المحرر موضوع: ألمانيا تخطط لفك ارتباط مسلميها بالنفوذ الخارجي  (زيارة 1190 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31425
    • مشاهدة الملف الشخصي
ألمانيا تخطط لفك ارتباط مسلميها بالنفوذ الخارجي
برلين تتهم اتحاد الأئمة التركي بالتجسس لحساب أردوغان، ومساع ألمانية لمحاصرة تمويل الإسلاميين.
العرب / عنكاوا كوم

الغرب لم يعد يقبل خداع الجماعة
برلين - طالب وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر، قبيل انعقاد مؤتمر الإسلام في ألمانيا الأربعاء، الجالية المسلمة إلى بفك ارتباطها بالنفوذ الخارجي، فيما تتهم السلطات الألمانية اتحاد الأئمة التركي في برلين (ديتيب) بممارسة أعمال استخباراتية لفائدة النظام التركي وتلقي تمويلات مشبوهة منه.

وكتب زيهوفر الثلاثاء في مقال بصحيفة فرانكفورتر ألجماينه تسايتونع الألمانية أنه “يتعين على المسلمين في ألمانيا أن ينظموا أنفسهم على نحو يضمن تلبيتهم لمتطلبات القانون الدستوري الديني بشأن التعاون مع الدولة”.

وأوضح الوزير الألماني أن الأمر يتعلق بأن يحل ذلك محل النفوذ الأجنبي، حتى يصبح مسلمو ألمانيا معتمدين على أنفسهم ليس فقط في تنظيم وتمويل طوائفهم، بل أيضا في تهيئة تدريب الأئمة وفقا لاحتياجاتهم.

ويعتزم زيهوفر خلال المؤتمر التركيز على طرح قضايا عملية للتعايش المشترك، مثل “كيفية التوفيق على نحو أفضل بين العقيدة الإسلامية والقناعات والطقوس المرتبطة بها وبين الثقافة النامية في ألمانيا وقيم مجتمعنا في الحياة اليومية”.

وتعهد بأنه سيعمل بالأدوات المتاحة لوزارته على دعم المسلمين الألمان على مختلف تنوعهم “في تدعيم هويتهم الألمانية والإسلامية وتعزيز التماهي مع وطنهم الألماني”.

ويطالب المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا أيضا بتدريب الأئمة داخليا، حيث قال رئيس المجلس أيمن مازيك في تصريحات لصحف شبكة دويتشلاند الألمانية “إذا كنا نريد إسلاما بطابع ألماني، فيتعين علينا العمل على تدريب الأئمة في ألمانيا”.

هورست زيهوفر: يتعين على المسلمين في ألمانيا أن ينظموا أنفسهم بعيدا عن النفوذ الخارجي

و يواجه اتحاد “ديتيب” انتقادات في ألمانيا بسبب قربه ينظموا أنفسهم بعيدا عن النفوذ الخارجي من الحكومة التركية، ويعتبره ناقدون اليد الطولى للرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

ويُشتبه في أن عددا من أئمة ديتيب كانوا يتجسسون على معارضي أردوغان وينددون بهم بتعليمات من أنقرة، حيث ترسل رئاسة الشؤون الدينية التركية “ديانت” كافة أئمة ديتيب، وعددهم نحو 900 إمام، إلى ألمانيا وتدفع لهم رواتبهم.

وتم حفظ التحقيقات ضد عدد من هؤلاء الأئمة بتهمة التجسس في ديسمبر الماضي، رغم أن الادعاء العام الألماني أعلن في ذلك الحين أنه يرى شبهة كافية ضد المتهمين السبعة، إلا أنه ليس بمقدوره تحريك دعوى قضائية ضدهم بعد مغادرتهم ألمانيا لهدف غير معلوم.

ويشتبه في أن هؤلاء الأئمة جمعوا معلومات عن أنصار لحركة فتح الله غولن، التي تتهمها أنقرة بتدبير محاولة الانقلاب الفاشل في يوليو 2016، وأخبروا بها القنصلية التركية في كولونيا.

