المحرر موضوع: استهداف أقباط جنوب مصر يفجر أزمة التعاون بين الكنيسة والأمن  (زيارة 1096 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31445
    • مشاهدة الملف الشخصي
استهداف أقباط جنوب مصر يفجر أزمة التعاون بين الكنيسة والأمن
داعش يسعى لاستدراج الأجهزة الأمنية لمواجهات في مساحات جديدة في جنوب البلاد، خاصة الجبهة الغربية فيها.
العرب/ عنكاوا كوم

هجوم دام
القاهرة – تعرض أقباط بمحافظة المنيا جنوب مصر، الجمعة، لهجوم دموي تبناه تنظيم الدولة الإسلامية، بحسب ما أعلنته وكالة أعماق التابعة للتنظيم الجهادي في وقت لاحق.

 وأسفر الهجوم الإرهابي عن سقوط 7 قتلى و19 مصابا، بعد أن فتح مسلحون النار على حافلة عائدة من دير الأنبا صموئيل.

ونعى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي على صفحته على موقع “تويتر” ضحايا الهجوم، الذي جاء قبل يوم واحد من رعايته المنتدى الدولي للشباب بمدينة شرم الشيخ، والذي تعتبره الحكومة وسيلة جيدة لتأكيد الأمن والاستقرار في مصر.

وكشف الحادث الإرهابي عن تقصير في تأمين زوار الأديرة، وفجر أزمة تعاون بين الكنيسة وأجهزة الأمن والتي يحملها البعض مسؤولية الحادث، الذي جاء بعد هجوم دموي مشابه وقع بالمنطقة في شهر مايو من العام الماضي، وراح ضحيته 29 قبطيا، وعشرات الجرحى.

واتخذ ضحايا حادث الجمعة المسار نفسه إلى الدير في رحلة لم تتوافر لها التأمينات اللازمة بمنطقة تتيح للمجموعات الإرهابية الاختباء والتجهيز لمثل تلك العمليات النوعية، ثم الفرار عبر الظهير الصحراوي باستخدام سيارات دفع رباعي.

وكانت مصادر أمنية قد تحدثت في وقت سابق لـ”العرب” بأن الهجوم يحمل بصمات داعش، الذي نجحت الأجهزة الأمنية مؤخرا في القضاء على اثنين من خلاياه المختبئة بكهوف الجبال في صحراء محافظة أسيوط (جنوب القاهرة).

وأشارت المصادر ذاتها إلى أن الهجوم على الحافلة يأتي من قبيل الثأر ولتحويل المواجهات باتجاه المدنيين بغرض التقليل من النجاحات الأمنية.ولفتت إلى فقدان التنظيم الجهادي لإمكانيات الهجوم على أهداف عسكرية وشرطية في سيناء أو خارجها.

وبعد إحكام السيطرة بشكل شبه نهائي على منطقة سيناء والنجاح في إنهاء الجانب الأكبر من حضور التنظيمات المسلحة على الجبهة الشرقية للبلاد، يحرص داعش على استدراج الأجهزة الأمنية لمواجهات في مساحات جديدة، تتمركز في جنوب البلاد، خاصة الجبهة الغربية فيها، والتي يحظى داعش فيها بحضور وإسناد على الجانب الليبي الرخو.  ويسعى التنظيم المتطرف إلى خلق صراعات طائفية تتيح له الحضور وتوفر له حاضنة جيدة في محافظات جنوب مصر.

ويشي إصرار تنظيم الدولة الإسلامية بالتركيز على محافظات الصعيد بأنه يريد سحب الأجهزة الأمنية لجزء من قواتها لدعم حضورها في محافظات الجنوب، وهو ما تتعامل معه الحكومة بمحاولة خلق توازن بين متطلبات الأوضاع على كافة الجبهات، وتوزيع المهام حسب الطبيعة الجغرافية والبيئة المستهدفة بين قوات الجيش والشرطة. واضطلع الجيش المصري بمجمل مهام العملية الشاملة في سيناء 2018 والمتواصلة منذ فبراير بإسناد من قوت الشرطة، بينما تسند العمليات على الجبهة الغربية ومحافظات الجنوب إلى قطاعات وأجهزة الشرطة المدنية، بالنظر إلى الطبيعة الخاصة لمحافظات الصعيد، وإلى خلفيات ما يهدف له داعش هناك في شأن السعي لإحداث فتنة طائفية، ونشر شعور لدى الأقباط بالاضطهاد وعدم قدرة أجهزة الدولة المصرية على حمايتهم.

وأوضح القمص يونان مرقس لـ”العرب” أن الكنيسة استجابت منذ فترة لتعليمات وزارة الداخلية، وبدأت التنسيق معها على نطاق واسع، وتم تداول التعليمات الأمنية بين مديري الأمن وأساقفة الإبراشيات الموزعين على مستوى الجمهورية.

قررت الكنيسة القبطية إلغاء جميع الرحلات الكنسية للأديرة في البحر الأحمر ومحافظات الصعيد، مثل ديري الأنبا أنطونيوس والأنبا بولا اللذين اشتهرا بكثرة الزيارات إليهما في العطلات وأشهر الصيف، وكان من المفترض أنه لا رجوع عن ذلك إلا بعد التنسيق مع الجهات الأمنية وإخطارها بموعد الرحلة في حالة قيامها.

وقامت الكنيسة بإذاعة دورات تدريبية “أون لاين” تقام في أسقفية الشباب منذ أكثر من 20 عاما في مقر الأسقفية بالقاهرة، وفي قاعات أسقفية الخدمات بالكاتدرائية، للحفاظً على أرواح الأقباط بعد حادث دير الأنبا صموئيل الأول، خوفا من وجود تجمعات يسهل رصدها واستهدافها من قبل الجماعات الإرهابية.

وأكد بولا ميخائيل، مسؤول رحلات بكنيسة العذراء، أن حادث دير الأنبا صموئيل في نهاية مايو الماضي، أدى إلى التقليل من أنشطة مهرجان الكرازة المرقسية، وهي أنشطة رياضية وروحية واجتماعية تقوم بها الكنيسة لعدد كبير من الشباب القبطي، تجنبا لتجمعات الأقباط التي صارت مستهدفة من قبل الجماعات الإرهابية.

وقال لـ”العرب” إن وزارة الداخلية طالبت الكنيسة بإخطارها مسبقا بمواعيد رحلاتها وخطوط سير الحافلات من أجل إخطار النقاط الأمنية على الطرقات السريعة لتوفير الخدمات الأمنية تجنبا لاستهدافها، وبالفعل أعلن دير الأنبا صموئيل اعتذاره عن عدم استقبال كافة الرحلات وزيارات الأفراد للدير وعدم قبول أيّ تجاوزات.

وأصدر الدير بيانا شدد فيه على وجوب التنسيق بين مسؤولي ومنظمي الرحلات القادمة إلى الدير، والأجهزة الأمنية قبل الشروع في القيام بالرحلات، وأيدته الكنيسة القبطية.