المحرر موضوع: نتنياهو (صانع السلام) ينقذ السعودية وولي العهد من مأزق خاشقجي!  (زيارة 1625 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سمير يوسف عسكر

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 335
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
كجزء من خطة لصرف الأنظار عن قضية مقتل جمال خاشقجي التي أثارت ضغطاً إعلامياً وسياسياً عالمياً بحق ولي العهد محمد بن سلمان. قال الكاتب البريطاني الشهير (ديفيد هيرست) ان ولي العهد قد حاول إقناع بنيامين نتنياهو بالتوجه نحو حرب في غزة كجزء من الخطة. ونقل هيرست في تقرير حصري نشر في موقع (ميدل إيست آي) ان مساعي بن سلمان مع نتنياهو جاءت بناء على توصيات من لجنة الطوارئ شَكلّها بن سلمان لوضع سيناريوهات للتعامل مع الازمة التي سببها الاغتيال الدموي لخاشقجي (نشر النص الكامل للتقرير في ترجمة -عربي 21-). وعلمت صحيفة (ميدل إيست آي) ان فريق العمل الذي شكل من داخل الديوان الوزاري ووزارتي الخارجية والدفاع ومن جهاز المخابرات، قدم تقريراً لولي العهد كل 6 ساعات. وقد نصح هذا الفريق ولي العهد بان حرباً في غزة يمكن ان تحوّل أنظار الرئيس ترامب وتركز اهتمام واشنطن على الدور الذي تلعبه السعودية في حماية المصالح الاستراتيجية الإسرائيلية. كما نصح الفريق ب (تحيد تركيا بكافة الوسائل بما في ذلك محاولة رشوة اردوغان). صحيفة ميدل إيست بإمكانها كشف النقاب ان تركيا لديها تسجيلات لمحادثات بين مسؤولي السعودية تعود الى 28/ 9عندما دخل خاشقجي القنصلية للمرة الأولى أي قبل قتله بثلاث أيام في 2/10/ 2018، تكشف هذه التسجيلات على ان الملحق العسكري أحمد عبد الله المزيني لعب دوراً أساسياً في قتل خاشقجي، وانه العقل المدبر والمخطط. وان قائد الاغتيال ماهر مطرب أَطلعَ القنصل محمد العتيبي على تفاصل المهمة، والعتيبي غادر تركيا قبل يوم واحد من دخول المحققين الاتراك مقر اقامته الرسمي لتفتيشه. وكانت صحيفة نيويورك تايمز قد نشرت تقريراً جاء فيه ان مطرب قال لأحد المسؤولين عنه (أخبر سيدك ان خاشقجي قد قتل) وذلك في واحدة من 4 كلمات هاتفية اجراها مع الرياض يوم ارتكاب الجريمة. وهذه الحقائق أشرفت عليها مدير (سي آي أي جينا هاسبيل) التي استمعت الى التسجيلات الصوتية لوقائع الجريمة، ومن شأنه زاد الضغط على الكونغرس الأمريكي لمطالبة ترامب برد رسمي على ذلك، وطلبت قيادة لجنة الشؤون الدولية في مجلس الشيوخ من الرئيس الأمريكي ترامب ان يقرر ما إذا سيفرض عقوبات على السعودية وفقاً لقانون ماغنيتسكي -الخاص لانتهاكات حقوق الانسان -. وبعد شهرين من الجريمة البشعة، وفي وقت غاب فيه النصير فضلاً عن الحليف؛ لم يجد (صانع السلام نتنياهو) بُدا من ان يُندد بالجريمة، مع التشديد على ان تبقى السعودية مستقرة وان مقتل خاشقجي أمر مروع (مستدركاً) لكن في الوقت نفسه أقول من المهم جداً لاستقرار المنطقة والعالم وان تظل السعودية مستقرة. تزامن ذلك مع ما نشرته صحيفة واشنطن بوست من ان نتنياهو وعبد الفتاح السيسي تواصلا مع ترامب للدفاع والدعم لولي العهد الذي وصفه نتنياهو (حليف استراتيجي). ومن الجانب السعودي، فتحت قصور الرياض لوفد من رموز الكنيسة الانجيلية الأميركية الداعمين لترامب قادمين من أبو ظبي. وكان على رأس الوفد الناشط الانجيلي جويل روزنبرغ وهو مدافع شهير لإسرائيل وفق تعبير صحيفة (جيروزاليم بوست). وضم الوفد مايك إيفانز مؤسس جماعة (فريق الصلاة في القدس) والذي يُعرّف نفسه بانه زعيم صهيوني اميركي. ان استنفار نتنياهو العلني لمحاولة