المحرر موضوع: أين أنتِ يا فتاة؟  (زيارة 826 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل مارتن كورش

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 129
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
أين أنتِ يا فتاة؟
« في: 17:00 24/11/2018 »
أين أنتِ يا فتاة؟
مَن منا نحن جيل الخمسينيات والستينيات بل حتى جيل السبعينيات من القرن الماضي لا يعرف عن كثب البنت العراقية، كيف كانت متعلمة ومثقفة واذا ما صادف وأن أحبت، تراها تحب من كل قلبها وتعرف كيفية الدفاع عن حبها. لكن ما عاد الحال معها كما كان بعد كل هذه التحولات السياسية، والتدهورات الأقتصادية وثقافة العنف و.. و. لأن المسكينة أضطرت أن تلازم البيت وتجلس أمام شاشة التلفاز أو هاتفها الخلوي أو الحاسوب بين يديها، وقد غدت متأثرة بما خرج به علينا مخرجوا الفديو كليبات والمسلسلات (خاصة المدبلجة) التي بدت تغزو أفكار العديدات من بنات مجتمعنا حتى فضلن هذه المسلسلات على دروسهن ومطالعتهن، فصارت الواحدة منهن تساير نمط الثقافة التلقينية عبر أعلام مسمم للأفكار، حتى تركت بناء وتغذية عقلها ففقدت كل فرصة لتعلم مقومات الحياة في الحب، الأحترام، جذب المقابل، الكاريزما والجرأة الأدبية، حتى أصبح همها أن تساير العالم الحاضر وهي بهذا لا تصغي إلى صوت الرب وهو يُكلمها ويكلمنا نحن أولياء الأمور (لاَ تُسَاقُوا بِتَعَالِيمَ مُتَنَوِّعَةٍ وَغَرِيبَةٍ، لأَنَّهُ حَسَنٌ أَنْ يُثَبَّتَ الْقَلْبُ بِالنِّعْمَةِ، لاَ بِأَطْعِمَةٍ لَمْ يَنْتَفِعْ بِهَا الَّذِينَ تَعَاطَوْهَا.)"عبرانيين13: 9".
ليس هو ذنب إبنتنا في هذه الأيام، بل ذنبنا كأولياء أمور عندما نسمح في بيوتنا بمشاهدة برامج أعلام مسمم جند العديد من الفنانين والفنانات مثل هيفاء وهبي وميريم فارس وغيرهن عدد ولا حرج، وممثلين وممثلات وحتى الأعلاميات حتى غدت شاشة التلفاز ملونة بألوان مشمئزة للنفوس قبل العيون. غدت إبنتنا المسكينة لا تكلف نفسها لتعرف عن كثب ماهية الحب الحقيقي الذي ينبني عليه بيت الزوجية كما ينبني البيت على الصخرة (وَالصَّخْرَةُ كَانَتِ الْمَسِيحَ.) "1كورنثوس10: 4" بسبب قلة أدراك أولياء الأمور وإنعدام معرفة البعض منهم بالتكنوجية الحديثة مثل الهاتف الخلوي والحاسوب. لا أدينكِ (لاَ تَدِينُوا لِكَيْ لاَ تُدَانُوا،) "متى7: 1".
يا فتاة يا إبنتنا العزيزة يا فلذة كبد والديك، بل أنصحك أن تعودي وتبحثي عن الحب النقي حتى تمسكي بالخيط المتين المؤدي إلى قلب الذي تريدين الوقوع في شرك حبه. عليك يا إبنتنا العزيزة أن تسألي نفسكِ: كيف أعيد بناء نفسي لكي أحصل على الحب الحقيقي الذي به أبني بيتاً زوجياً شاشة التلفاز فيه تحجب كل ما هو مسمم للأفكار؟
المحامي والقاص
مارتن كورش تمرس