المحرر موضوع: غياب البرلمانيين وحديث ذو شجون  (زيارة 866 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Mostafa Saleh

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 37
    • مشاهدة الملف الشخصي

غياب البرلمانيين وحديث ذو شجون


مصطفى صالح كريم
بعد ان كثر الحديث وأثير اللغط حول غيابات اعضاء مجلس النواب العراقي المتكررة، كان لابد ان يصدر توضيح من رئاسة المجلس حول هذ الأمر، وان تتعامل مع هذه الظاهرة بشفافية وتضع النقاط على الحروف، حتى لا يضيع حق النائب الملتزم ولا يحسب في عداد الآخرين غير الملتزمين، ولكن للأسف لم يحدث شيء من هذا القبيل، والمواطنون ينظرون الى القاعة الخاوية على عروشها بأسف وتحسر، حتى ان احدهم شبه البرلمان بمدرسة مسائية التي غالبا ما كان يلتجئ اليها طلاب كل همهم هو الخلاص من التجنيد ولم يكن يعنيهم الدوام او الدراسة.
*ازاء هذا الموضوع انبرى احد النواب ليوضح للعراقيين جميعا مسألة هذه الغيابات المتكررة، والنائب هو الأخ فرياد رواندزي الذي كتب كلمة نشرها في صحيفة (الاتحاد) كانت ذات شجون، ولكنه استطاع بجرأة ان يسلط الضوء على الغائبين الدائميين وحسب المعلومات التي زودنا بها رواندزي ان الذين كانوا على قمة الهرم في الحكومات السابقة، لم يلتزموا بالحضور، وكذلك الذين لم تكن كعكة السلطة من نصيبهم، اكتفوا بفوزهم بالمقعد النيابي دون ان يشغلوه فعليا.
*اريد في هذه الكلمة ان اضيف شيئا الى ما ذكره النائب فرياد رواندزي هو أني رأيت نائبا عراقيا في فندق (هوليداي ان) في عمان كان عمله اليومي ينحصر في اجراء اللقاءات مع قناة الجزيرة وما شاكلها ليصب جام غضبه على العملية السياسية برمتها، ولم يكن قلبه ينبض بذرة عطف على العراقيين الذين يذبحون ويخطفون يوميا، لست ادري هل ان ما يتقاضاه هذا النائب حلال ام انه حرام؟ وهل انه معذور بالتغيب عن جلسات المجلس النيابي لأنه منهمك بالاتصال بالمجاميع المعادية لآمال العراقيين؟ والى متى تبقى رئاسة المجلس تغض النظر عن أمثاله.
وهناك نائب آخر سمعته يقول في احدى الفضائيات لمشاهدة بعثية "أنا معكم ولست معهم" أي انه مع البعثيين العفلقيين وليس مع الحكومة الوطنية المنبثقة من الشعب ولا مع البرلمان الذي مازال يحتفظ بعضويته وبامتيازاته.
ونقطة أخرى جديرة بالاهتمام تتعلق بالتبريرات غير المعقولة للغائبين والتي ذكرها النائب في كلمته وسماها بالاجازة المرضية او اجازة غير المرئية المطلوب الآن من رئاسة مجلس النواب ان تحسم هذا الأمر وذلك برفع الحصانة عن النواب الذين نقلوا خنادقهم من جهة الشعب الى الجهة التي تعادي الشعب وان تلغي هذه الاجازات المزيفة وتوضح للناخبين اسماء الذين ازدادت غياباتهم بصورة ملحوظة. كما على الصحافة ايضا التعامل مع هذه الظاهرة بمهنية اكبر وفق ما جاء في كلمة رواندزي وان تجري تحقيقات صحفية حول ظاهرة المقاعد الخالية وان تفرق بين النائب المسافر بمهمة رسمية لأجل قصير وبين النائب الذي أدمن على الغياب لكي يعرف المواطنون من هم اهل لثقتهم ومن هم الذين لم يحترموا أصوات ناخبيهم.
ـــــــــــــــــــــــــ
 نائب رئيس تحرير جريدة(الاتحاد)