المحرر موضوع: “نيويورك تايمز”: بعد مقتل خاشقجي عادت السعودية لدبلوماسية الشيكات ومكافأة الموالين لها  (زيارة 1146 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31484
    • مشاهدة الملف الشخصي
“نيويورك تايمز”: بعد مقتل خاشقجي عادت السعودية لدبلوماسية الشيكات ومكافأة الموالين لها

لندن-“القدس العربي”:

هل بهذه الطرق تحصل السعودية على أصدقاء؟ يتساءل البرفسور محمد بازي، أستاذ الصحافة بجامعة نيويورك. ويقول في مقال نشره بصحيفة “نيويورك تايمز” إن السعودية في أعقاب جريمة مقتل جمال خاشقجي عادت للأساليب القديمة ولوحت بالثروة النفطية لشراء الولاء. وكتب قائلا إن رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان ترأس في 23 تشرين الأول (اكتوبر) جلسة في المؤتمر الاقتصادي الذي قاطعه معظم قادة المال والسياسة في الغرب. وانعقد المؤتمر الهادف لجلب الاستثمار الغربي بعد أيام من اعترف السعودية بمقتل الصحافي الناقد لسياساتها في القنصلية السعودية في اسطنبول. وعندما زار خان السعودية في أيلول (سبتمبر) بحثا عن الدعم السعودي عاد إلى إسلام أباد خاوي الوفاض. وفي الأسبوع الماضي وعندما زاد الغضب الدولي على قتل خاشقجي وبدأ المشاركون في مؤتمره ينسحبون الواحد تلو الآخر، اتصل محمد بن سلمان بعمران خان وطلب منه حضور المؤتمر.

ووافق خان وعاد إلى بلاده بـ 6 مليارات دولار.  ويعلق بازي إنه ومنذ وصول الأمير محمد إلى السلطة اتبع السعوديين سياسة قاسية تقوم على عسكرة السياسة الخارجية ولكنهم عادوا إلى أساليبهم القديمة والتي شحذوها على مدى عقود وهي التلويح بالثروة النفطية للعالم العربي وما بعده، مقابل الولاء.
وجاء في مقالة بازي إنه وسط الغضب الدولي على مقتل خاشقجي ضغط السعوديون على الدولة الصديقة لهم والتي تعتمد عليهم لدعمهم في الأزمة الحالية. وعبرت الدول الخليجية الصديقة لها مثل الإمارات العربية المتحدة والبحرين بالإضافة لتلك التي تعتمد عليهم مثل مصر والأردن والسلطة الوطنية والحكومة اليمنية التي أطيح بها عن وقوفها إلى جانب الرياض.  وعبرت الخارجية السعودية عن موقفها المثمن لـ “الموقف الحكيم للدول” التي انتظرت التحقيق والأدلة وتجنبت التكهنات والمزاعم التي لا أساس لها. وكان الملك سلمان وولي عهده واضحين بأنهما لن ينسيا الاصدقاء الذين وقفوا معهم في حالة انجلى الغبار وسيعاقبون الأعداء. وبالإضافة لعودة الرياض
إلى دبلوماسية الشيكات فهي تسيطر على إمبراطورية إعلامية كبيرة تقوم من خلالها التأكيد على سياستها الخارجية وتهاجم عبرها نقادها. ويمول قادة السعودية لتمويل الحملات ضد المنافسين لها في العالم الإسلامي من القادة السياسيين والذين يرفضون طاعة السياسة السعودية وينفقون ملايين الدولارات على جماعات اللوبي في الدول الغربية ويدعمون مراكز البحث المهمة والجامعات التي تساعد على تشكيل صورة بلادهم في الغرب.  ولم تمارس القيادة السعودية ورقة الشيكات الدبلوماسية وهددت بسحب العقود التجارية مع العالمين العربي والإسلامي فقط بل ومع الدول الغربية مثل ألمانيا وكندا حيث انتقمت من الأخيرة لانتقادها سجل حقوق الإنسان
في السعودية. ومن الدول العربية التي لم تعبر بشكل صريح عن مواقف واضحة وداعمة من قضية خاشقجي ظلت صامته وهو ما يعلم خوفها من إغضاب حكام السعودية. ولعبتها دول أخرى بطريقة حذرة مثل اندونيسيا التي تقيم علاقات قوية مع السعودية وتعد أكبر دولة إسلامية تعدادا للسكان. ودعا الرئيس جوكو ويدودو إلى “تحقيق شفاف ومعمق” مرددا موقف الحكومة السعودية. إلا أن جارة أندونيسيا، ماليزيا ورئيس وزرائها مهاتير محمد فقد كانت صريحة في نقدها وقال محمد ” لدينا أيضا أشخاص لا نحبهم ولكننا لا نقتلهم”. وجاء نقد محمد نتاجا لعلاقة سلفه نجيب رزاق، الحليف والمستفيد من ثروات المملكة.
حصل رزاق من السعوديين في عام 2015 على هدية لم يحدد سببها وهي 681 مليون دولار وذهبت رأسا لحسابه الخاص.

ويعد أنور إبراهيم شريك مهاتير محمد في الحكم حليفا قويا للرئيس رجب طيب أردوغان والذي يقود الحملة ضد السعودية في قضية خاشقجي ومقتله.

ويقول الكاتب إن عددا من الدول التي أصدرت بيانات تدعم الموقف السعودي تعتمد بشكل كامل على الدعم السعودي مثل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي حصل على أكثر من 25 مليار دولار أمريكي كدعم
وتعهدات بالاستثمار من السعودية وحلفائها بعد الإطاحة بنظام محمد مرسي عام 2013. ودعمت السعودية الأردن بـ 2.5 مليار بعد تظاهرات الضرائب لدعم الاقتصاد الأردني.

وبنفس السياق تعتمد الحكومة اليمنية التي أطاح بها المتمردون الحوثيون عام 2014 وشنت السعودية وحلفاءها حربا بالنيابة عنها عام 2015. ويضيف الكاتب أن السعوديين يستخدمون سيطرتهم على موسم الحج السنوي في مكة كوسيلة لمكافأة الأصدقاء وتهميش الأعداء في العالم الإسلامية. وفي كل عام تحدد السعودية حصصا لعدد الحجاج من الدول حول العالم بناء على نسبة عدد المسلمين في كل بلد. وتمنح السعودية تأشيرات حج للسياسيين والحلفاء المفضلين لها.
وفي بداية عام 2016 قامت السعودية بإلغاء حزمة مساعدات بقيمة 4 مليار دولار للجيش اللبناني لأن الحكومة تجاهلت شجب الهجوم على سفارتها في طهران. وفي هذه الأزمة طلب الأمير محمد من سعد الحريري الذي اعتقله العام الماضي مدة اسبوعين أن يظهر دعما واضحا للمملكة لأن السعودية لا تزال قوة في لبنان. وفي مؤتمر الاستثمار الأخير أهان الأمير محمد، الحريري الذي شاركه المنصة عندما قال: “آمل أن لا تكون هناك شائعات عن اختطافه“. وصرخ الحضور وصفق لما قاله الأمير فيما صافح الحريري الأمير.
ويعرف الحريري أن بن سلمان يمكن أن يبقى في السلطة ولعقود. وحول الملك سلمان معظم السلطات له وراكم قوة غير مسبوقة بين يديه. وعرف حلفاء السعودية ووكلائها مخاطر إغضاب الأمير محمد الذي أظهر شراسة وتهورا. ومن يظل على علاقة جيدة معه يأمل بان يكافئ على ولائه له.