صديق سألـني :: هـل يمكـنك أن تكـتـب يوما في مواضيع مثل خـواطـر وأحاسيس ، وليس فـقـط البطرك ؟ ... قـلـت له : ستـقـرأ قـريبا ..
البارحة سألـني : أين خـواطرك ؟ قـلتً : إنـتـظر ، لا تستعـجـل ، الخـواطر تحــتاج بعـض التـفـكـير ، فـهي ليست أخـباراً جاهـزة .................
****************************
خـواطـر ..... رحـلة إلى مقـتـربات الملكـوت السماوي
بقـلم : مايكـل سـيـﭘـي / سـدني
حـلمتُ في فـضاءات السماء ، شـوق يـتـلـظى في نـفـسي الوَسماء ، والملكـوت تـتـراءى أمامي بـبـراء ، أملك تأشـيرة الـدخـول إليها بصفاء ، لكـنـني أحـتـفـظ بها في الخـفاء .
رأيتُ خالاً عـلى مَـيْسَرة ثغـرها ، تـرصد المـفـتـون بها ، تـوقِعه في حُـبها ... جـوانِـب شـفـتها العـلـيا تـداعـب السفـلى في بسمتها ... أتـوق إلى إرتـشاف مِـسْـكِ ريـقها من داخـل عـمـقها !
وُديان دافـئة تـشعـلني بنار الشـوق إليها ، ألـثم سـفـوحَها ، تحـتـرق شفـتيّ بألسنـتها حـتى أرتـقي قِـممَها .
ماذا أرى ؟ ..... لـؤلـؤة تـربض هـناك ولا تـزاح ! تـشِعّ كالمصباح ، مِن أعـلى الجـبل فـضاءه مُـتاح ... إنها ثمرة التين إن قـطـفـتها ، ينـضح من غـصنها عـصير مُـباح .
أزحـف عـلى سهـولها الفـسيحة ، حـتى أصِلُ مَـداخـل كهـوفها اللـطيفة ، تجاويـفها عـميقة رؤوفة ، عـطـرها يفـوح كالـقـدّاح ، تـربتها خـصيـبة رطـبة حـتى الصباح ....
لسان مزمارها يحـرس مـدخـل السقـيفة كأنه ( Stalactite نـوازل الكـهـوف ــ رديفة ) يرتجـف بنـبضة كـلما داعـبه المجَـس بلمسة خـفـيفة ، فـيُـنعـش الـنـفـس بنـشـوة عارمة عـنيفة .
يا إلهي : أي نحـت أبـدعَـتْ فـيه أصابعـك ، هـل لـتـلهـب النار في قـلـوب خلائـقـك ؟ أم لـتـلهـِم قـصائـدَ في أقلام المؤمنين بك ؟ ......
نعـم أيها الـرب ... يـنـتهي فـعـل الإيمان بك حـين نعانـقـك ، ويتلاشى الرجاء فـيك لمّا نـواجهـك ... فـماذا سـيـبقى ؟
يقـول رسول الأمم مار ﭘـولس في كـورنـثـوس الأولى 13 : 13 .... أما الآن فـيـثـبت الإيمان والرجاء والمحـبة هـذه الثلاثة ، ولكـن أعـظـمهـنّ المحـبة .
إن الله محـبة .
إذن ..... كـلما إرتـوينا السلسبـيل مِن ينـبـوع ( س ) يسيل ، سـيـبقى الحـب الجـلـيل دون شـريـك مثيل .