المحرر موضوع: عمل فني آشوري نادر عمره 3000 عام من المتوقع أن يُباع بالمزاد العلني بأكثر من 10 ملايين دولار - تقرير مصور  (زيارة 2763 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ankawa admin

  • المشرف العام
  • عضو مميز جدا
  • *
  • مشاركة: 2306
    • مشاهدة الملف الشخصي
اعتماداً على تتبع صبغة تم اكتشافها على لوحات إغاثة أخرى، استحدثت دار كريستي في نيويورك عملية إعادة بناء رقمية لإظهار ما يمكن أن تبدو عليه لوحة الإغاثة الآشورية النادرة التي تباع في مزاد كريستي العلني.

س ان ان – سارة لازاروس
عنكاوا كوم – ترجمة رشوان عصام الدقاق


من المتوقع أن يجلب منحوت فني آشوري نادر يبلغ من العمر 3000 عام على ما لا يقل عن 10 ملايين دولار حين يصبح تحت مِطرقة كريستي في نيويورك.
وصِفتْ لوحة الجبس الجميلة بأنها إله وهي أروع مثال للفن الآشوري الذي يدخل السوق منذ عقود. يبلغ طول اللوحة 7 أقدام. وإذا تجاوز سعر البيع 11.94 مليون دولار فإنها ستُسجل رقماً جديداً في سجل المزاد العالمي للفن الآشوري.
 
تُصوّر لوحة الإغاثة التي عمرها 3000 عام إلاها يسمى أبكولا أو عبقرية مجنحة.

تم استخراج اللوحة المنحوتة في القرن التاسع عشر من أنقاض قصر الشمال الغربي في النمرود، العراق. وبقيت لسنوات عديدة في مكتبة خاصة غير معروفة القيمة.
في عام 2015 تصدرت الكنوز الآثارية  للنمرود عناوين الصحف عندما احتل داعش الموصل. وتقع مدينة النمرود على بعد 20 ميلاً الى الشمال من الموصل. وكان داعش قد استخدم القنابل البرميلية والجرافات والأدوات الكهربائية والمطارق الثقيلة لتدمير وتحويل الموقع الى أنقاض.
وسيكون مزاد الغد أول بيع رفيع المستوى منذ ذلك الحين.
رجل انكليزي في الخارج
في عام 1845 وصل مغامر بريطاني شاب يُدعى أوستن هنري لايارد الى مدينة النمرود وبدأ في أعمال التنقيب. ومنذ انهيار الامبراطورية الآشورية في نهاية القرن السابع قبل الميلاد بقيَّ الموقع على حاله نسبياً. ونتيجة للتنقيب وجد لايارد ثروة غنية من القطع الأثرية الثمينة.
في ذلك الوقت كان العراق جزءاً من الامبراطورية العثمانية، ولم يجد الحكام الأتراك أية مشكلة في تجريد المنطقة من الكثير من تراثها.
كتب الوزير الأعظم للسلطان العثماني خطاباً الى السفير البريطاني آنذاك، ستراتفورد كاينيج، معطياً إياه الاذن بالسماح في أن يقوم لايارد بالتنقيب وتصدير المحتويات.
وفعل لايارد ذلك بالضبط.
 
إعادة لمخطط ورسم قصور الملك آشورناصربال في النمرود

أرسل لايارد غالبية القطع الأثرية الى لندن حيث تُشكل الآن جوهر المجموعة الآشورية للمتحف البريطاني.
قال ماكس بيرنهايمر، رئيس دار كريستي الدولي للآثار،  لفت اكتشاف لايارد المدهش المبشرين الأميريكان إذ يُشير كتاب العهد القديم الى الامبراطورية الآشورية لكن مواقع أنقاضها لم تكن معروفة. وقد أكدت هذه الآثار وجودها. أما بالنسبة للمبشرين فقد أثبتت أن الكتاب المقدس صحيحاً وحقيقياً وليس خيالياً مما أغنى الحماس الديني في ذلك الوقت.
وفي عام 1859 حصل أحد هؤلاء المبشرين، هنري بايرون هاسكل، على 3 لوحات إغاثة نيابة عن صديقه جوزيف باكارد، الأستاذ في معهد فرجينيا اللاهوتي ، بالقرب من العاصمة واشنطن. وهذا المعهد يعمل على تهيأة التعليم العالي لأعضاء الكنيسة الأسقفية.
 
صورة تُبين أوستن هنري لايارد أثناء العمل حيث يتم رفع تمثالاً لثور مجنح كبير من موقع آشوري في العراق.

كانت تلك اللوحات الثلاث صفقة تم شراؤها بمبلغ 75 دولار لكل منها. وكانت تلك المبالغ لتغطية اجور الشحن.
ومنذ وصولها عُرِضت في مكتبة المدرسة الدينية، وأُعتبرت في المقام الأول مصدراً للعلم وليس للأعمال الفنية. مع ذلك، كشفت مراجعة روتينية لهذه اللوحات في عام 2017 عن قيمة الألواح الحقيقية وتم التأمين عليها بمبلغ 70 ألف دولار سنوياً.
ومما دفع الى قرار بيع واحدة منها هو أن عائدات البيع ستعمل على دعم الاستمرار في الحفاظ على اللوحتين الباقيتين ودراستهما. ويستفيد من البيع أيضاً صندوق المنح الدراسية في المعهد.
في الفترة التي سبقت المزاد، دعت وزارة الثقافة العراقية الى إعادة اللوحة الى العراق. ويقترح الناشطون القيام بإحتجاج خارج دار كريستي خلال عملية البيع.
وقال متحدث بإسم دار كريستي، في حين أن دار المزاد حساساً لطلبات التعويض من قِبل دول مصدر الآثار، طمأنت السلطات القانونية بعدم وجود أساس قانوني في هذه الحالة للمطالبة بالممتلكات التراثية.

العبقرية المجنحة
كان قصر الشمال الغربي في النمرود هو الإنجاز المعماري الذي حققه الملك آشورناصربال الثاني الذي حكم الامبراطورية من عام 883 الى عام 859 قبل الميلاد. وعند اكتمال ذلك القصر كان أكبر وأضخم مبنى مُزين بالديكورات والبذخ في عموم الامبراطورية الآشورية.
قال بيرنهايمر، كان آشورناصربال هو   الكاهونا الكبير، كما لو كانت في عمره.
 
الأضرار التي لحقت بالآثار القديمة للنمرود التي سببها مقاتلي داعش.

كان الملك قد وسّع أراضيه عن طريق سلسلة من الحملات العسكرية القاسية وأسس عاصمته الجديدة في النمرود التي كانت تسمى كالهو في ذلك الوقت. وقوى الملك آشورناصربال مدينته الجديدة ببناء قلعة وجدران دفاعية  وأربعة قصور ومعابد ومنازل، وذلك أثر الثراء الذي تدفق على المملكة نتيجة لغزواته وعمل العبيد الخاضعين له.
زُينت الجدران الداخلية لقصر الشمال الغربي بأكثر من 400 من لوحات الإغاثة المنحوتة. وكانت تماثيل العبقرية المجنحة هي التصميم الأكثر شيوعاً في تلك الفترة. إضافة لذلك، كان يوجد في القصر أيضاً بعض اللوحات التي صوَّرت أعمال آشورناصربال الثاني في بناء الأمبراطورية، وكذلك لوحات تمثل المناسبات الدينية ومشاهد الصيد الملكي والمآدب الملكية.
قال بيرنهايمر، لقد تم تصميم اللوحات مثل هذه التي يجري بيعها في المزاد العلني لتكون مؤثرة وتعظم قوة الملك. وأضاف، تشعر بالقوة عند الوقوف بجانبها. واللوحة كبيرة وضخمة وذات تفاصيل غنية وواضحة، إذ يُظهر الشكل الجانبي للوحة المنحوتة ما يُشبه وجه الإله العضلي الملتحي الذي يشبه آشورناصربال.
 
العبقري المجنح الملتحي يشبه بشكل مذهل الملك آشورناصربال.

وهناك مجموعة من النصوص المكتوبة بالخط المسماري، الذي يُمثل أحد أقدم أنظمة الكتابة، موجودة في وسط اللوحة تحكي عن اصول آشورناصربال وانتصاراته العسكرية وسعة امبراطوريته وبناء قصر الشمال الغربي.
قال بيرنهايمر، إن هذا النقش يتكرر عبر جميع اللوحات التي تصطف على جدران القصر، إنه عمل مدهش.
ومن هذه الكتابات: آشورناصربال، الأمير العظيم، الذي يخشى الآلهة العظيمة، الملك الشرس، الذي قهر المدن والجبال بكاملها، ملك الأرباب، الذي يُدمر الأعداء الخطرين، يُتوج بروعة، لايخاف في المعركة، البطل الذي لايرحم، ........
زينت لوحات العبقرية المجنحة بشكل خاص مساحة من القصر يُسميها علماء الآثار "الغرفة س" التي تربط الساحة المركزية العامة بغرف الملك الخاصة.
قال بيرنهايمر، يبدو أنها كانت منطقة حميمة بدلاً من كونها قاعة للجمهور.
وعلى طول الجدران تكررت لوحات العبقرية المجنحة مراراً وتكراراً.
وأضاف بيرنهايمر، مهما كان يحدث في الغرفة س لابد أن يُعتبر أمراً مهماً للغاية ليحتاج الى هذا العدد الكبير من حماية الآلهة.