وكانت صحيفة دي فيلت واسعة الانتشار قد ذكرت في وقت سابق، أن الشرطة الاتحادية الألمانية حذرت أعضاء في البرلمان من أن المخابرات التركية ربما تتجسس عليهم وأنهم قد يواجهون أيضا أخطارا أمنية محتملة من مواطنين أتراك.

وقالت الصحيفة “أجرى مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية ‘مناقشات أمنية’ مع عدة أعضاء بالبرلمان في الأسابيع الأخيرة”، مضيفة “يقال إن المناقشات تركزت على التجسس المحتمل للمخابرات التركية والأخطار الأمنية التي يمثلها المواطنون الأتراك”.

وكشف تقرير إعلامي ألماني عن اتهام طالبي لجوء أتراك موظفين في هيئات ألمانية معنية بشؤون الأجانب بالوشاية ضدهم لدى وسائل إعلام مقربة من السلطات التركية، وفي تقرير استقصائي مشترك تحدثت مجلة “دير شبيغل” الألمانية وشبكة “إي.آر.دي” عن لاجئين أتراك، حددت صحف أو محطات تلفزيونية تركية أماكن إقامتهم في ألمانيا، ووصمتهم بالإرهاب.

ويقول الخبير الاستخباراتي “اريش شمدت اينبوم” لموقع “لوكال” الإخباري الألماني “بوجود نحو 3 ملايين شخص من أصول تركية في ألمانيا، فهذا يعني أن كل مخبر يمكن أن يراقب 500 شخص، وهو رقم أكبر مما كان جهاز شتازي يراقبهم به في ألمانيا“.

وأعلنت الحكومة الألمانية في يناير 2017 تعقبها لأنشطة الاستخبارات التركية داخل أراضيها، حيث تقدم نواب البرلمان عن حزب اليسار الألماني “سفيم داغدالات وولف جانج جيرك وأنيتة جروث” بمذكرة استفهامية إلى البرلمان بشأن أنشطة الاستخبارات التركية داخل ألمانيا، مطالبين الحكومة بالرد عليها. وأشارت المذكرة إلى أن رئاسة الشؤون الدينية التي تعمل تبعًا لأنقرة واتحاد الديمقراطيين الأتراك في أوروبا ينفذان أعمالاً استخباراتية في ألمانيا بجانب جهاز الاستخبارات التركي.

وأوضحت المذكرة المؤلفة من 21 مادة ، أن نحو 800 عميل بالاستخبارات التركية يعملون في أوروبا الوسطى، كما يقوم 6 آلاف شخص بجمع المعلومات الاستخباراتية ، مذكرة أن “محمد طه جرجرلي أوغلو” الذي سبق أن عمل مستشارًا لأردوغان تم القبض عليه بتهمة جمع معلومات استخباراتية لجهاز المخابرات التركي حول الأكراد والفصائل المعارضة والأيزيديين المقيمين في ألمانيا.وطالب وزير العدل الألماني آنذاك هايكو ماس اتحاد ديتيب التركي الإسلامي بالانفصال عن أنقرة، قائلا “نفوذ الدولة التركية على ديتيب كبير للغاية. على ديتيب تغيير لائحته التي تنص على الارتباط الوثيق برئاسة الشؤون الدينية التركية (ديانت)”.

ويقول متخصصون في الشأن التركي إن الشبكة التي تمتلكها جماعة غولن في الخارج هي نفس الشبكة التي كان يستخدمها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في عهد التحالف الذي جمعه بالداعية التركي قبل أن يدب الخلاف بينهما وينقلب الأمر إلى حرب تخاض بين التيارين في بلدان العالم.

ويضيف هؤلاء أن المسألة تعكس أزمة أصابت الإسلام السياسي عامة وفي تركيا خاصة، والتي شهدت ذروتها في محاولة الانقلاب الفاشلة التي جرت في 2016.