المحرر موضوع: في تونس: الشيطان أفتى  (زيارة 1928 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل adili boukordagha Imen

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 6
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
في تونس: الشيطان أفتى
« في: 16:25 04/11/2018 »


في تونس: الشيطان أفتى


الشيطان أفتى بقتلي
أنا المرأة
 أم الوليد
قلت:
( وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأيّ ذَنْبٍ قُتلَتْ )
****
أرمدت على شيطان
القبيلة
حمى الغنيمة
و أغمد عليه
جشع الوليمة
وانتشرت بنفسه
علة الفشق
فأفتى بقتلي
أنا المرأة
أم الوليد
****
حين ذرّ قرن الشمس
تأبطت كتابي
أتوقّل في
 معارج الشرف
لأترضّب من
معين  نقاخ
****
فهاهي ذي المرأة
تبهجك كالشمس
بنورمقدّس تجود
تسهر الليالي
لوليدها تهجّد
****
هذه هي المرأة
ما طال الزمان
نهار بالأمومة يتعمّد
و ليل بالعلم يتلفّع
تسهر الليالي
 للكتب تسامر
حتى يطوف بها الكرى
لتشهد حديث الضمائر
تناجي دفاتر
 تتدفّق منها
قرائح سجيحتها الجود
و شنشنتها
غرر المكارم و جحولها
****
أيقظت وليدي
 وضٌاح المحيّا
وقد تسربل بسنا صبح
صافي الأديم
وترقرقت في وجهه
قبلتي
اكتحلت به عينايا
و نظرت إليه
بمجامع قلبي
ثم قلت :
حبيبي حملتك في رحمي
لكن وطني
قبلك قد حملني
واستروحت منه
ريحا طيّبة
مخضوضلة بمسك خطّام
عنبريّ النّفس
****
نسيم وطني يا حبيبي
قد صاك بي صوكا
وطني يا حبيبي
مجمرة أوقد فيها
عشقا أحرّ من الأثافيّ
لا يخبو سعارها
كالشمس ما طال الزمان
 تطلع  فتمجّ الثرى
وتلعج فؤادي
بحبّ متجدّد
فهذه الأرض نشّاشة
لا يشصب
شذى عشقها
المسجور
****
تسوّرت شرفات العز
و تقمّصت لباس العلم
و مضيت
بيد أن جثل القبيلة
تألّب عليّ
 و حية الوادي
واسمها منيّة
من منيّات الدهر
ماجريّة
من ماجريّات الأمور
لئيمة السّبال
 حاقدة
استوقد الحسد ضلوعها
 تلوّت الحيّة و ارتعصت
ونفثت خبرا في الوادي:
أعرف سبيل
المرأة أم الوليد
هي تركب
راحلة صفراء
فها قد وقعنا
في سلى جمل
وطّن على الصبر
ثابت غزره
آرك في الحمض
مكود بالوطن لا يبرح
فأرسلوا إليها
 مملوكا من كتائب الوادي
****
اقتيد  المملوك
 ببرة الصَغار
ليفقأ عيني أنا
 المرأة أم الوليد
و ليزهق نفسا
من ضئضئ صدق
و بؤبؤ مجد إلهي
فوق كل مجد
****
مقلني المملوك
إذ أتى
من سفح جبل اللّعنة
 راكبا
 راحلتي الصفراء
ذات صبحة
متحزّما بالرماح
متسيّفا
فالشيطان أفتى
بقتلي
أنا المرأة
 أم الوليد
فلا خير في
  شيخ صيد
به جشع
****
مقلني المملوك بعد
أن أشفى على النزع
بيد أن الله
بروحه القدّوس
أذكى بصوة الحب  في
ذماء من روح
أرادها الشيطان
أن تنزل بها نزعة الموت
****
 ها هو ذا
روح الله الغالب
منذ الأزل و  إلى  الأبد
ناط نعمته قلادة في عنقه
و طوّقه أطواق قداسته
هو ذا الله
يصل هوادي نعمه بتواليها
يردف أوائلها بأواخرها
و سوابقها بلواحقها
و سوالفها بروادفها
****
فانحسرت عن المملوك
 ظلال الشيطان
وانجلت عنه سدفة حية الوادي
و حلّ فيه روح الله
و سطعت عليه
 أشعّة الظهور
و نفت عنه
معتلج الريب
و صرّح الحق عن محضه
الله هو الحق و الخير و الجمال
 هو الحق أبين من فلق الصبح
****
عاد الإنسان
إلى سفح جبل اللعنة
بعد أن حرّره
 روح الله الغالب من
 أصفاد الشيطان المغلوب
فسمع  فحيح
 حية الوادي تفحّي:
أين الجثمان؟؟
 فالشيطان
قد أفتى بقتل
المرأة أم الوليد
قال الإنسان :
إنها ملاك
يقيم تحت
رواق قداسة الله
إنّها آمنة السّرب
وادعة النفس
نامت عنها
عيون الطوارق
و الحيّات
وورفت عليها
ظلال اللّه
وظلال الله
كالشمس
 في ريعان الضحى
تشتعل فما تنصهر
ما طال الزمان
فهم:
((يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ ))