المحرر موضوع: الفنان والخطاط السرياني الن بيث شموئيل لـ(عنكاوا كوم ) قلة انواع الخطوط باللغة السريانية بالمقارنة مع قرينتها العربية شجعني على استنباط انماط جديدة من الخطوط  (زيارة 4307 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عنكاوا دوت كوم

  • مشرف
  • عضو مميز متقدم
  • *
  • مشاركة: 37766
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الفنان والخطاط السرياني  الن بيث شموئيل لـ(عنكاوا كوم )
قلة انواع الخطوط باللغة السريانية  بالمقارنة مع قرينتها العربية شجعني على استنباط انماط جديدة  من الخطوط
عنكاوا كوم –سامر الياس سعيد
لو تسنى لك الامر بتعداد  البارزين في مجالات الثقافة والادب  والفنون فستلمس انك احصيت عددا لاباس به من ابناء شعبنا ممن لهم بصمات واضحة وجلية في كل  مجال من المجالات  فضلا عن ابرازهم  للمؤلفات والكتب التي اسهموا بتاليفها في تلك المجالات  لكن في المقابل لو طرقت باب الخط فستجد ان هنالك قلائل من ابناء شعبنا ممن لهم الريادة في سبيل ابراز الخطوط السريانية بشقيها الغربي او الشرقي او حتى الخط بالاسطرنجيلية  ومن ابرز من يمكن الاشارة اليه في هذا الجانب الخطاط والفنان  الن بيث شموئيل  الذي لايكتفي بما يقدمه من لوحات فنية  يسهم من خلالها  بابراز الخط السرياني فحسب  بل يزاوجها بلوحات فنية تعبر عن واقع امتنا وشعبنا  فضلا عن رغبته  التي جسدها بابراز كراس تعليمي يهدف من خلاله للبحث عن انماط جديدة من الخطوط السريانية يهدف من خلالها الى اغناء هذا الفن بعدا تعبيريا اخر  مضافا اليه جهوده في تزيين اروقة وواجهات الكنائس المشيدة في غضون السنوات السابقة ببصماته التي تعبر عن  عشق للخط السرياني والزخرفة التي لطالما برزت في الحواضر الاشورية  القديمة .. (عنكاوا كوم ) التقى الفنان بيث شموئيل ودار الحوارالتالي :
* بداية ، هل لك ان  تتحدث لنا عن كيفية ولعك بالخط  وابرازك للخطوات الاولى في مشوار هذا الفن المهم ؟
- تعلقت بالخط والفنون عموما  منذ دراستي الاولية وحتى المتوسطة  حينما شعرت بانني اميل للرسم  وكان مرسم  متوسطة ام الربيعين في مدينة الموصل العتبة الفنية الاولى لصقل مهاراتي حينما استقطبنا  مدرس مادة الرسم الفنان الرائد حازم جياد  كونه من المدرسين المبدعين  حينما شجعني ومجموعة من اقراني  على الرسم والخط فيما ساهمت الدورات التي تقام في المدينة على اغناء تلك الموهبة  خصوصا بمجال الخط  وفي اللغة العربية حيث اذكر ان مدينة الموصل كانت مشهورة بدوراتها في هذا المجال لاسيما من خلال رعاية  تلك الدورات من قبل الخطاطين يوسف ذنون وباسم ذنون وكانت تلك الدورات تمتد ل45 يوم  كما ان رغبتي في اتقان الخط العربي اسهم فيها اطلاعي على الكراريس التدريبية التي  نشرها الخطاط المعروف هاشم البغدادي الذي اعده مدرسة الخط العربي اما لغتي الام فتعلمتها عبر الكنيسة  ومن خلال تعلمي حاولت اتقان الخط سواء باللفظ الشرقي او الغربي والاسطرنجيلي  ومن خلال الصحف والمجلات كنت اتابع  انواع الخط العربي فيما تابعت الخط السرياني عبر كتب المخطوطات الخاصة بالطقس الكنسي  فضلا عن متابعتي للخطاطين ممن يتقنون الخط السرياني وخصوصا  من ناحية القوش  وما تركه في هذا الخصوص الاب الراحل يوسف قليتا  ومن تلك الفترة اتقنت رسم الحروف والبحث عن زوايا جمالية  وتطوير قواعدها  واصولها لتكون نتاجاتي  تحمل المعنين التعبيري  والمقبولية ومن مراحل اخرى  حاولت مزاوجة لوحات الخط باشكال تحمل رموزا  تعبيرية  وتجريدية ..
* اذن بدات بالتزامن مع الخط سواء باللغة العربية او السريانية  فماهي القواسم التي لمستها من خلال الخط بهاتين اللغتين ؟
-بالطبع هنالك قواسم لمستها من بينها انني وجدت  ان الخط الكوفي الذي يعتبر  اساس الخط العربي  ونشا في مدينة الكوفة في العراق  من اكثر الخطوط العربية تقاربا مع  الخط الاسطرنجيلي  الذي هو مشتق من الارامية والنبطية ولاشك في ان بدايات الخطوط كلها تجدها متقاربة  فمن اكتشافات الخطوط الصورية  الى مرحلة الرمزية  والمقطعية المسمارية  بعدها برزت مرحلة الابجدية  في اوكاريت  ثم ظهرت الابجدية الارامية  والفينيقية  وتلتها السريانية  باعتبار ان كل الخطوط تحمل ذات الاصول  وقد استفدت من منابع تلك الخطوط  ضمن ابرازها في قواعد او ما اسهمت فيه التقنية من ابراز  لاشكال الاحرف  الموجودة في الفونتات  بانظمة الوورد و الكوريل  والتي اجد ان خطوطها بحاجة لتطوير  فمثلما هو معروف ان الخط العربي  انتشر في نطاق الدول العربية عبر استخداماته  سواء في الدواوين  او غيرها من الامور التي استدعى ان يبرز فيها خطاطون  بالمقارنة مع الخط السرياني الذي اقتصر على كتب الطقس في الكنيسة حينما كان نساخون يستعان بهم من اجل نسخ الكتب التي تستهلك  فيحاولون نسخ كتب جديدة على منوال الكتب القديمة دون ان يبرزوا بصماتهم في هذا الجانب ..
*على ذكر التطوير ، لك رغبة في تطوير انماط جديدة للخط السرياني في استنباطها ، فهل لك ان تحدثنا عن محاولاتك في هذا المجال ؟
-من ناحية التطوير فانا اعمل منذ زمن  على ابتكار خطوط  سريانية فمن خلال اطلاعي على الخطوط باللغة اللاتينية او العربية وجدت انهما تملكان الكثير من نماذج الخطوط  فعلى سبيل المثال توجد في الخط العربي اكثر من 50 نوع من الخطوط  فلذلك وبالمقارنة لايوجد في الخط السرياني  سوى المعروف عنه بسبب اقتصار تداول هذا الخط بالكنيسة فحسب  وبقاء نماذجه مرهونة باللفظ الشرقي او الغربي وحتى الاسطرنجيلي  فلذلك احاول الاستعانة  بالاقلام كمستدير للاسطرنجيلي والقلم المربع للشرقي  والمتداول لدى الكلدان والاثوريين والقلم الغربي المتداول لدى السريان الارثوذكس  والموارنة  والقلم الغربي الملكي الخاص بسريانيي الشام والمستخدم حتى اواخر القرن 12 م  لذلك استفدت من تلك الاقلام في ادخال القلم المربع  (القصب) عبر طرق شحذ القلم والحصول على زوايا عديدة  لاستنباط نوعيات وانماط جديدة من الخطوط منها الخط المسماري والخطوط السريانية باشكال الالعاب الرياضية  او حركات رياضية  وهذه الخطوط يستفاد منها المبتدئين الراغبين بتعلم الخط السرياني  او في استخدام تلك الخطوط كمانشيتات للصحف  وهي مقاربة للخط الكوفي في استخدام المربعات  وليس التنقيط  فعلى مقياس المربعات يمكن رسم الحروف وهنالك خطوط اخرى قد يبلغ عددها نحو 11 الى 12 خط  تجد فيها بعض الابتكارات  من اجل اغناء الخط السرياني  وعدم اقتصاره على نمط او نمطين من المتداول فيه وربما تسهم القواعد التي يمكن  الاستعانة بها  في مجال الخطوط  فتجد سرعة الكتابة مثلا في  الكتابة بالقلم الغربي بالمقارنة مع  الاسلوب الهندسي الذي يمتاز به القلم الشرقي وكان اطلاعي على الخطوط السريانية  دافع لي بتطوير انماط جديدة  بحيث لاتؤثر  على معالم الحرف وتزيده دقة بالاستعانة برؤية هندسية  وجمالية  ..
