المحرر موضوع: نفحة من شارع المتنبي في مدينة آن آربر الامريكية  (زيارة 1171 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل كمال يلدو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 563
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني


نفحة من شارع المتنبي في مدينة آن آربر الامريكية

قيل لأرسطو: كيف تحكم على انسان؟ فأجاب: أسأله كم كتاباً قرأ وماذا قرأ ؟
مدينة آن آربر بولاية مشيكان الامريكية، هي مدينة جامعية تحتضن (جامعة مشيكان ـ آن آربر ـ) التي تحظى بسمعة كبيرة وسط الجامعات الامريكية وتصنف ضمن العشرة الاوائل في البلاد، وهذه الخصوصية منحتها صفة ثقافية ، حيث تكثر فيها المسارح والمكتبات وتعج طوال السنة بالنشاطات والفعاليات ذات الطابع المحلي والوطني وحتى العالمي.
وقد احتضنت المدينة يوم ٢٣ تشرين اول ـ اكتوبر ٢٠١٨ ، حدثاً ثقافيا فريدا بعنوان  " الكتب في طريق المارة"  وتبنته ـ مؤسسة الدراسات الانسانية في( جامعة مشيكان ـ آن آربر ـ) بالتنسيق مع صاحب الفكرة الاساسي ، جامع الاعمال الفنية الاسباني الجنسية " لوزنتيربتوس" ، حيث حقق قبلها أربعة فعاليات ناجحة نالت اعجاب كل من شاهدها في مدريد ـ اسبانيا ، تورنتو ـ كندا ، ملبورن ـ استراليا ، ومدينة نيويورك الامريكية ، لتكون مدينة آن آربر الخامسة في هذا التسلسل .
وتقوم الفكرة على عرض آلاف الكتب المزدانة بأضوية (الليد)، وبشرط ان يكون العرض مساءاً ، وهكذا كان الحدث في مدينة آن آربر، حيث   غُطي ( شارع المكتبات) والواقع ما بين شارعي ـ ستيت و مينارد ـ بعشرة آلاف كتاب (١٠,٠٠٠) كلها مزدانة من الداخل بالاضوية التي تعمل ببطارية صغيرة، وامتد النشاط من الساعة الخامسة عصرا وحتى الساعة الحادية عشر مساءاً وحضره آلاف الزوار المنبهرين بهذا الكرنفال الفريد .
احاط الحضور  ملحمة الكتب هذه ، وكانت انوار الكاميرات لا تتوقف من التقاط الصور، فيما كانت السماء رحيمة في هذا المساء الخريفي ، حتى ان القمر زيّن ليلها، وبعد عدة ساعات دُعي الحضور لاخذ الكتب، مجانا، ولكل حسب ما يحتاج او يمكن حمله ولم يمض وقت طويل ، حتى بانت ارضية الشارع ، وصار لهذه الكتب منزلا وراعيا وقارئاً جديدا!
اما فكرة وضع الضياء ـ الليد ـ داخل الصفحتان الوسطى للكتاب، فيما يترك الكتاب مفتوحاً ،  فهي اشارة الى ان نور المعرفة يأتي من بطون الكتب، يأتي من القراءة.
معظم الكتب التي عرضت كان من المقرر ان ترسل الى معامل (اعادة التدوير الورقي)، وبعضها تبرع بها مواطنون وأصحاب المكتبات المحلية وبعض المؤسسات في المدينة ، وقد خصصت احدى قاعات الجامعة للمتطوعين الذين عدّوا بالعشرات حيث استغرق العمل منهم ثمان أيام (٨ ايام) لتجميع وتهيئة الكتب وتحضيرها.
كانت تجربة جميلة تأخذك من حيث لا تدري الى تجربة " شارع المتنبي" الفريدة في العالم ، حيث مهرجان وكرنفال عرض وبيع الكتب كل يوم جمعة ، وطوال السنة.
يقول الشاعر البحريني قاسم حداد : القراءة ، زيت قنديلك!

كمال يلدو
تشرين اول ـ ٢٠١٨


غير متصل وليد حنا بيداويد

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3064
    • مشاهدة الملف الشخصي
الأخ كمال بلدو المحترم
تحية وبعد

...اما في العراق...
 لا اعرف في الحقيقة لماذا يعتز البعض العراقيين بهذا الشارع و يتسميته المتنبي انه شارع المكتبات والثقافة .
هذا كان في الماضي  .. هذا الماضي انتهى ولا يعود ليصيح مضارعا بعد كان هذا الشارع  بزخر بالمكتبات والكتب القيمة ...اما اليوم فغالبية الشعب العراقي شعب امي من كباره لصغاره و من يعرف من الجيل الجديد ما هو شارع المتنبي وماذا كان يبيع ليطرح هذا السؤال من قبل الاعلام العراقي على شرائح مختلفة واعمار مختلفة لنري كم عراقي سيرد بالجواب الصحيح.
مخجل بل مأساة ما بعدها مأساة معلمين وحملة شهادات الماجستير والدكتوراه لا يعرفون التعبير والكلام والقواعد والنحو .. لا يعرفون العربية لغة البلد الرسمية فما بالك بالتاليف والثقافة بصورة عامة.
اليوم نسبة عالية وكبيرة من شعبنا لا يعرفون المطالعة ولا يعرفون زيارة المكتبات والدور الثقافية عكس أيام زمان فالظروف القاسية والصعية أدت الى عزوف العراقي عن المطالعة حتى الذين يعيشون خارج الوطن فجلهم مهمومون منشغلون بإدارة حياتهم ومعيشتهم الصعبة ولم يعد العراقي يتذوق الكتاب والمطالعة خلا مطالعة وسماع الاخبار السياسية وتوليد العصبية والنرفزة هذا ما جلبه لنا المحتل والجار والطائفية.
 فغذاء البطن اهم من غذاء الفكر هذا اليوم في العراق هذه حقيقة و هذا واقع لمسته عن قرب فالصحف والجرائد التي تصدر لا يطالعها الا قلة قليلة من الناس والباقي لا تهمهم الثقافة والكتب وصار كل شيء من الماضي وحل الخراب في وطن الثقافة والحضارة 
تحية