المحرر موضوع: عودة الوحدة الى كنيسة روسيا الارثوذكسية تقلب آخر صفحة من الحقبة السوفياتية  (زيارة 1232 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Zana Dizeyi

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 51
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

(ا ف ب) - حققت الكنيسة الارثوذكسية صباح الخميس مصالحة تاريخية مع فرعها في المنفى وذلك برعاية شخصية من الرئيس الروسي الذي وضع حدا لثمانين سنة من الانقسام تخللتها سنوات طويلة من الاضطهاد السوفياتي.

ووقع رئيس الكنيسة الارثوذكسية في الخارج المتروبوليت لافر وبطريرك موسكو وعموم روسيا الكسيس الثاني الخميس وثيقة اعادة توحيد الكنيستين.

وتم توقيع وثيقة "الشراكة الكنسية" التي تتيح للكهنة من الكنيستين المشاركة في الاحتفال بالقداس في حفل بثه التلفزيون الروسي مباشرة من كاتدرائية المسيح المخلص في موسكو بحضور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وبموجب هذه الوثيقة اصبحت الكنيسة الارثوذكسية الروسية في الخارج التي تتخذ من نيويورك مقرا لها "جزءا لا يتجزأ من الكنيسة الارثوذكسية الروسية".

وشكر كل من المتروبوليت لافر والبطريرك الكسيس الثاني الرئيس الروسي مثمنين دوره الشخصي في تحقيق الوحدة وقدما له ايقونة.

من جهته قال بوتين "بعد سنوات من الانشقاق يمكننا القول انه لا يوجد اليوم منتصرون. الكل خسر بسبب الانشقاق المؤمنون والمجتمع بشكل عام".

وكانت اللحظة الرمزية الاكبر في المراسم تناول الكهنة من الكنيستين القربان المقدس من الكاس نفسها الامر الذي يكرس الوحدة على المستوى الروحي.

ومنذ ساعات الفجر الاولى تجمع حوالى ثلاثة الاف شخص للمشاركة في الرتبة الليتورجية في كاتدرائية المسيح المخلص التي دمرها ستالين واعيد بناؤها بعد سقوط الاتحاد السوفياتي في التسعينات.

واسست الكنيسة الروسية في الخارج في عشرينات القرن الماضي من قبل رجال دين فروا من روسيا البلشفية.

ففي روسيا وباسم الالحاد اضطهد رجال الدين ومنع التعليم الديني كما دمرت الكثير من الكنائس.

وفي 1918 وجه البطريرك الروسي الارثوذكسي حينها تيخون نداء ضد السلطة الجديدة فاوقفه البلشفيون ووضعوه في الاقامة الجبرية حيث توفي في 1925.

وتحت وطأة الاضطهاد اضطر البطريرك سيرغي الذي خلف تيخون ان يعلن في 1927 ولاءه للحكومة السوفياتية ودعا الكنيسة في المنفى الى التعاون مع السلطة الجديدة. واثر ذلك انشقت كنيسة المنفى بينما باتت الاستخبارات السوفياتية (كي جي بي) تسيطر على البطريركية.

وفي اعقاب حملة اضطهاد دامية في الثلاثينات قرر ستالين "تطبيع" العلاقات مع الكنيسة خلال الحرب العالمية الثانية واعاد فتح الكنائس وسمح بالتعليم الديني المسيحي.

الا ان عهدا جديدا من الاضطهاد المعنوي بدأ مع تسرب عناصر الاستخبارات الى الكنيسة.

ولم تخرج كنيسة روسيا من الظلام الا في الثمانينات خلال البيريسترويكا حملة الاصلاح التي جرت في عهد مخائيل غورباتشيف.

امام في عهد بوتين فقد تالقت الكنيسة الارثوذكسية وباتت تتمتع باهمية متزايدة وسط المجتمع الروسي.

وكثف الرئيس الروسي من عمليات الترميم للكنائس والتزم شخصيا في عملية المصالحة داخل الكنيسة الروسية اذ قام بزيارة المتروبوليت لافر في 2003 و2005.

وبالرغم من القيمة الرمزية الكبرى لهذه المصالحة الا انها لا تحظى بموافقة جميع رجال الدين الروس الارثوذكس في المنفى اذ يعتبر بعضهم انه على بطريركية موسكو ان تتوب عن خضوعها للسوفيات. كما يرون انها متأثرة الى حد كبير بالسلطة السياسية الحالية.

وعن هذه الاتهامات تقول المعلمة سفيتلانا نوفولودسكايا من امام الكاتدرائية "التوبة؟؟ لولا خضوع البطريرك سيرغي للسوفيات لما كان هناك كنيسة ارثوذكسية في روسيا. علينا اليوم ان نبتهج بعودة الوحدة".