية حديثة ومزدهرة عليهم البناء على إرث خاشقجي. فبلد لا يمكنه التسامح مع النقد لن يكون كما ورد في شعار لمؤتمر هذا الأسبوع في الرياض “خطة طريق للمستقبل والحضارة” وربما كانت هدية خاشقجي في مماته، فرصة للحداثيين السعوديين لأن يبدأوا من جديد بدون “مسح جوخ” للمستبدين”.