تــــــــعـــقـــــيـــــب
لطيف پـولا ܪܒܝ ܡܝܟܐܝܠ ܡܡܘ ܡܝܩܪܐ
ܒܬܪ ܫܠܡܐ ليس ثمة صعوبة في لفظ هذه الحروف مثل ( ع) عند ابناء شعبنا كما جاء في مقالتكم الموقرة , طالما هي مكتوبة إذاً هي لفظة اجدادنا, بمعنى ان ما يُكتب هو ܪܬܡܐ ܫܪܫܝܐ (اللفظ الاصلي ). لكننا تعلمناها منذ طفولتنا هكذا بالوراثة وهو خطأ شائع شانه شان كثير من الاخطاء التي ورثناها عبر قرون الظلام أو فرضتها علينا وعلى اجدادنا ظروفاً طارئة . بدلالة نفس الكلمة التي لا نلفظ ( العين فيها بالآشورية او نستبدل صوت الحاء بالخاء او الكاف بالخاء او الباء بالواو ) نلفظها بالعربية بشكل صحيح وهو اللفظ السليم الاصلي مثلا : ( أينا ܥܝܢܐ , عين ) ,( أيبا ܥܝܒܐ عيب ) (شما ܫܡܥܐ شمع ) وهكذا نلفظ ال ( ع ) دون صعوبة وهذا هو اللفظ الصحيح للكلمة قبل التشويه . وكذلك الحروف التي لا نلفظها ونضع فوها ـ ܒܛܠܢܐ بطلانا ـ ليس بسبب الصعوبة في اللفظ , بدلالة اننا نلفظ نفس الحرف ايضا كما تلفظ في العربية دون صعوبة مثلا : ( ويشله ܝܒܻܫܠܗ ، يبس ),( خرينا ܐܚܪܝܢܐ آخر )( شولا ܫܘܓܼܠܐ شُغل ) ,(ات ܐܢܬ أنتَ ) ،(شاتا ܫܢܬܐ سنة ) كلها نلفظها بالعربية بسهولة كما نكتبها بالاشورية . وثمة كلمات أثارت عندنا مشكلة كبيرة في اللفظ بسبب ما يسمى ܪܘܟܟܼܐ روكاخا تلين . ثمة كلمات تأتي بنفس اللفظ ولكن بمعنى مغاير حسب كتابتها ! , مثلا ܡܚܘܪܐ ماخورا = تعني شاعر , و ܡܟܼܘܪܐ ماخورا = تعني قَوّاد ! ( الكتابة مختلفة ولكن اللفظ واحد لآن (ح) لفظناها ( خ ) وفي الثانية لفظنا ( ك) ( خ ) ايضا فتساوى اللفظ واختلف المعنى اختلافا كبيرا وهذه مشكلة يقع فيها كثير من الكتاب . كذلك في : ܡܫܝܚܐ مشيخا =تعني المسيح , و ܡܫܝܟܼܐ مشيخا =تعني ذابل يابس ضامر ! . ܕܐܒܼܐ ديوا = تعني ذئب , و ܕܗܘܐ تلفظ ايضا ديوا = تعني ذهب ( معدن الذهب ) وهكذا . صحيح ان كل اللغات تتبدل وتتغير بتغير الظروف ولكن بالنسبة للغتنا الاشورية فإن السبب الأساس هو تعرض وطننا للغزوات عبر قرون عديدة وقد حكمتنا دول لغاتها أرية لا تلفظ الحروف الحلقية فيها, أو يختلف لفظها عن لفظنا للكلمات .وحسب القاعدة ( ان الاُمم المغلوبة تقلد الغالبة ) وبتوالي عشرات القرون على حكمها لوطننا وشعبنا نشأت عندنا اجيال تخلت ,من حيث لا تدري , عن اللفظ الاصلي للكلمة , كالكلمات التي اوردها جنابكم في مقالتكم الموقرة .فبدأ التغيير والتبديل في اللفظ . ونظرا لعدم وجود نظام سياسي يفرض المنهجية في قراءة لغتنا ونطقها اصبح التأثير الخارجي يزداد يوما بعد يوم وسنة بعد سنة وقرن بعد قرن الى ان وصلنا الى مانحن عليه اليوم .في بعض لغات الاقوام التي حكمتنا كما قلنا لا تلفظ ( ع , ح , ك )او تلفظ صوت ( خ ـ خاء ) بدلا من (ك و ح ) مثلا : ܡܒܪܟܼܐ مبَرخا = تعني مبارك . في حين نلفظه بالعربية كما لفظه اجدادنا (بركة ومبارك) اما في لغتنا اليوم شُوه اللفظ بحجة ܪܘܟܟܼܐ روكاخا = تلين فنلظه ܒܪܝܟܼܐ ܡܒܪܟܼܐ ܒܘܪܟܼܐ بريخا , مبَرخا ,بوراخا .
وقد احتفظت العربية باللفظ الصحيح بسبب كونها بعيدة عن التاثيرات الخارجية نوعا ما اذ بقيت في صحراء , في الجزيرة العربية لم تصلها الأقوام ,التي اجتاحت مناطقنا, كالرومان واليونان والفرس والمغول والترك وغيرهم . ولأن القران الكريم حفظها من التشويه اللفظي فكانت , في رأي , اقرب الى الأكدية ولهجة بابل واشور الاصليتين حتى من لغتنا التي نحكي بها اليوم . والرأي قابلٌ للنقاش .