*وهل اسهمت المعارض التي شاركت فيها من زيادة  بالفنون الجمالية التي ابرزتها في اللوحات  التي  انتجتها ؟
-بالتاكيد لايمكن انكار الدور المهم للمعارض والمهرجانات التي شاركت فيها  من خلال الاستفادة من ملاحظات الزوار والمشرفين على تلك المهرجانات  او تبادل الخبرات والاطلاع على جماليات اخرى فمن بين المهرجانات التي شاركت فيها بشكل دائمي مهرجان اشور الذي كانت ترعاه جمعية اشور بانيبال  في العاصمة بغداد وذلك في ثمانينات وتسعينات القرن المنصرم فقد كانت هنالك رغبة واهتمام بالمعارض الفنية التي تتزامن مع هذا المهرجان فضلا عن مشاركتي بمهرجان  بغديدا للابداع السرياني الذي كانت تحتضنه بلدة قرقوش في تسعينيات القرن المنصرم  وكان حقا مهرجان رائع  اضافة لاشتراكي كطالب في المعارض الفنية التي كانت ترعاها مديرية النشاط المدرسي سواء بنسختها  المحلية  التي تقتصر على معرض تربية نينوى او بشكل عام من خلال تمثيل محافظة نينوى بالمعرض الشامل للنشاط المدرسي  وشاركت في معرض مشترك  في عام 2015 برعاية المديرية العامة للثقافة السريانية  في عنكاوا  مع عدد من الفنانين  حيث شاركت ب27 لوحة من مجموع اللوحات الخاصة بالفنانين الاخرين حيث وظفت في تلك اللوحات الحرف واللون والكلمة  من اجل تكوين اللوحات حيث ظهر الحرف السريانية  باشكال تعبيرية  حديثة وجميلة..
*ومن خلال المشاركات سواء السابقة واللاحقة ، هل لمست عزوفا من قبل الجهات الثقافية على رعاية مثل هذا الفن ودعمه  بالشكل الذي يسهم بانتشاره ؟
-نعم وجدت ان هنالك عدم اهتمام من قبل الجهات  او المؤسسات الثقافية  لقلة العاملين بهذا المجال  ونحن كفنانين كانت لنا رغبة  من خلال نقاشاتنا ومداولاتنا بالاسهام بتشكيل نقابة او تجمع يلم شتات الفنانين السريان ويدعمهم بالشكل الذي يبرز نتاجاتهم  او يسهم على اقل تقدير بالاستعانة بالخطاطين من اجل ابراز جهد في نشر كراريس تعليمية بالخط السرياني  فهنالك مؤسسات مثل مديربة التعليم السرياني سواء في الاقليم او في الحكومة المركزية لم تلتفت  لهذا الامر  باستثناء مديرية التعليم السرياني في الاقليم حيث وفرت كراريس تعليمية لكنها اعتمدت على فونتات الكترونية دون العودة الى الخط اليدوي ..
