حبيبي الوطن
د. صباح قيّا
أيّها الراقدُ في قلبي الأسيرْ
أيّها السارحُ في عقلي الهجيرْ
ظلامٌ يلوحُ عنْ ضوءٍ كسيرْ
كأنَّ الضياءَ تخشى أنْ تُنيرْ
لسانُ سقاني وعداً وغدرْ
فؤادي من زَحْمةِ الحزنِ انفجرْ
عينايَ من دمعِها فاضَ النهرْ
أحشائي من جمْرِها ذاب الصخرْ
حبيبي مَنْ خانَ العهدَ فهجرْ ؟
أم أنا مِن نشوةِ الهجرِ سكرْ ؟
ظننتُ العيشَ في المهجرِ دُرَرْ
وخلتُ سراب الصحراءِ مطرْ
وطني لا تلُمْ من ينوي السفرْ
ومنْ شدَّ الرِحالَ أيضاً واستقرْ
حريّةُ الإنسانِ أسمى وطَرْ
لا تباعُ أو تُشْترى بمَهَرْ
في المهجرِ يُذاقُ طعمُ التعبيرْ
يُنقدُ الدينُ أو يُشجَبُ التكفيرْ
يُساءلُ الرئيسُ قبلَ الوزيرْ
ما دامَ ُ القانونُ للعدلِ ظهيرْ
في المهجرِ حريّةُ التخييرْ
يباعُ منَ اللحمِ حتى الخنزيرْ
تُصبُّ في الكأسِ أنواعُ الخميرْ
لا حرامٌ ولا في الشرعِ تجبيرْ
وطني أضاعتك باسم التحرير
شلّةُ على الدبابةِ تسيرْ
نصفها سارقٌ والآخرْ أجيرْ
مَلَكَتْ كلَّ شيءٍ إلّا الضميرْ
وطني باعتكَ أشباهُ البشرْ
ورسمُكَ غاصَ في عمقِ البحرْ
فهلْ للعراقِ من بعدٍ صوَرْ ؟
يحاكي سحرُها الشمسَ والقمرْ
وطني أحببتك حبَّ القديرْ
وسمتُكَ قِلادةً من حريرْ
تناسيتُ قسوةَ العيشِ المريرْ
تبقى بعيني بهيّاً كالأميرْ
أنتَ يا وطني الأمّ لي فخرْ
أنتَ في وجداني ليومِ الحشَرْ
صلاتي أن يزولَ عنكَ الخطرْ
وأن تعودَ كما كنتَ أغرْ