المحرر موضوع: يقيناً هذا الخراب ليس من فعل الأجنبي  (زيارة 849 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل افسر بابكة حنا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 497
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
سردٌ له ما يبرره.
يقيناً هذا الخراب ليس من فعل الأجنبي .
 
منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة في مطلع العشرينيات من القرن المنصرم، والعراق ما برح  يخوض المعارك تارة من اجل احقاق الحق وتارة اخرى من اجل أشباع غرور قادته السادين، وأحياناً كثيرة كان على موعد مع منعطفات خطيرة كادت تلتهم كل شي، فكانت الانقلابات واحداث الشمال الأحداث البارزة في تاريخ العراق الى ان أتت حرب الثماني سنوات التي خرج العراق منها منتصراً لكن مهزوزاً  مضطرباً صامدا ثابتاً  بعض الشيء فاستطاع وبفترة وجيزة اعادة بناء ما دمرته الحرب الطاحنة وبدا الناس يتطلعون الى غد افضل في ظل استقرار نسبي وان كان في كنف حكم طاغيٍ دموي،غير ان تطلعات قائده المهوس والمغرور جر العراق الى مغامرة غير محسوبة العواقب فكانت حرب الخليج الاولى وغزو الكويت واحتلالها امام أنظار  العالم والمجتمع الدولي وسكوت وتؤاطؤ القوى العظمى في مؤامرة أحكمت خيوطها بدهاء خطير، فكانت عواقبها وخيمة على المنطقة برمتها وليس على العراق فحسب ،ورغم ما تبعها من دمار  وخراب وعلى كافة الاصعدة وفِي ظل حصار جائر ظالم طال البشر والشجر ففكك النسيج الاجتماعي العراقي وأحدث شرخاً في الضمائر والنفوس وباتت الناس في ظل العوز والفقر من ناحية وطغيان الحاكم من ناحية اخرى يترنحون تحت وطأت ابشع ظلم مزدوج فأتى على الأخضر واليابس، فكان العراق على شفى انهيار تام، لولا اتفاقية النفط مقابل الغذاء التي أبرمها النظام مع هيئة الامم المتحدة التي سمحت له بتصدير جزء من نفطه مقابل الغذاء ورغم ما شاب هذا الاتفاق من عورات الا انه كان طوَّق نجاة للشعب المبتلى بالمحن،وبالمقابل استطاع  النظام من خلاله ان يتنفس ويجمع قواه ،فصمد العراق مرة اخرى وان كان صمودا ممزوجاً بالالم والمعانات والمهانات ولم ينهار  فكان واقفا ويشار له بالبنان .
و لَم تستمر الأيام طويلا فكان العراق مع موعد و قدر اخر  فكانت امال الشعب كبيرة من اجل الخلاص من نير حاكم متغطرس دموي ونظام قبيح حكم العراق بالحديد و النار   اذ برزت للوجود وعلى العلن سياسة تغير النظام من قبل أمريكا وحلفائها ، فكانت حرب الخليج الثانية واحتلال العراق من قبل قوة عظمى فائقة القدرة على التدمير وتحت مسميات واهيه فدمرت ماتبقى من البنية التحتية وأحالت العراق خراباً ويبابا،وتلاشى حلم الخلاص اذ  اتت قوى الطغيان بزمرة وقد اختارتها بدقة متناهية لهذا الغرض زمرة فاقدة الضمير لا أدب واخلاق لها  ولا ماض يشرفها ضالعة في الفسق والجور والقتل فكان لقوى الطغيان ما ارادت وان عجزت عن تحقيقه لسنين طوال بمفردها وعلى مر العصور، فهوى العراق الى الحضيض دون عناء وجهد  يذكر بفضل هذه الزمرة الحاقدة وما نراه الْيَوْمَ من انحطاط وتخلف وخراب ودمار ما هو الا ناتج طبيعي لمخلفات هذه الزمرة  الجاهلة .

افسر بابكه حنا