*لم يقتصر نتاجك الفني على ما ابرزته من لوحات لكن لك بصمات فنية في عدد من الكنائس والحواضر المسيحية من تلك التي انشئت في غضون العقود السابقة فهل لك ان تحدثنا عنها ؟
-انا امارس الخط كنوع من المهنة  من خلال عملي بتصاميم الاعلان  والاستعانة بخامات  معدنية كالبرونز في توظيفها كاشكال جمالية او الاستعانة بالزنكو غراف في تزيين ارقة كنائس منها كنائس في بلدة بغديدا  وقد شاركت في ابراز لمسات فنية على متحف شهداء بغديدا الذي اقيم في قاعة كنيسة مار يوحنا في عامي 89 -90 حيث كان يشرف على العمل المهندس صباح مجيد  وكان معي الفنان الراحل لوثر ايشو حيث انجزنا  بواسطة الزنكو غراف شواهد خاصة بالشهداء من ابناء البلدة ممن سقطوا في الحرب العراقية الايرانية بطباعة صورهم واسمائهم باللغتين العربية والسريانية  وذكر تولدهم وتاريخ استشهادهم  كما عملت في دار مار بولس للخدمات الكنسية  عبر تصميم وطباعة الاعلان الخاص بالواجهة بلوحة طولها 3 امتار وتصميم شعار الدار على حجر الحلان  وهنالك داخل الدار منحوتات من عملي على حجر الحلان  كما عملت في كنيسة مار بهنام وسارة التي دشنت قبل اعوام قليلة من سيطرة داعش في بلدة بغديدا بتنفيذ بعض الجداريات  المنجزة من قبل النحات ثابت ميخائيل  وصبها بواسطة البرونز والنحاس  وتطعيم اطر  البانوراما  بكتابات بالسريانية الغربية  ومقولة لاحد الشمامسة  ايضا بالبرونز كما عملت في مدينة دهوك وفي مطرانية الكنيسة  الشرقية  المحاذية لكنيسة مريم العذراء باعمال على المرمر  وباحرف سريانية  بالخط المربع  مع زخارف واسهم معي خطاط من بلدة تلكيف في تنفيذ هذا العمل  الذي كانت نتاج بحث ودراسة وتنسيق دائم مع مطران  الكنيسة .. ..
* وهل تحدثنا عن الكراس الذي تنوي نشره  والذي يتحدث عن بدايات الخطوط اضافة للانماط الجديدة من الخط السرياني ؟
-في البداية اود ان تتبنى احد الجهات التعليمية فكرة نشر مثل هذا الكراس كونه يحث على تحسين وتعليم الخط وكما هو معروف فان درس اللغة العربية  كان يركز على تعلم الخط وتحسينه وهنالك درجة محددة في اسئلة المادة تركز على الخط فلذلك تجد ان طلابنا باستطاعتهم اتقان القراءة لكن في المقابل هنالك قلائل ممن يجيدون رسم الكلمات وكتابتها بصورة مفهومة  لذلك تجد ان الكراس التعليمي يبدو كمرجع للراغبين باتقان الخط فضلا عن عدم اقتصاره على التعليم فحسب بل ايضا يحمل معلومات توثيقية في نشاة الخطوط  وارتباطاتها مع الخطوط الاخرى كما يهتم الكراس بانواع الزخارف واشكالها وتلك المستخدمة في الحواضر الاشورية  والتي عادة ما تكون باشكال نافرة لحيوانات او زهور  او اشكال هندسية  وغالبا ما يتم توظيفها في الكنائس او الحواضر الاخرى ..
*المعروف انك كنت تقطن الموصل واضطررت لتركها على اثر سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية ، هل فقدت اثر تركك لمدينة الموصل  لوحات فنية تشعر بالحزن لتركك اياها ؟
-نعم هنالك لوحات كثيرة تركناها في منزلنا في الموصل  ومن بينها  لوحة كانت معلقة في احد اروقة المنزل  واستخدمت فيها الوانا زيتية  وطابعها كان تجريديا  ومكونة من اشكال زخرفية  وعرضها كان 90 م وطولها 60 م فضلا عن انني تركت بعض المشغولات الفنية  كنت اعمل عليها في المدينة مثل مزهريات اجسد عليها نقوشا وكتابات بالسريانية  بالاضافة لفقداني مكتبة تضم 450 عنوانا  اغلبها كتب تتحدث عن الفنون وتعد مراجع مهمة ..
*ماهي الالوان التي تحرص على استخدامها في اللوحة وكيف تتبلور لديك فكرتها ؟
-عادة ما افضل استخدام  اللونين الاحمر والازرق بالاضافة لالوان يستوجب الاستعانة بها  وعادة ما تتبلور لدي فكرة اللوحة من الاطلاع على اللوحات العالمية او من خلال الاطلاع على الحواضر الاشورية فاستعين برموزها واوظفها بالشكل الذي يتلائم فكرة اللوحة ..
 
أي نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة، دون الإشارة الى " عنكاوا كوم " يترتب عليه أجراءات قانونية