انقاذ بن سلمان عبر دعوته الى ضرورة الحفاظ على استقرار النظام السعودي هو المستوى الثالث من مستوى التدخل الإسرائيلي الطامح الى تحقيق الهدف. في البدء عمدت تل أبيب ال محاولة احتواء اهتمام النخبة السياسية الأميركية بقضية خاشقجي من خلال منظمات اللوبي اليهودي العاملة في أمريكا للضغط على الكونغرس لمراعاة المصالح الاستراتيجية. لكن عندما لم يفلح هذا التحرك عمدت إسرائيل الى الدبلوماسية الصامتة عبر تدخل (صانع السلام) المباشر لدى إدارة الرئيس ترامب، بهدف اقناعها بعدم التصعيد على بن سلمان. ولكيلا أنسى؛ في أواخر نيسان الماضي خلال زيارة بن سلمان لأمريكا كان لقاءه بعدد من مسؤولي اللوبي اليهودي والحديث معهم بخصوص ضمان استقرار إسرائيل، حديث بن سلمان أصاب اليهود أنفسهم بالصدمة وهذا ما أكد عليه معلق الشؤون السياسية في القناة العاشرة الإسرائيلية باراك رابيد حينما قال: (السعودية.. ليست أي دولة عربية). وهكذا طالب نتنياهو ترامب بدعم بن سلمان من المأزق لأنه شريك وحليف استراتيجي لإسرائيل في المنطقة والعالم ويجب دعمه وعدم الاستغناء عنه. بعد ان كان بن سلمان وصف خاشقجي ب (الإسلامي الخطير) وفق ما أكدته واشنطن بوست. حدث القرن؛ هل هو الأخير؟ مؤكد لا!! لأن اين الضمير الإنساني؟ اين العدل؟ اين الوجدان؟ اين المطرانين المخطوفين يوحنا وبولس؟ أليس داعش هم من اختطفهم؟ ومن صنع داعش؟ ومن كان يمدها بالمال والسلاح؟ اليسوا هم (القوة الخفية) والسعودية وتركيا والامارات. منذ أكثر من ألفين يوماً (20/ 4/ 2013)، ليس هناك أي تحرك جدي دولي واقليمي لتحريرهم ومصيرهم، اين الغرب وكنائسها وتركيا والسعودية والامارات وإسرائيل؟ واليوم جمال خاشقجي منذ شهرين قامت الدنيا وقعدت من اجله بعد تقطيع جسده وذوبانه كنقطة خل في البحر. فإين العدل والإنسانية في النفس والروح؟ اين الأمم المتحدة من موقف المطرانين؟ وما جدوى من مواثيقها القانونية؟ هذا الصمت المرير واللامبالاة. فمن حق مسيحيو المشرق ان يطالبوا عن مصير المطرانين.. الفين يوماً والجرح عميق وعميم الرنين مديد والاحساس المسيحي يعبر عن مقهوريّ عميقة وبليغة، كون المسيحية المشرقية لا تزال مخطوفة مع الاخفاء القسري المتعمد لمصيرهما. ومن يتابع ملف المطرانين يراه معقد وليس من جواب أمام هذه الأجوبة الخرساء الصامتة. وبأي ذنب ترتكب جريمة خطفهما وهما رسولا السلام والمحبة. قبل يومين طرحت عضو الكنيست كسانيا سفيتلون مشروع قانون يقضي بالاعتراف بتعرض الأيزيديين لأباده جماعية في العراق (ولم تذكر ايزيديو سوريا) على أيدي داعش ورفض البرلمان الإسرائيلي المشروع. عندما الضمير الإنساني يموت يصبح كل شيء مباح: كلام الزور، الخيانة، القتل او السكوت عن الانحرافات والهمجية، لأن ثقوب الضمائر تكبر لتصبح مرضاً نفسياً عضالاً. وحين يموت الضمير يصبح طعم الدم لذيذ كعصير البرتقال.. تهون الأوطان وتكثر الخيانات ويُزيّف التاريخ، والعجيب في كل هؤلاء ان ضمائرهم لا تتعبهم ولا تبكيهم، بل على العكس يشعرون أنهم عملوا حسناً يفرح قلوبهم. ناسين ان الضمير موجود قبل الشريعة المكتوبة، وبالضمير وجد في العالم الوثني فلاسفة يدعون الى الخير والفضيلة، ولم تكن تقودهم شريعة إلهية. ولكن الاختلاف في مفاهيم الناس، ولاختلاف تربيتهم ونفسيتهم، اختلفت هذه الضمائر. فالضمير عندما يصاب بالضعف والوهن.. ماذا يمكن ان ترتجي منه؟ الضمير عندما يفسد ماذا يمكن ان تنتظر لون ومذاق الثمر؟ وماذا تنتظر من حق وحقوق؟
                                                الباحث/ ســــمير عســــكر